تحل اليوم الأحد ذكرى وفاة فنان الشعب الموسيقار سيد درويش، باعث النهضة الموسيقية في الوطن العربي، كانت حياته شعلة دائبة الضوء بعطائها الخصب، عشق الموسيقى منذ الصغر، يعد أول من أبدع الأناشيد الحماسية الثورية، لحن المواويل، والأناشيد المستقلة، والطقاطيق، والموشحات، والسلامات، والأدوار، والثنائيات، والديالوجات، إلى جانب الأعمال المسرحية، أنشد مع أصدقاءه ألحان الشيخ سلامة حجازي، والشيخ حسن الأزهري.
عين درويش ملحنا لفرقة جورج أبيض وكان أول أوبريت له بعنوان "فيروز شاه"، ولفت هذا الاستعراض الأنظار ونجحت ألحانه وأغانيه، وتعاقد معه نجيب الريحانى وضمه لفرقته الذي لحن لها مجموعة من الاستعراضات،
يحتفظ متحف المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ببعض مقتنيات درويش التي تتمثل في العُود الخاص به، الذي صُنع بالمصنع الموسيقى المصري، بشارع محمد على بدرب المنجمة أمام المناصرة نمرة 4، لصاحبه محمود على، تصليح جرجس موسى صيدناوى العواد بالشماشرجى في شبرا عام 1917، إلى جانب الطربوش الخاص به أيضا الذي صُنع في شارع عبدالعزيز بالقاهرة على يد عبدالرحمن عفيفي.
اعتبر درويش أن الغناء المسرحي هو الأداة التعبيرية الفعالة القادرة على أن توصل ألحانه إلى الجماهير التى عبر عنها بالموسيقى، وأحبها الشعب لأنها فتحت أمامهم آفاقا جديدة في صور الحياة وأدخلت في قلوبهم ووجدانهم ألوانا من الانفعالات والمؤثرات بنغم صادق نابع منهم، لحن العديد من الأعمال، كان أشهرها "أنا المصري" في الأوبريت الشهير "شهرزاد" حين تسأل الأميرة التترية شهرزاد التي أعجبت بالجندي المصري "زعبلة"، الذي ترك بلده وأهله ليلحق بحبيبته "حورية"، التي كانت تعمل في بلاط الأميرة متسائله من أنت؟ فرد قائلا: أنا المصري كريم العنصرين، وصور من خلال هذا اللحن تجسيد العراقة الممتدة من الجدود حتى الوقت الحاضر، هذا التصوير اللحنى يظل معبرا عن الزمن النسبى بإطالة غناء لآلاف السنين مصورا لحنه بالنوت الموسيقية لا نهائية الكون بعدم قفل مازورة نغمات الكون ليتطابق الامتداد اللانهائى للحن مع الامتداد اللانهائى للكون وهذه هى عظمة موسيقاه، ثم "قوم يا مصري"، "يا بلح زغلول" وغيرها.
تناولت السينما والدراما شخصية درويش كان من بينها فيلم "سيد درويش" الذي جسد شخصيته الفنان الراحل كرم مطاوع، إضافة إلى مسلسل "أهل الهوى" وقام حفيده الفنان إيمان البحر درويش بتجسيد شخصيته، إلى جانب مسرحية "سيد درويش" الذي قدمها المخرج محمد توفيق، وجسد الفنان محمد نوح هذا الدور.
قدم درويش العديد من ألحان الأعمال المسرحية الغنائية من بينها "الهواري"، "إش"، "كله من ده"، "العشرة الطيبة"، "قولوا له"، "البربرى في الجيش"، "البروكة"، "كلها يومين"، "الطاحونة الحمراء" وغيرها، رغم رحيله لكن تظل أعماله خالدة في وجدان الجميع.
