الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عناصر تنظيم القاعدة تتناثر في اليمن.. خبراء: البيئة الجبلية والصحراوية ملاذ آمن لهم.. وصنعاء كانت محط اهتمام أسامة بن لادن لطبيعتها الجغرافية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد اليمن انتشارًا كبيرا لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي خلال الفترة الماضية مستغلين حالة الانفلات الأمني التي يمر البلد العربي، لا سيما أن البيئة الجبلية والصحراوية هناك تمثل مأوى جيدا لتلك الجماعات الظلامية.
يقول هشام النجار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن اليمن كانت محط اهتمام خاص جدا من قبل أسامة بن لادن التي كانت لديه قناعة بأن اليمن هي البيئة المثالية لنمو واحتضان القاعدة وصولا لبسط السيطرة والتحصل على مزايا في السلطة، وذلك لعوامل عديدة تعود لأسباب شخصية وعائلية خاصة بزعيم القاعدة علاوة على طبيعة البيئة الجغرافية والواقع الاجتماعي والسياسي اليمني الذي يحفز حضور التنظيمات والجماعات الدينية ويمنحها الكثير من دوافع اكتساب القوة والانتشار. 
وأضاف الباحث في تصريح لـ "البوابة نيوز"، أن هناك مراكز نفوذ تقليدية اعتمدت عليها القاعدة للانتشار مع انطلاقها وعصرها الذهبي قبل عقدين ومنها دول جنوب شرق آسيا ودول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء والقرن الأفريقي علاوة على أفغانستان وباكستان وغيرها من مناطق العالم، ولا شك أن القاعدة تواجه تحديات كبيرة في استعادة بريقها ونفوذها السابق في هذه المناطق نتيجة العديد من المتغيرات وعلى رأسها انطلاق الثورات العربية وانتشار قناعة لدى الشعوب بعدم جدوى التنظيمات المسلحة مع إمكانية التغيير السلمي عبر الاحتجاج الأبيض غير المسلح، ونتيجة أيضا لما سببته عسكرة الثورات لاحقًا نتيجة لتدخل القاعدة وغيرها في تدمير وخراب العديد من الدول وتفكيك جيوشها وتهجير أهلها وقتل مئات الآلاف منهم وهذا وضع حاجزًا بين الشعوب من جهة وتقبل وجود ونشاط هذه التنظيمات مجددًا من جهة أخرى. 
وتابع: "هذا كله بالإضافة للتنافس الجاري بين داعش والقاعدة حيث يسعى داعش للسيطرة والسطو على ميراث القاعدة في غالبية مراكز التنظيم التقليدية القديمة، فضلا عن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفائها على المستوى الاستخباري والمني والعسكري في سياق حرمان القاعدة من محاولات استعادة نفوذها القديم في معاقلها السابقة، وهذا كله يضعف من توقعات عودة القاعدة كما كان عليه بالسابق في مراكز نفوذه التقليدية وفي مقدمتها اليمن". 
بينما قال محمد ربيع خبير العلاقات الدولية، إن اليمن شهد الفترة الماضية تشابكا في الصراع في الداخل اليمني مما جعل الصراع في اليمن أكثر حدة وتعقيد وخاصة بعد صراع المجلس الانتقالي في الجنوب مع السلطة الشرعية في اليمن هذا الصراع أعطي فرصة للتنظيمات الإرهابية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة الظهور مرة أخرى للساحة الصراع في اليمن وبقوة مما أكد وجود دعم وأجندات تدعم هذه الجماعات. 
وأضاف ربيع في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تنظيم القاعدة موجود بالفعل في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، ويتمركز في مناطق جبلية ما بين أبين والبيضاء وشبوة، في جنوبي البلاد، ودخل التنظيم إلى الجنوب في تسعينيات القرن الماضي في صفقة تمت مع السلطة، ولم يكن قد ظهر بصورته الإرهابية، كما هي عليه الآن، في واقع الأمر "القاعدة" في اليمن تذهب ثم تعود وفقا لحسابات جهات معينة، إلا أنه عندما تم محاصرتها في المحافظات الجنوبية فرت إلى الجبال، وعادت مؤخرا لشن هجمات بعد أن طلب منها أن تقوم بهذا الدور. 
فلا يمكن لأحد أن ينكر العلاقة التي تربط حزب الاصلاح في اليمن بالتنظيم حيث يري البعض ان من يساند القاعدة، ويدعمهم بالمال والعتاد ويحركها هو حزب الإصلاح، والمدقق في الأوضاع في الداخل اليمني يلاحظ ان الجماعات الإرهابية تشن الهجمات الإرهابية، عندما يخسر حزب الإصلاح مواقعه ونفوذه، كما ان الإرهابيين لم يستهدفوا الحوثي، رغم أنهم يعتبرونه عدوهم، وراحوا عوضا عن ذلك يستهدفوا خصوم الجهات التي تحركهم. 
وأشار إلى أن البيان الذي صدر عن الإمارات والسعودية يوم 8 سبتمبر بشأن الأوضاع في اليمن وضرورة وجود حوار بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وتشكيل لجنة سعودية امارتية مشتركة لمتابعة الأوضاع ووقف اي عمل عسكري من شأنه ان يعيد الوحده للصف اليمني والتماسك كما يهدف إلى الحفاظ على اليمن موحده، ويهدف إلى توحيد الجهود لمواجهه الإرهاب في اليمن سواء كان إرهاب الحوثي أو داعش أو القاعدة.