السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«جيش الصحراء».. كيان إرهابي أنشأه فلول «داعش» في ليبيا.. وأرسل إليه «البغدادي» عناصر من سوريا والعراق.. واستعان به الإخوان لضرب المدنيين واستهداف الجيش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في آخر ظهور له على شاشة تليفزيونية أشار المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إلى كيان داعشى جديد قال إنه حديث النشأة في ليبيا، واسمه «جيش الصحراء».


وخلال استعراضه لأنشطة هذا الكيان الإرهابي؛ قال في المؤتمر الصحفى الأسبوعي إنه تعاون مع ميليشيات المجلس الرئاسى في مدينة مرزوق، جنوب ليبيا؛ لاستهداف منازل المدنيين؛ ما تسبب في تهجير الأهالى من مناطق بوادى عتبة وتراغن وسبها.
ولم يكن ذلك التعاون الوحيد بين قوات السراج وداعش على حد قول المسماري، إذ أوضح أن فلول تنظيم داعش في ليبيا انضوت تحت ما يسمى «جيش الصحراء» وقد نفذت في وقت سابق عددًا من العمليات في الشمال الشرقى للمنطقة، وتحالفت مع ما يُعرف بقوات حماية الجنوب التابعة للسراج لتحقيق أهدافها.
ورغم أن التعاون بين التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش من ناحية وميليشيات العاصمة الليبية من ناحية أخرى ليس بجديد، فإن هذا التعاون على وجه الخصوص يحمل أهمية لما تشهده العاصمة الليبية من معارك تحرير يشنها الجيش الوطنى الليبى منذ أبريل الماضي، لاستعادة طرابلس.

فلول داعش
يعود تشكيل ما يسمى جيش الصحراء إلى ما بعد هزيمة داعش في مدينة سرت الليبية ٢٠١٦، إذ كان من بين الخسائر تصفية عدد كبير من صفوف التنظيم فيما فرت الفلول إلى الجنوب الليبى حيث الصحراء؛ ممهدين لبذرة كيان جديد يضم الفارين والهاربين من هول المعارك التى يشنها عليهم الجيش الوطنى الليبي، وأسموا كيانهم هذا «جيش الصحراء»، وكبديل لما كان يدعوه التنظيم ولاية سرت.


الهيكل الداخلي.. ورسائل البغدادي
وفيما يخص الهيكل الداخلى لهذا الكيان الإرهابي، فكشف رئيس التحقيقات بمكتب المدعى العام الليبي، صادق الصور، نهاية ٢٠١٧، عن تشكّل «جيش الصحراء» من ثلاث كتائب لكل كتيبة قائد عسكرى يرأسهم جميعهم قائد عام، هو الليبى المهدى سالم دنقو الذى أعلن الجيش الليبى تصفيته مطلع العام الحالي، ودنقو هو أحد المتورطين في جريمة ذبح الأقباط المصريين على ساحل مدينة سرت في ٢٠١٥.
وكشفت تقارير ليبية عن تغذية داعش لجيشه الصحراوى بعناصر من خارج ليبيا، إذ تزامنت بداية تدشينه مع تراجع التنظيم في معقل التأسيس (سوريا والعراق)؛ ما دفع التنظيم للتركيز على ليبيا، فعكف على إرسال عناصره من سوريا والعراق إلى ليبيا عبر تركيا. وفى مارس ٢٠١٨ جدد رئيس التحقيقات، صادق الصور، تحذيراته من «جيش الصحراء» الداعشي، مؤكدًا أنه كثف نشاطه آنذاك، في الجنوب الليبى وجنوب مدينة سرت، مبررًا هذا النشاط بتمويل يحصل عليه من جهات وصفها بـ«المجهولة».
يشار إلى أن الولايات المتحدة قد نفذت عمليات عسكرية جوية داخل ليبيا بغرض استهداف عناصر «جيش الصحراء» في مطلع ونهاية ٢٠١٧، أسفرت عن تصفية عدد من عناصره.
وكان أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي، قد أشار في أول ظهور له منذ خمس سنوات، عبر مقطع فيديو بث بداية مايو الماضي، إلى أوضاع تنظيم في ليبيا، مشيدًا بالعملية التى استهدفت فيها مدينة الفقهاء.

الإخوان.. مصالح الجماعة أهم من الوطن
وفى هذا السياق، حذّر ساسة ليبيون من عودة لتنظيم داعش في ليبيا، متهمين حكومة الوفاق في طرابلس بالمجازفة بمصلحة ليبيا عبر الاستعانة بداعش؛ من أجل الإبقاء على موقعها محليًّا ودوليًّا. وعن ذلك حمل الكاتب الليبي، سالم العوكلي، مسئولية عودة تنظيم داعش إلى ليبيا مرة أخرى لحكومة الوفاق، قائلًا: إنها منذ وصولها إلى السلطة ولم تعبر عن مصالح الليبيين.
ولفت إلى أن الوفاق حكومة تعتمد على الميليشيات ولا يهمها الحالة الأمنية في ليبيا، مشيرًا لـ«البوابة» إلى أنها من باب أولى كانت تحافظ على طرابلس الحاكمة لها، وتقلص نفوذ الميليشيات بها. وتتلقى حكومة الوفاق اتهامات بالتورط بتلقى دعم من الميليشيات والجماعات الإسلامية في ليبيا، لاسيما حصولها على تمويل من قبل دولتى قطر وتركيا مقابل تبنيها لما يزعمون أنه المشروع الإسلامي.