بات المخرج السوري فراس فياض، واحداً من الأسماء العربية اللامعة في صناعة السينما داخل الأوساط الغربية والعالمية، وذلك بعد أن لفت الانتباه على مدار الأعوام الماضية بفيلمه الأشهر "Last Men in Aleppo"، الذي ترشح لجائزة الأوسكار العام الماضي بفئة الأفلام الوثائقية والفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان صندانس السينمائي عام 2017.
ومع دخول النزاع السوري عامه الثامن، مازالت تتدفق إلينا العديد من القصص المرعبة والمشاهد المؤلمة للعاملين في المجال الإنساني هناك، والذين يقومون بمساعدة ضحايا الحرب من المدنيين، والتي حاول "فياض" إبرازها في فيلمه الجديد "The Cave"، الذي افتتح فعاليات الدورة الـ44 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي وينافس في قسم الأفلام الوثائقية.
الوثائقي الذي أدرجته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" ضمن لائحتها للترشيح لجوائز الأوسكار، تتبع أحداثه الحياة اليومية لخمسة طبيبات يعملن فى مستشفى تقع تحت الأرض تسمى "الكهف"، وتخدم 400 ألف مدنى فى مدينة الغوطة خلال الفترة من 2012 وحتى 2018، ويكافحن ظروف الحرب القاسية.
وفي تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، قال المخرج السوري فراس فياض أنه كان سعيداً بإختيار فيلمه "The Cave" لإفتتاح مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الذي يُعد واحداً من أكبر الفعاليات السينمائية في العالم. وأضاف أن عروض الفيلم التي أقيمت على مدار يومين شهدت زحاماً جماهيرياً يفوق الوصف وذلك بعد أن نفذت التذاكر بالكامل، مؤكداً أنه تم استقباله وفريق فيلمه بشكل جيد من جانب رواد المهرجان.
وعن ردود الفعل التي صاحبت عرض الفيلم، تحدث "فياض" قائلاً: "من واقع لقاءاتنا مع الجمهور بشوارع تورنتو، عدد كبير ممن شاهدوا الفيلم أخذوا يشاركوا معنا قصص الشخصيات، وهذا شيء مهم لصالح موضوع الفيلم وكذلك الأحداث المكثفة التي تصير في محيطنا العربي".
وذكر "فياض" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، أن ردود الفعل من جانب الصحافة الكندية (المحلية) والأجنبية كانت رائعة واستقبلته بكلمات مهمة وملهمة، وأكد أن هذه الحفاوة ستفتح مساحة أكبر للجمهور لمتابعة الفيلم، وتمنى أن يكون العمل جسراً للتفاهم بين الناس يتمكنون من خلاله من قراءة التفاصيل والقصص المختلفة للأحداث المتسارعة التي تدور في المنطقة. كما عبر عن امتنانه لفريق عمله الذي وافق على خوض غمار هذا المشروع والذي يعتبر واحد من الأفلام القاسية والصعبة.
وفي سياق متصل، يحضر المخرج السوري فراس فياض لفيلم جديد بعنوان "Mystery of Epilogue"، وتدور أحداثه حول ثلاثة محامين وقضاة إعادة إرساء حكم القانون وسط انهيار العدالة في العالم الفوضوي الذي مزقته الحرب في سوريا.
