الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الحكومة تستعد لـ"موسم السيول".. بدء صيانة وتطهير المخرات.. ونموذج تدريبي للمحافظات المعرضة للمخاطر.. وخبراء: يمكن الاستفادة منها زراعيا.. و"نعمة كبرى" حال استغلاها بالشكل الصحيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تبحث الحكومة في الوقت الراهن خطتها الإستراتيجية لمواجهة السيول في فصل الشتاء، والمخاطر المحتمل حدوثها من خلال التواصل مع المحافظين بشأن تطهير جميع مخرات السيول، وإجراء رصد ميداني على جميع المحافظات للتأكد من إتمام الإجراءات اللازمة.


وقال اللواء على هريدي، رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث بمركز معلومات مجلس الوزراء، إن هناك بعض المناطق على مستوى المحافظات، وخاصةً الصعيد القريبة من الجبال والإسكندرية، تتعرض للسيول في الشهور الأخيرة من كل عام، وذلك نتيجة التقلبات الجوية والتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أنه تم إعداد نموذج تدريبي في عدد من المحافظات المعرضة للمخاطر لاطلاعهم على طرق التعامل مع السيول بشكل صحيح.
كما عقد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، مؤخرًا، اجتماعًا مع الدكتور رجب عبدالعظيم وكيل الوزارة والمشرف على مكتب الوزير، والمهندس محمد عبد العاطي رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، لمناقشة الاستعدادات الجارية لموسم الأمطار والسيول.
وتتسبب السيول في العديد من الأزمات والحوادث سنويًا على مستوى العالم أجمع، من التأثير السلبي على الأراضي الزراعية من ناحية، والأزمات المرورية وإغلاق الطرق من ناحية أخرى، فضلًا عن تسببها في انهيار بعض العقارات وخسائر بشرية فادحة.


ويرى الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة، أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، أن مواجهة السيول نعمة وليست نقمة كما يعتقد البعض، حيث إنها تزيد الإيراد المائي لمصر، وتدخل الخزانات الجوفية غير المتجددة في أغلب الأحيان، مضيفًا أن السيول تمد المناطق والأراضي الصحراوية بالمياه والتي من الممكن استغلالها بشكل صحيح، وضخ هذه المياه إلى الإيراد المائي المصري.
وأضاف دياب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن السيول قد تتحول إلى نقمة في حالة عدم التفاعل معها، وعدم الاستفادة منها كما يجب أن يكون، مؤكدًا أن استغلالها يتطلب تضافر الجهات الحكومية المختلفة المعنية بهذا الأمر مثل وزارات: الموارد المائية والري، والزراعة، الإسكان، والتنمية المحلية، والبيئة، والصحة وغيرها، وليس الاهتمام بمواجهة السيول من قبل وزارة واحدة، لتوفير الحماية للمواطنين والمباني والعقارات والطرق من الكوارث والأزمات التي تنتج عن السيول، مشددًا على ضرورة منع إقامة أي منشآت في مواجهة السيول، وفتح الخزانات الجوفية وإقامة سدود قاطعة وحاجزة في بعض المناطق التي تشهد سيول كثيفة، وخاصةً الاستثمارية.
وأشار إلى أن هناك حاجة للتمويل المالي الخاص بكافة الموارد المائية لإقامة السدود واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين والمنشآت من مخاطر السيول، وتغيير البنية الأساسية في مناطق السيول بحيث تتناسب مع طبيعتها، وتقليل التأثير من التغيرات المناخية. 


ويوضح الدكتور حمدي عرفه، أستاذ التنمية المحلية، أنه يوجد في مصر مخرجات للسيول طبيعية وأخرى صناعية، فضلًا عن مخرات الطرق للحد من وقوع الحوادث والكوارث في حال سقوط الأمطار والسيول، لافتًا إلى أن مياه الأمطار والسيول يمكن الاستفادة منها زراعيًا وكذلك في خزانات المياه الجوفية ومياه الشرب، إلا أنها تتطلب الاستعداد الجيد لمواجهتها والاستفادة منها بشكل صحيح.
وتابع عرفه، أنه هناك 14 محافظة معرضه للسيول سنويًا، وهم: "شمال وجنوب سيناء- البحر الأحمر- سوهاج- أسيوط- قنا- أسوان- المنيا- بني سيوف- الفيوم- السويس- الإسماعيلية-القاهرة- الأقصر"، موضحًا أن يوجد 692 مخر للسيول في 27 محافظة، والتي تحتاج إلى التطهير والصيانة السنوية وعمل مراجعة لجميع المصبات الخاصة بتصريف المياه وعدم إغلاقها ومراجعة الطرق غير الصالحة لعدم تراكم المياه.
وأكد، أنه يوجد نحو 1112 كفر ونجع وعزبه وقرية مهددين بالسيول خلال فصل الشتاء، والتي قد ينتج عنها كوارث وأزمات تضر بالمواطنين والشوارع والمباني والطرق، حيث إن مثل هذه الكوارث الطبيعية في حالة إحداثها الضرر للمواطنين تتطلب من الحكومة إعطائهم التعويض المناسب عما نتج من السيول.