الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ارتفاع مستويات الرصاص في باريس 1300 مرة بعد حريق نوتردام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، أن مستويات الغبار الملوث بمادة الرصاص، التي انبعثت من حريق كاتدرائية نوتردام في 15 أبريل الماضي، تجاوزت معايير السلامة التي وضعتها الحكومة الفرنسية بما يصل إلى 1300 مرة، منوهة إلى تستر السلطات على ذلك الخطر الذي يهدد الصحة العامة.
وذكرت الصحيفة في تحقيق خاص نشرته على موقعها الإلكتروني أن حريق الكاتدرائية لوث موقعها بسُحب من الغبار الملوث الذي عرّض المدارس القريبة ومراكز الرعاية الصباحية والمتنزهات العامة وأجزاء أخرى من العاصمة الفرنسية باريس إلى مستويات عالية من الرصاص.
وأوضحت أن الرصاص الذي انبعث من احتراق سقف وبرج الكاتدرائية وتسبب في تهديد للصحة العامة، أثار قلقا في باريس طوال الصيف، وبعد 5 شهور من الحريق لا تزال السلطات الفرنسية ترفض الكشف بشكل كامل عن نتائج اختباراتها لتلوث الرصاص، لكنها تصدر بيانات طمأنة لسكان باريس تهدف إلى التقليل من المخاطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن تأجيل الحكومة الفرنسية ورفضها كشف حجم التلوث، أدى إلى توجيه اتهامات للحكومة بأنها تعطي إعادة بناء الكاتدرائية، التي تعهد الرئيس إيمانويل ماكرون بالانتهاء منها خلال 5 سنوات، الأولوية عن الصحة العامة لآلاف من الناس.
وأجرت "نيويورك تايمز" تحقيقا شاملا ساعد في الكشف عن الصورة الكاملة لما وقع، حيث وجدت أخطاء كبيرة ارتكبتها السلطات الفرنسية فيما يخص تحذير سكان باريس من مخاطر الحريق على الصحة العامة حتى بعد أن أصبح فهمها للخطر أكثر وضوحا.
وذكرت الصحيفة أن نتائج الاختبارات الحكومية وغير الحكومية التي أجريت بعد الحريق أثبتت وجود كميات مهولة من الرصاص في الغبار الذي خلفه الحريق، حيث كان الرصاص أحد المواد التي استخدمت في تغطية سطح وبرج الكاتدرائية، وأثناء الحريق تبعثر الرصاص مع الغبار.
وأضافت الصحيفة أن مستويات الرصاص المنبعثة من الكاتدرائية كانت أعلى 1300 مرة من المعايير التي تنص عليها لوائح السلطات الفرنسية وهي 93 ميكروجراما لكل قدم مربع، لافتة إلى انتشار ذلك الغبار في جميع أنحاء وسط باريس مستقرا في المدارس والمتنزهات وأماكن عامة أخرى، وهي مناطق يعيش فيها أكثر من 6 آلاف طفل تحت سن السادسة، حسب تحليل الصحيفة.
وأشارت إلى أن التحقيق استند إلى وثائق سرية بينها تحذيرات من مفتشي العمل وتقرير للشرطة الفرنسية وقياسات غير مكشوفة من قبل لوزارة الثقافة الفرنسية، لافتة إلى أن "ميديا بارت" و"لو كانارد"، المنظمتين الإعلاميتين الفرنسيتين، أجريتا تحقيقات كذلك حول مستويات الغبار الملوث بالرصاص.
وأكدت الصحيفة أن الوثائق بجانب عشرات من اللقاءات الصحفية أوضحت أن السلطات الفرنسية كان لديها مؤشرات على أن انتشار الرصاص قد يكون أزمة خطيرة خلال 48 ساعة فقط من اشتعال الحريق في الكاتدرائية، لكن استغرق الأمر شهرا حتى يجري أول مسؤولين في باريس اختبارات على الرصاص في الجو في مدرسة قريبة من نوتردام، وحتى اليوم لم تجر تلك الاختبارات على كل المدارس القريبة من موقع الحريق.
وذكرت أن الاختبارات أظهرت ارتفاع مستويات الرصاص في الغبار عن المعايير الفرنسية للمنشآت تستضيف أطفالا في أكثر من 18 مركز للرعاية الصباحية ومراكز رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية وجدت ارتفاع مستوى الرصاص في الجو أكثر 60 مرة من المعايير الحكومية في أماكن عامة مثل المتنزهات والشوارع، لافتة إلى أن تلوث التربة في المتنزهات يعد أحد أكبر مصادر القلق.
ولفتت إلى أنه رغم إثبات وزارة الثقافة الفرنسية في تقريرها السري، الذي حصلت عليه "نيويورك تايمز"، أن أعلى مستويات لتلوث الرصاص كانت داخل وقرب الكاتدرائية، إلا أنها أخفقت أو رفضت في تطبيق إجراءات السلامة للعاملين التابعين لها المسؤولين عن إعادة بناء نوتردام، تاركة إياهم معرضين لمستويات من الرصاص أعلى آلاف المرات من المعايير المقبولة.
ونصح خبراء صحة في تصريحات للصحيفة بعدم اصطحاب الأطفال قرب كاتدرائية نوتردام في الوقت الحالي نظرا للارتفاع الكبير لمستويات الرصاص في الجو، لكنهم أكدوا كذلك أنه من الآمن زيارة باريس بالنسبة للسياح أو غيرهم.