تتلقى الأخت الكبرى اتصالا هاتفيا مفاجئا على غير العادة، إنه مصطفى شقيقها الأصغر، يخبرها بأنه أصيب في حادث، ولكن نبرة صوته لم تكن طبيعية، وبعدها تتفاجأ به يبكي أثناء المكالمة، حاولت فهم حقيقة ما حدث منه بعدما بدأ القلق يتسلل إلى قلبها، لتكتشف أن شقيقها ليس مصابا في حادثة، ولكنه يحاول إخفاء الحقيقة عنها، فهو يبكي بسبب ألم قاسٍ، فقد تعرض لاعتداء من أحد الأشخاص في عين شمس، بعدما اعتدى عليه بسلاح أبيض بطعنتين من الخلف بمنطقة الفخذ، تسببت في قطع شريان يصل للقلب، لينتهي الأمر بمصطفى صاحب الـ 22 عامًا جثة هامدة داخل المستشفى أمام أعين شقيقاته الثلاث.
جريمة بشعة، سببت حالة من الحزن الشديد بين أهالى منطقة الهايكستب بالقاهرة، فالجميع كبار كانوا أو صغار لم يفارق الحزن قلبهم بعد علمهم بنبأ مقتل ذلك الشاب اليتيم الذى فقد والده ووالدته وهو في سن العاشرة، طعنًا بسلاح أبيض على يد أحد قاطني منطقة عين شمس، أثناء توجهه لزيارة أقاربه في شارع السلام المتفرع من شارع إبراهيم عبد الرازق، وكشفت "البوابة نيوز"، كواليس اللحظات الأخيرة في حياة الشاب الضحية على لسان شقيقته الكبرى.
تروي هبة مصطفى لـ"البوابة نيوز"، كواليس اللحظات الأخيرة بصوت مكلوم وصرخات موجعة، فلم تتخيل للحظة أن يخطف الموت شقيقها الأصغر بعدما كانت تراه بعيون الأم طوال السنوات الماضية، فتربي على يديها بعد وفاة الأم والأب، وكان لها ولشقيقاته الاثنتين السند والعون.
توضح هبة أن مصطفى كان متوجهًا يوم الواقعة إلى أحد شوارع منطقة عين شمس بالقاهرة، لزيارة خاله وخالته، وأثناء توجهه إلى الشارع، تفاجأ بمشاجرة بين عائلتين، انتابه القلق، خوفًا من أن يكون أحد أقاربه في تلك المشاجرة، فأمسك بهاتفه المحمول، محاولًا التأكد من ذلك، وفى نفس اللحظة يتفاجى بالمتهم واقفًا أمامه، طالبًا منه أن يمشي من أمام منزله، فأخبره الضحية بأن سبب وقوفه هو أنه يجري اتصال هاتفى، فقاله " امشي يلا من هنا"، وقام بالخبط على كتفه بـ " كذلك"، فأجابه الضحية "همشي من غير ما نقل ببعض والحركات دي أنا ماشي"، وبعدما أدار له ظهره قام المتهم بالتعدي عليه بسلاحه الأبيض بطعنتين في منطقة الفخذ، فسقط الضحية على الأرض.
وبعدما سقط على الأرض، طلب من الأهالى مساعدته، ولكن لم يتحرك أحد، وعلى الفور أسرعت إحدى السيدات وقامت بلف طرحتها حول الجرح، وقام أحد أصدقائه بإحضار عصير له حتى يتوقف نزيف الدماء، وتوجه به بعدها إلى المستشفى، ولكن حالته كانت خطيرة نظرًا لأنه القطع كان في شريان حساس يصل لمنطقة القلب، حاول الأطباء مرارًا وتكرارًا إسعافه ولكن حالته كانت متأخرة، فقد توقف القلب مرتين وفى الثالثة توفي.
وطالبت شقيقة المتهم بالقصاص من المتهم حتى تهدأ نار الأسرة كلها، مشيرًة إلى أن شقيقها لم يسبق وافتعل أي مشكلة من قبل والجميع يشهد على ذلك، موضحة أن سبب توجهه إلى منطقة عين شمس، هو أن اعتاد منذ صغره على صلة الرحم وزيارة أقاربه أولًا بأول، ولكنه لم يكن يقطن في تلك المنطقة على الإطلاق.
وكانت نيابة عين شمس، تحت إشراف المستشار أحمد عز الدين المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة،، قد أمرت بتشريح جثة شاب قتل على يد مسجل خطر، لبيان أسباب الوفاة والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة.
تلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة إخطارا من المقدم محمد السيسي رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس مفاده وصول شاب مصاب إلى أحد المستشفيات وتوفى متأثرا بإصابته، وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليه يدعى مصطفى م،22 سنة، عامل.
وأضافت التحريات أن المجنى عليه كان في زيارة لأقاربه ونشبت مشاجرة بين عائلتين بالشارع، فطعن أحد المشاركين في المشاجرة المجنى عليه بسكين طعنتين في فخذه وتم تحديد المتهم ويدعى إبراهيم، وضبطه، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة للتحقيق والتى أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
