الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صناع "The Fantasticks": المسرحية تصلح لأي مجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضافت قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، على هامش الدورة السادسة والعشرين من مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي، محاضرة في المسرح الغنائي، تناولت على مدى ثلاث ساعات الأسلوب والتقنية وجودة الأداء وتفسير الأغنية لمجموعة من لأفضل المسارح الموسيقية بالولايات المتحدة، بمشاركة مجموعة من الموهوبين المصريين، الذين استمعوا إلى ثلاثة من صُنّاع العرض الأمريكى The Fantasticks، الذين قدّموا عرضًا مُبهرًا في افتتاح المهرجان.
قدّمت المحاضرة سوزانا مارس، والتى قامت بدور إحدى الوالدتين في العرض، وهى ممثلة ومُغنية ظهرت في أكثر من مائة عمل تنوعت بين المسرحيات والعروض الغنائية والتليفزيونية في أوبرا بورتلاند؛ بجوار كاترينا جالكا، التى قامت بدور الفتاة «لويزا»، وهى حاصلة على الماجستير في الموسيقى من جامعة بوسطن، وقبلها البكالوريوس في التخصص نفسه من جامعة ساذرن ميثوديست، وحصدت عدة جوائز في الغناء والمسرح الموسيقي، بينما ارتكز على البيانو إريك ليتل، وهو عازف بيانو ومُغن وممثل، والذى درس الموسيقى في كلية سانت أولاف، ويقود حاليًا فرقتى أوبرا بورتلاند وبرودواى روز؛ ومع نهاية المحاضرة انضم إليهم بيل وادهامز، وهو ممثل وموسيقى ومؤلف موسيقى؛ وقد اشتهر على نطاق واسع كمُغنى روك في فترة الثمانينيات، وقد درس التمثيل في مسرح الغرفة في لوس أنجلوس مع هارى ماستروجي؛ وبعد انتقاله إلى بورتلاند شارك في التمثيل في مجال الإعلانات التليفزيونية، وكذلك شارك في فيلم روائى طويل هو «الهواة»؛ وكذلك جوناثان والترز الذى لعب دور «الحائط» في العرض، وهو المخرج المشارك بالعرض، حيث لم يستطع مخرج العرض القدوم إلى القاهرة، وقد بدأ والترز حياته العملية بالولايات المتحدة بتأسيس فرقة HAND٢Mouth المسرحية في بورتلاند، وهو واحد ممن قاموا بتطوير العرض عن العمل الأصلي؛ كما يقوم أيضًا بتدريس وتوجيه مواد المسرح الحديث في الكليات وأماكن تدريب الأداء في جميع أنحاء شمال غرب المحيط الهادئ والولايات المتحدة، وكذلك في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
مع نهاية المحاضرة جمع الموجودين من الفريق لقاء خاص ببعض الصحفيين، منهم محرر «البوابة نيوز»، للحديث عن العرض وفنون المسرح والمهرجان؛ في البداية أوضح بيل أن الفريق قام بإجراء بعض التغييرات على العرض الأصلى «فبدلًا من الأبوين صارت الأُميّن هما من يواجه الفتى والفتاة، وكذلك فإن المسرحية الأصلية مدة عرضها تقارب الساعتين، لكننا قمنا بحذف بعض الأشياء لتصير مدتها ٩٠ دقيقة، هى نفس الموسيقى ولكنا جعلناها أقصر، وهى المرة الأولى التى يتم عرضها بمثل هذه التعديلات»؛ وأضاف بفخر «المسرحية شهيرة جدًا وسط طلبة المدارس في الولايات المتحدة، فهى تجمع الكثير من العناصر، فبها الموسيقى والاستعراض والكوميديا والدراما، وقد قامت ابنتى بتمثيل دور لويزا في واحدة من العروض المدرسية من قبل».
الزيارة هى الثانية للمُغنى الأمريكى إلى مصر «فقد جئت إلى القاهرة قبل خمسة عشر عامًا، وكنت وقتها عازف ومغنى في واحدة من فرق الروك، وذلك لإحياء حفل الرابع من يوليو -عيد الاستقلال- بالسفارة وقضيت ليلة أو اثنتين بالقاهرة، وحاولت زيارة الأهرامات لكنها كانت مغلقة أمام الزائرين في ذلك الوقت، لذلك لم أغادر السفارة والفندق الذى كنت أقيم فيه. هذه المرة مختلفة حيث نظمت لنا السفارة جولات في العديد من أشهر أماكن العاصمة المصرية، والاقتراب من الناس الودودين هنا والتعرف عليهم هو شيء ممتع في حد ذاته».
