الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الجنايات تسدل الستار على قضية التخابر الكبرى.. المؤبد لبديع و10 آخرين والمشدد لـ3 متهمين.. وقاضي الجلسة: الوطن لا ينسى من خانه وباع ترابه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسدلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم طرة، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الستار على محاكمة 23 متهما من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، والمعروفة "بالتخابر مع حماس".
وشهدت قاعة المحكمة حضورا إعلاميا مكثفا منذ بداية الجلسة، وقبل الحكم على المتهمين قال المستشار محمد شيرين فهمي: "إن المتهمين التقوا العديد من المنظمات الدولية واتفقوا على التعاون في نشر الفوضى كوسيلة للسيطرة على الحكم، وفتح قنوات اتصالات أجنبية، وكانت هناك اتصالات هاتفية تم تسجيلها بين مرسي والمتهم أحمد عبدالعاطي".

وقال القاضي قبل النطق بالحكم، إن خيانة الوطن جريمة بشعة في أسفل درجات الانحطاط، مستشهدا بقول الله "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" صدق الله العظيم.. ووجه قبيح لا يجمله شيء، اسم تنوء من حمله الجبال، عار يلاحق صاحبها أينما حل، إن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر، ليس لها مبرر ولا شفيع لمن يقوم بهذا الفعل الشنيع، فالوطن هو العِرض والشرف هو العزة والكرامة هو محفظة الروح، وحينما تخونه فأنت تنسل من جذره ومن محفظة روحه، فما بالك بمن باع وطنه وأدار له ظهره.
وتابع: "أن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه الجماعة منذ نشأتها وكانت تستره بستار الدين، هو الاستيلاء على الحكم، ومن أجل بلوغه لا بأس من أن تتحالف مع أعداء الوطن طالما اتفقت مصالحهم نحو هدف إسقاط الدولة المصرية تمهيدا لإقامة دولتهم الزعومة، دون الالتفات لمصالح الوطن، ومن بين الأهداف المنصوص عليها صراحة هو إقامة الدولة الإسلامية التى تنفذ أحكام الجماعة، والمبين في النصوص العشرين التي وضعها حسن البنا لفهم الإسلام، والذي أوجب على الأقطاب والأفراد الالتزام بها وجعلوا من أنفسهم حراسا لا على الإسلام بل من أسموه الإسلام يسيرونه حسب أهوائهم ورغابتهم".
واستكمل: "إن المتهمين ليس لهم ثوابت ولا قيم، روايتهم كاذبة يتأرجحون ويميلون نحو ثوابتهم، يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح المجتمع، ينفذ الأعداء من خلالهم المخططات، يسعون في ضرب الأمة ويعملون على نشر الفوضى بين فئات المجتمع، هذه أخلاقهم وقيمهم، تصاب بالغثيان من كتاباتهم، يتشبثون بالإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية، أي حرية وإصلاح من وراء الخونة، من أي عجينة أنتم ومن أي صلب أتيتم، تمادوا في غيهم وباطلهم، كفانا الله شرهم وحرس بلادنا من كيدهم".
وأشار إلى أنهم قاموا بفتح قنوات اتصال مع الجهات الأجنبية رسمية وغير رسمية من خلال سفريات قام بها المتهمون حازم فاروق والكتاتني والبلتاجي، إلى السعودية ولبنان وتركيا والولايات المتحدة، فكانت هناك اتصالات سجلت بإذن النيابة العامة بين المتوفى محمد مرسي والمتهم أحمد عبدالعاطي، والتى كشفت عن تفاهم بين الجماعة وعناصر دول أجنبية من المهتمين بالشأن المصري، وقبيل أحداث يناير جاءت جميعها بشفرات رمزية متوالية تستتر خلفها تواريخ لها دلالتها قصد تجهيل فهمهما، التي يقتصر فهمها عليهما وتنطوي على غيرها، ويزف فيها المتهم أحمد عبدالعاطي نبأ لقائه بالرجل رقم واحد ويستعلم منه المتوفى محمد مرسي عما إذا كان هو الذي تقابل معه في القاهرة، وتكشف من خلال التحريات أنه أحد عناصر الاستخبارات لدى إحدى الدول الأجنبية، واسترسل عبدالعاطي أن موضوع تونس كان مخططا له من قبل.
واختتم كلمته قائلا: "يذهب كل شيء ويبقى الوطن، ومهما كانت أعذاركم للخيانة فلا عذر لكم يا من هان عليكم الأهل والوطن، والوطن لا ينسى من خانه وباع ترابه، فالوطن والتاريخ لا يصفحان أبدا".

وفي نهاية الجلسة قضت المحكمة بالمؤبد لمحمد بديع و10 متهمين آخرين من قيادات الجماعة الإرهابية، والمتهمون هم كل من: "محمد بديع - محمد الشاطر- محمد الكتاتني- عصام العريان- محمد البلتاجي- سعد عصمت- حازم محمد- محيي حامد- خالد سعد- خليل أسامة- أحمد عبدالعاطي".
كما أصدرت حكمًا بالسجن المشدد 10 سنوات لـ3 متهمين من قيادات الجماعة الإرهابية وهم "عصام أحمد وأمين علي وأحمد محمد"، والسجن 7 سنوات لمحمد رفاعة الطهطاوي وأسعد محمد الشيخة، في اتهامهما بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، والمعروفة بالتخابر مع حماس.
كما قضت المحكمة ببراءة 6 متهمين وهم:" صفوت حجازي وحسن محمد الشاطر، وعيد محمد محجوب وإبراهيم خليل وكمال السيد وسامي أمين"، كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية لمرسي محمد العياط لوفاته، قائلة: "بات أمره معقودا بيد الخالق وهو أعلم بما في الصدور".