الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محاولات «القاعدة» للعودة على جثة «داعش» بسوريا.. اليأس يحاصر فصائل التنظيم.. «أنصار التوحيد» تعجز عن إثبات وجودها.. و«حراس الدين» آخر المحاولات الفاشلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بـ«فك الارتباط» الذى نفذه زعيم هيئة تحرير الشام (كبرى الفصائل الإرهابية في سوريا)، أبو محمد الجولاني، في ٢٠١٦ عن تنظيم القاعدة، فقدَ الأخير أبرز ممثليه في سوريا؛ حيث يحاول القاعدة خلق كيانات مسلحة معبرة عنه، لتعويض الخسارة التى لحقت بعد القطيعة مع تحرير الشام. «أنصار التوحيد» أحد هذه الكيانات التى شرعت القاعدة في تأسيسها، ويعتبر امتدادًا لفصيل «جند الأقصى»، الذى أُسس منتصف عام ٢٠١٢، على يد شخصية تُعرف بـ«أبوعبد العزيز القطري»، الذى قُتل في ظروف غامضة عام ٢٠١٤، واتهمت ما يعرف بـ«جبهة ثوار سوريا» في قتله للعثور على جثته في بلدة دير سنبل، قرب مقر الجبهة.


نظرية واحدة وتطبيقات مختلفة
عن الخلفية الفكرية في «جند الأقصى» الذى ينحدر منه «أنصار التوحيد» ذو خلفية سلفية جهادية، وكان يتمتع بعلاقات قوية مع «جبهة النصرة»، و«هيئة تحرير الشام» حاليًّا، باعتبارهما حاملتين لنفس الأفكار القاعدية. رغم تلك العلاقات إلا أن «جند الأقصى» خاض مواجهات مسلحة مع بعض الكيانات القاعدية أواخر ٢٠١٥، على خلفية قراره بالامتناع عن مقاتلة تنظيم داعش نهائيًّا؛ ما يمثل اختلافًا عن الموقف القاعدى من داعش. ولهذا السبب نشبت معارك بين «جند الأقصى» من ناحية و«جيش الفتح» (مقرب من القاعدة ولم يعد له وجود الآن في سوريا) من ناحية أخرى، وعلى خلفية ذلك عقدت اتفاقية بمعرفة هيئة «تحرير الشام» و«هيئة أحرار الشام»، خرجت على إثرها عناصر جند الأقصى إلى مدينة الرقة.


غرفة عمليات إرهابية
بقيت مجموعات منشقة وفلول في المنطقة أعلنت بدورها، في مارس ٢٠١٨، من مدينة سرمين بريف إدلب، تشكيل فصيل «أنصار التوحيد» بقيادة، أبو دياب سرمين. وفى أكتوبر ٢٠١٨، شكل «أنصار التوحيد» مع كل من «تنظيم حراس الدين» و«جبهة أنصار الدين»، و«جبهة أنصار الإسلام»، غرفة عمليات إرهابية، وأطلقت عليها اسم «وحرض المؤمنين»، وتركز عمل الغرفة- بشكل أساسي- في ريف اللاذقية الشمالى وصولًا إلى الريف الغربى لحماة. وإن كان «أنصار التوحيد» إحدى تجارب القاعدة في سوريا فيلحق به «حراس الدين» الذى تأسس في فبراير من العام الماضي، ليكون معبرًا عن التنظيم الإرهابى في سوريا، في ظلِّ ضعف حضوره بعد انفصال تحرير الشام. وفى البيان الإعلامى الذى حمل خبر تأسيس التنظيم المتطرف، ونُشر في ٢٧ فبراير الماضي، عبر «تيليجرام» لم يشر إلى أى خلفيات فكرية قاعدية، إلا أن ذلك لم يمنع انتماءه لتنظيم «القاعدة».


فشل ذريع.. ويأس إرهابى
اعتمد المتبنون لهذا الرأى على محاولة سابقة لـ«القاعدة» حاول من خلالها خلق كيان في سوريا سُمى بـ«أنصار الفرقان»-أعلن عن نفسه في أكتوبر ٢٠١٧-، لتغطية الفراغ الذى عاشه تنظيم القاعدة، بحكم قرار ما تسمى بـ«جبهة النصرة» (فرع تنظيم القاعدة بسوريا)، بفك ارتباطها بالتنظيم الأم، في يوليو ٢٠١٦. وبعد الفشل السريع- والذريع- لتجربة «أنصار الفرقان»، كانت التكهنات مختلفة بخصوص ما يسمى بـ«حراس الدين»، إذ سرّب التنظيم الجديد معلومات فور تأسيسه، عن هيكله الداخلى وقياداته العسكرية والفكرية؛ للتلميح إلى ثمة تجربة قوية يقدم عليها.
ورغم محاولة «القاعدة» لدعم ما يسمى بـ«حراس الدين» ومده بالمنشقين عن ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقًا)، فإن ما يزيد على العام والنصف، مرورًا منذ تأسيسه ولم يثبت فيهم التنظيم الجديد أى حضور قوي، إذ اقتصرت تحركاته على مناوشات عسكرية هنا، وبيان إعلامى هناك، ما قد يعنى أن فراغ «القاعدة» بسوريا ما زال قائمًا.