أمّا سوزانا فتحدثت عن رؤيتها لرد فعل الجمهور المصرى في أعقاب مشاهدة العرض، ترى أن أغلب الحضور تفاعلوا مع المسرحية وأحبوها «خاصة بعد تعديل الأدوار من الآباء إلى الأمهات، فالحبكة نفسها تتناول شيئا يُمكن أن يحدث في جميع أنحاء العالم، وكل الآباء يعاملون بناتهم مُعاملة الأميرات، وعندما يشاهدون العرض والموقف الذى تواجهه والدة الفتاة سوف يبرز في أذهانهم سؤال: كيف سأتعامل مع هذا الوضع. هذه المشكلة التى تعرضها المسرحية عالمية في الواقع»؛ كما تحدثت كذلك عن الموهوبين المصريين الذين التقتهم بالورشة «انبهرت للغاية بالمستوى الأدائى الذى وجدته لدى هؤلاء الشباب، حماس كبير وأصوات رائعة، كما استمتعت بواحدة من المشاركين وهى تغنى أغنية عربية لفيروز كان وقع ألحانها جميلا للغاية».
العرض أتاح لـ «سوزانا» هى الأخرى العودة إلى مصر بعد ما يقرب من اثنى عشر عامًا من زيارتها الأولى، تتذكر تلك الزيارة إلى القاهرة التى قدمت إليها مع أسرتها كسائحة «لكن بالتأكيد هذه تجربة مختلفة، فعندما تزور البلد كسائح ليست كزيارة عمل، فعند قدومى بدأت أفكر في ما يُمكن أن أقدمه ومدى استقبال الجمهور أو المتدربين له، وفى الحقيقة أتمنى أن أقضى أسبوعين إضافيين لأن ما قابلته هنا من المشاركين والفنانين أدهشنى للغاية وكانوا لطفاء جدًا والناس هنا يتمتعون بحيوية كبيرة».
ويؤكد والترز كونه ليس فقط واحدًا من الممثلين، ولكنه كذلك مخرج مشارك في العرض وقام بإخراجه في القاهرة، وهو العرض الأول لهذه التيمة الجديدة خارج الولايات المتحدة «ولكن عندما قررت لعب دور الحائط تساءلت سوزانا: ما الذى سوف تفعله؟ فالدور ينقل الأشياء بين البطلين الفتى والفتاة، لكنه يلعب بالفعل دورًا مهمًا بالاشتراك مع الموسيقى لضبط التوقيت وتحريك العرض»، يضحك ويواصل حديثه «وعندما عرضنا في بورتلاند قالوا لى يجب أن أبقى ذو ملامح جامدة طول الوقت»؛ هو بدوره قد استمتع بجولته في القاهرة «في الغرب دومًا ينصحون الصغار بالابتعاد عن الغرباء، لكن هنا يحدث العكس، حيث يُقابلنا الناس بشكل ودود دائمًا، يمكن لو قضى المرء فترة أطول أن يقوم بعقد صداقات مُتعددة».
كانت كاترينا جالكا هى مفاجأة العرض، فالممثلة المحترفة التى تبلغ الثلاثين استطاعت تحويل ملامحها البريئة ونظراتها الهادئة إلى أداء بارع أقنع المتفرج أنها لا تزال في السادسة عشر من عمرها حقًا -وهو عمر شخصية لويزا التى تؤديها-، وتُشير إلى أن ذلك لم يكن سهلًا «هناك الكثير من التدريبات على الأداء والحركة واستعادة ذكريات المراهقة، فـ لويزا تُمثّل شخصية يُمكن إيجادها في أى مكان في العالم»؛ في الوقت نفسه، أشادت بموهبة المشاركين المصريين في محاضرة الموسيقى «تركوا لديَّ انطباعا هائلا، ولديهم الكثير من الطاقة والموهبة، وهناك الكثير من الأصوات التى أراها رائعة»، فيما أشارت إلى أن هذه هى زيارتها الأولى إلى مصر والتى أبهرتها كثيرًا وتركت لديها الكثير من الأمور «هى زيارتى الأولى وتعاملى الأول مع ثقافة مختلفة، وهو أمر جميل للغاية، حيث اكتشفت مدى النقاط المُتشابهة التى يُمكن أن نعمل عليها جميعًا، فهناك تشابهات عالمية لدى جميع البشر يُمكن العمل عليها وتنميتها، كما أن الثقافة المصرية غنية بالكثير».