السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد فراج أبو النور: علاقة "أردوغان" بالتنظيمات الإرهابية وراء انهيار اتفاق "سوتشي".. أمريكا تستهدف قادة القاعدة لتأكيد حضورها بسوريا.. التجارب السابقة تؤكد عدم رغبة واشنطن في القضاء على الإرهاب

الكاتب والمحلل السياسي،
الكاتب والمحلل السياسي، محمد فراج أبو النور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأهداف الأمريكية في سوريا ليس في مصلحتها إنهاء التوتر والإرهاب هناك، ومن ثم نجدها عازمة على فرض العقوبات على سوريا ومناصريها، وترفض الحديث عن إعادة الإعمار؛ لأنها ترغب في إبقاء سوريا بيئة صالحة للتوتر والإرهاب
تسبب الإعلان عن الضربات التى وجهتها قوات التحالف الدولى بقيادة أمريكا لعناصر من تنظيم القاعدة في طرح تساؤلات حول دلالة هذه الضربات، والتداعيات التى قد تسفر عنها.
الكاتب والمحلل السياسي، محمد فراج أبو النور، تحدث لـ«البوابة نيوز»، حول هذه الضربات التى اعتبرها إجمالًا ردًا أمريكيًّا على العمليات الروسية في سوريا، إلى نص الحوار:

■ كيف تفسر الضربات العسكرية التى استهدف بها التحالف الدولى عناصر قيادية قاعدية؟
- هذه الضربات لا يمكن فصلها عن الواقع، الذى تمر به مدينة إدلب، وهى إنجازات عسكرية كبيرة حققتها القوات الروسية والسورية، وخلال الأيام الأخيرة اعتمدتا على ضربات طيران مهمة وفعالة، وتحركات عسكرية ضد الإرهابيين، مستخدمين في ذلك تكنولوجيا متقدمة فاجأت الإرهابيين.
ورغم أن إدلب تمثل أهمية متأخرة بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها استشعرت القلق عندما وجدت إنجازًا روسيًّا هناك، ومن ثم أرادت أن تلفت الانتباه لها بغرض التقليل من الإنجاز الروسى السوري.
■ إذًا فالضربات ليست لها علاقة بكون أمريكا اعتادت اصطياد عناصر للقاعدة حول العالم؟
- ليس ذلك بالضبط، فأمريكا صحيح تتبع عناصر القاعدة في اليمن والمغرب العربي، لكنها في سوريا كانت لها أغراض أخرى تسبق استهداف قيادات القاعدة.
■ من وجهة نظرك، لماذا تهتم أمريكا بضرب القاعدة؟
- مبدئيًّا لا يمكن التعامل مع هذه الضربات على أنها نابعة من نية صادقة في القضاء على القاعدة، فالعودة للوقائع تؤكد لنا أن أمريكا لا ترغب في القضاء نهائيًّا على داعش أو القاعدة، هى فقط ترغب في تقليم أظافرهم لتستعين بهم وقت الحاجة لهم.
وثانيًا فالأهداف الأمريكية في سوريا ليس في مصلحتها إنهاء التوتر والإرهاب هناك، ومن ثم نجدها عازمة على فرض العقوبات على سوريا ومناصريها، وترفض الحديث عن إعادة الإعمار؛ لأنها ترغب في إبقاء سوريا بيئة صالحة للتوتر والإرهاب، وإعادة الإعمار تعنى عودة الهدوء وإزالة أسباب التطرف.
في ضوء ذلك فضرب أمريكا للقاعدة في سوريا هدفه تحجيمها بصيغة معينة، مع إبقاء كيان مثل «هيئة تحرير الشام»، قاعدى الفكر، مسيطر ومتحكم في شمال غرب سوريا.
■ وهل ترى أن الضربات الأخيرة سيكون لها تأثير؟
- لا هى مجرد فقاعة إعلامية تريد أمريكا أن تقول إنها قادرة أن تكون رقمًا في المعادلة السورية إلى جانب روسيا.
■ وماذا عن المعادلة السورية تلك.. إلى أين وصلت من وجهة نظرك؟
- من جديد وصلت إلى تأكيد الحل العسكرى كمخرج وحيد للأزمة.
■ هل تقصد المشهد في إدلب؟
- بالطبع.. فمع مضى الوقت وعجز اتفاق «سوتشى» عن إحداث أى حلحلة للمشهد، فالحل العسكرى يظهر وبقوة.
■ ولماذا لم ينجح «سوتشى» في إحداث الحلحلة؟
- ببساطة لأن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لم يكن عاقد العزم على تنفيذه، فهو من اللحظة الأولى كان يرغب في عكسه، وما حدث في العام الأخير يؤكد ذلك، فبدلًا من إقامة منطقة عازلة حول إدلب وسحب السلاح الثقيل والمتوسط من الإرهابيين، جلب «أردوغان» الإرهابيين وعزز وجودهم هناك.
■ وماذا عن رد فعل روسيا؟
- روسيا لن تصبر كثيرًا على ذلك، وأظن أنها قررت أخيرًا الدخول عسكريًّا لإدلب والقضاء على الإرهابيين كليًا، فهى لن تصبر على الضربات المتكررة لقاعدتها العسكرية في «حميميم» هى تعتبر ذلك تطاولًا عليها تجاوزت عنه كثيرًا.
■ وهل أردوغان لم يكن يعلم أن روسيا قد تضطر للحل العسكرى في ظل ممارساته الداعمة للإرهابيين؟
- أردوغان كان يراهن على العلاقات الاقتصادية مع روسيا، إلى جانب أنه لو لم يتصرف بهذا الشكل سيفقد ثقة الإسلاميين فيه، خاصة أنه يحظى بمكانة لديهم بفعل احتضانه لما يسمون بـ«الجهاديين».