الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

في يوم مولده.. إسماعيل ياسين "أبو ضحكة جنان" الذي رحل باكيًا

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أنا ٤٠ سنة شغل وتعب وجهد، مثلت ٤٠٠ فيلم وعملت ٣٠٠ مونولوج ومثلت ٦٠ مسرحية.. كنت عامل زى الدوا للإنسان المهموم عشان أضحكه وأنسيه همه وغمه مش دى تكون نهايتى أبدًا.. أنا خدمت البلد دى وأنتم عارفين كويس أنا عملت أفلام للثورة ، أنا غنيت للجيش وتبرعت بإيرادات حفلاتى كلها في ٥٦ .. الناس تنسى ده كله ويفتكروا أن أنا في آخر أيامى رجعت أشتغل في كباريه؟!.. طب كنت أعمل إيه؟! أعمل أيه؟!! أنا ٤٠ سنة جهد مأخدتش شهادة تقدير، ولا حتى ميدالية صفيح، بالعكس كل مليم حوشته في حياتى اتاخد منى، ومالقتش حاجة أعيش عليها مش دى تكون نهايتى أبدًا!!.».. كانت هذه آخر الكلمات الفنان الراحل إسماعيل ياسين صاحب لقب «أبو ضحكة جنان» الذى رحل وهو باك وحزين ومكتئب.
تحل غدًا، الأحد، الذكرى ١٠٧ لميلاد الفنان إسماعيل ياسين، صاحب الضحكة الأشهر والبصمة الأبقى في الكوميديا المصرية.
ولدَ إسماعيل ياسين على نخلة، في الخامس عشر من شهر سبتمبر عام ١٩١٢ بمدينة السويس، ليبدأ شقاءه ومعاناته وصراعه مع الحياة وهو في مرحلة الطفولة، بعد أن توفيت والدته وتم حبس والده، فاضطر للخروج من الدراسة، وهو في المرحلة الابتدائية ليبدأ صراعه مع الحياة للحصول على لقمة العش التى تقيه شر المذلة والعوز، فعمل كمناد لبيع الأقمشة، ومنها تنقل في العديد من المهن البسيطة التى كانت تعود عليه بالقليل من المال، إلا أنه رغم هذه المعاناة استطاع أن يتذوق فنون الطرب والغناء، وبخاصة أعمال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهو ما دفع إسماعيل ياسين للاتجاه للغناء، الذى بدأ به حياته الفنية ومنه إلى فن المونولوج الذى اشتهر به في بداية حياته وقدمه في العديد من ملاهى شارع الهرم، ثم إلى التمثيل بعد أن انضم لفرقة على الكسار، ليصبح ملء السمع والبصر في مصر والوطن العربي.
ورغم أعمال ياسين الكوميدية التى فاقت الـ٧٠٠ عمل بين السينما والمسرح والمونولوج، غير أن تفاصيل حياته في بدايتها ونهايتها كانت مأساوية، ولا تمت للكوميديا بأى صلة، فحياته بدأت باليتم والتشرد والتنقل بين منازل الأقارب والأهل وتحمل سخافات العوز وكسرة النفس، وفى النهاية عادت حياة إسماعيل ياسين للعوز والفقر، بل والاكتئاب الذى أودى بحياته.
فبعد أن كان ملء السمع والبصر، تحولت حياته إلى جحيم بعد أن توارت الأضواء عنه لصالح نجوم جديدة، وهناك من يرى أن هذا التراجع في نجومية ياسين نتيجة تكرار وتشابه ما يقدمه من الأعمال، خاصة لتعاونه مع نفس فريق العمل، وبالأخص المؤلفين مثال الراحل أبو السعود الإبيارى الذى شاركه معظم أعماله، وهنا قرر ياسين أن يتجه إلى لبنان للعمل بها كى يحصل على المال، فعمل في العديد من المسارح بها، كما قدم بعض الإعلانات، التى عرضته لحملة هجوم شديدة؛ حيث لم يكن وقتها منتشرا تقديم نجوم الفن لإعلانات المنتجات كما يحدث الآن، ثم تم الحجز على كل أمواله، وكانت قيمتها «٣٠٠» ألف جنيه من قبل الضرائب، ودون الرجوع إليه ففوجئ ذات يوم أن رصيده في البنك «٢» جنيه، وكانت هذه الضربة القاضية لإسماعيل ياسين الذى وجد نفسه عاريًا تمامًا أمام متطلبات الحياة، ووجد نفسه يعود من إسماعيل ياسين صاحب أكبر رصيد من الأعمال الفنية إلى إسماعيل ياسين، الذى يظهر بمشهد أو مشهدين إلى جوار نجوم الجيل الجديد، وقد لا يذكر وجوده بالأساس.
فاضطر للعودة إلى العمل في كباريهات شارع الهرم، مثلما بدأ حياته الفنية، وهو ما لم يتحمله ياسين فدخل في حالة اكتئاب شديد، ومع ازدياد مرضه الذى أصابه وكثرة الهموم عليه تعرض لأزمة قلبية أنهت حياته في الرابع والعشرين من مايو عام ١٩٧٢، وكان آخر أعماله للسينما فيلم «الحب والضياع» مع رشدى أباظة، غير أن القدر لم يمهله من إنهاء الفيلم وتوفى بعد تصوير أربعة أيام من أحداث الفيلم.
يذكر أن السيدة سامية شاهين زوجة المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، قد صرحت من قبل بأن المسلسل التليفزيونى الذى قدمه أشرف عبد الباقى عن حياة الراحل وحمل اسم «أبو ضحكة جنان»، حاول أن يخفف المعاناة التى مر بها الراحل في نهاية حياته حتى لا يصاب الجمهور بصدمة كبرى.