حينما يتلاقى قلم أحمد رجب بريشة المبدع مصطفى حسين، يختصر ذلك الثنائى آلاف الكلمات، فتتحول الآلام إلى «كاريكاتير» ساخر في «نص كلمة» يُزين صفحات جريدة «الأخبار» التى ظل يعمل بها «رجب» قرابة النصف قرن.
وتحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب الساخر أحمد إبراهيم رجب، الذى توفى في مثل هذا اليوم الثانى عشر من سبتمبر من عام ٢٠١٤، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين.
وتعود نشأة «رجب» إلى عروس البحر المتوسط، حيث ولد بمنطقة الرمل في العشرين من نوفمبر من عام ١٩٢٨، ونال من جامعتها ليسانس الحقوق، وهى الكلية التى شهدت أولى خطواته في «بلاط صاحبة الجلالة»، حينما أصدر مجلة «أخبار الجامعة» خلال سنوات دراسته، الأمر الذى لفت إليه أنظار توءم الصحافة على ومصطفى أمين.
وبدأ عمله الصحفى مراسلا لـ«أخبار اليوم» في الإسكندرية، وانتقل فيما بعد إلى القاهرة، ليبدأ في كتابة عموده اليومى «نص كلمة»، الذى يقتصر على عدد كلمات قليلة، بجوار «كاريكاتير» للرسام البارز مصطفى حسين، وألف معه شخصية «فلاح كفر الهنادوة» و«عبده مشتاق» و«كمبورة».
وفى انفصال عن كتاباته الساخرة، كتب أحمد رجب عن الموت وكأنه يتوقع لحظة رحيله قائلا: «الآن يا مصر أموت مطمئنا عليك، وعلى أهلى المصريين، إنى لا أوصى حاكما صالحا بأهلي، ولكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده على الزمان، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
