حاولت «أ. س» الفتاة العشرينية أن تتمرد على الحياة التى تعيشها بصحبة أسرتها بمنزل صغير بمنطقة إمبابة، معلنة رفضها حالة الفقر التى يمرون بها، فحاولت أن تبحث عن نافذة تخرجها من هذه الحياة، أو عمل تجنى منه المال، فبدأت في تقليب صفحات فيس بوك على أمل أن تجد ضالتها، ولكن شاء القدر أن يغير مجرى حياتها، عن طريق طلب صداقة أرسله لها طبيب عظام، لتبدأ رحلة تعارفهما سويا.
لم يتوقف الطبيب عن مغازلة الفتاة وملء مسامعها بكلام معسول، فبدأت تسقط في شباك حبه، وتخيلت أنه سيتزوجها، وينتشلها من حالة الفقر التى كانت تعيشها، شهر تلو الآخر يمر ووعود الطبيب الزائف تكثر لكن دون تنفيذ، ولم يكتف بذلك بل طلب من الفتاة أن تقابله داخل عيادته الخاصة بمفردهما، ومن هنا استغل حبها له وعاشرها معاشرة الأزواج حتى حملت الفتاة.
وبمجرد أن أخبرته بحملها تهرب منها وتركها وغادر خارج البلاد، حاولت أن تتخلص من حملها، ولكنها فشلت، مرت الأيام ووضعت طفلها داخل أحد المستشفيات بدائرة قسم إمبابة، وهناك تعرفت على عاملة بالمستشفى روت لها قصتها وطلبت منها مساعدتها في التخلص من الرضيع.
وبالفعل أخدت العاملة الرضيع وسلمته لمتسولة تدعى «غ. ح» مقابل مبلغ مالي، وقد بدأت المتسولة في استغلال الرضيع في أعمال التسول، وأثناء جلوسها بالرضيع في الشارع مرت عليها سيدة تدعى «ن. ر» تعمل موظفة حكومية ووجدت أن الرضيع مريض، فعرضت عليها معالجته بعدما أخبرتها المتسولة بأنه نجلها ويحتاج لمصاريف علاج كثيرة وهى لا تمتلك المال.
فأخذت الرضيع معها لمنزلها وبدأت في علاجه، وأثناء ذلك خطرت على بال المتسولة فكرة شيطانية، تتمثل في عرض الرضيع للبيع بمبلغ ٥٠ ألف جنيه، وانتظرت أن يمتثل الرضيع للشفاء حتى تكمل خطتها، وبعد مرور أيام من عرضه للبيع، وردت معلومات لضباط مكافحة الاتجار في البشر، فبدأ في جمع المعلومات وتبين أنه ليس نجل المتسولة وقد توصل إلى هوية والدته وتمكن من ضبط المتهمتين.
وتم تحرير محضر بقسم شرطة إمبابة وإخطار النيابة العامة للتحقيق مع المتهمين، وأكدت والدة الطفل أنها سلمته للمتسولة بعدما حملت به سفاحا خوفًا من الفضيحة والعودة به لأهلها، ولم تكن تعلم أن المتهمة عرضته للبيع، وبسؤال المتهمة الثانية عن عملية البيع أنكرتها وأشارت إلى أنها كانت تتسول بالطفل، ولكن التحريات أكدتها، وبناء على ذلك أمرت النيابة بحبس أم الرضيع ٤ أيام على ذمة التحقيقات، بعد توجيه تهمة تعريض حياة طفل للخطر لها، كما أمرت بحبس المتهمة الثانية بعد توجيه تهمة الاتجار في البشر وعرض طفل للبيع لها.
