الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مدير عام وكالة الإمارات للفضاء لـ«البوابة نيوز»: 11 دولة عربية تُشارك في تأسيس «وكالة الفضاء».. إطلاق مهمة علمية إلى المريخ في يوليو 2020.. مصر ركن أساسي للتعاون العربي بإمكانياتها البشرية والعلمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الدكتور المهندس محمد ناصر مبارك الأحبابى، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، عن تفاصيل مبادرة دولة الإمارات لدعم التعاون العربى في مجال الفضاء وتوحيد الجهود وتكامل القدرات على مستوى الوطن العربى في هذا المجال، إلى جانب تمويل قمر عربى يخدم المنطقة العربية تحت اسم (813) ليكون منصة للتعاون العربي، ما يعزز من وجود المنطقة العربية على الخريطة العالمية للفضاء.
وأكد في حواره لـ «البوابة»، أن بلاده بادرت بتأسيس هذه المجموعة التى تضم 11 دولة عربية، وأن هناك المزيد من الدول العربية التى ستنضم إليها، لتمثل نواة لتأسيس تكتل فضائى عربى يخدم المنطقة العربية وكذلك يوفر حلولا للتحديات التى تعيشها المنطقة.
وأشاد بمدينة الفضاء المصرية قائلًا «هذه القدرات والإمكانيات الكبيرة أثلجت صدري، حيث التقيت مع وزير التعليم العالى والبحث العلمى المشرف على ملف الفضاء، وكذلك مع الدكتور محمد القوصى رئيس الوكالة المصرية للفضاء المعين حديثًا، وزرت مدينة الفضاء المصرية، ورأيت التخطيط السليم لتأسيس برنامج مصرى متدرج مستدام واتفقنا على تعزيز التعاون في عدد من مجالات العمل المشترك».

■ في البداية.. ماذا عن المبادرة الإماراتية بشأن دعم التعاون العربى في مجال الفضاء؟
هى مبادرة إماراتية لدعم التعاون العربى في مجال الفضاء، وهذه المبادرة أو المجموعة تتكون من ١١ دولة عربية وتهدف إلى توحيد الجهود وتكامل القدرات على مستوى الوطن العربى في مجال الفضاء، والتقيت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط الخميس الماضي، كما شاركت في أعمال المجلس الاقتصادى والاجتماعي على المستوى الوزارى الذى عقد الخميس الماضى في الجامعة العربية للتعريف بمفهوم المجموعة العربية للتعاون الفضائى وطرح هذه المبادرة.
■ ما محاور تلك المبادرة؟
هى مبادرة علمية تعاونية تهدف إلى تأسيس تكتل عربى فنى يرسم خطط وأنشطة فضائية ويوحد القدرات ويحقق التكامل في الأنشطة والبرامج العربية، ما يعزز من وجود المنطقة العربية على الخريطة العالمية للفضاء، لذلك ارتأت دولة الإمارات إطلاق هذه المبادرة بهدف توحيد الجهود واعطاء فرص للشباب العربى إلى جانب تمويل قمر عربى يخدم المنطقة العربية وسمى هذا القمر بـ(٨١٣) ليكون منصة للتعاون العربى من حيث الاشتراك في التصميم والتصنيع، وكذلك تقديم خدمات للمنطقة العربية، وبادرت الإمارات بتأسيس هذه المجموعة مطلع العام الحالى وتضم ١١ دولة عربية وهناك المزيد من الدول العربية التى ستنضم إلى المجموعة التى تعتبر نواة لتأسيس تكتل فضائى عربى يخدم المنطقة العربية وكذلك يوفر حلولا للتحديات التى تعيشها المنطقة العربية.
■ ما المأمول من تلك المبادرة وأهدافها؟
المنطقة العربية اليوم في أمس الحاجة إلى الخدمات والأنشطة الفضائية لمكافحة التصحر ومتابعة العوامل البيئية والتحديات المناخية وكذلك اللحاق بالركب العالمى في مجال الاستكشاف الفضائي، ويوجد اليوم أكثر من ٧٠ دولة لديها وكالات وبرامج فضائية على مستوى العالم وخير مثال هو أن الدول الأوروبية ٢٢ دولة تشترك في وكالة فضاء واحدة أوروبية ومسئولة عن تنسيق الأنشطة الأوروبية.

■ كيف ترى المنطقة العربية على خريطة العالم في مجال الفضاء؟
المنطقة العربية للأسف ما زالت غير ممثلة على المستوى المطلوب، لذلك فإن هذه المبادرة وهى مبادرة التعاون العربى الفضائى هى إحدى الوسائل لدعم التعاون العربى التقنى العلمى في مجال الفضاء، ونحن فخورون أن نتبنى هذه المبادرة وكذلك سعداء بالعمل مع الجامعة العربية لدعم هذه المبادرة.
■ اطلعت وزراء الاقتصاد العرب على تفاصيل المبادرة.. هل تلقيت دعمًا عربيًا لتعزيزها ؟
بالفعل أثنى كل من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط وكذلك وزراء الاقتصاد العرب على مبادرة دولة الإمارات في مجال تأسيس المجموعة وأبدوا تفهمًا ودعمًا واضحًا من كل الدول العربية وأتمنى أن تكون هذه المجموعة نواة لتأسيس وكالة فضاء عربية في المستقبل.
■ هل ستعرض المبادرة على وزراء الخارجية العرب لإقرارها؟
لا، تم عرض المبادرة على المجلس الاقتصادى والاجتماعي على المستوى الوزارى لتأكيد أهمية التعاون العربى الفضائى واتفقنا على أن نستمر في التواصل مع الجامعة العربية التى تدعم هذا التوجه وكذلك دعم وزراء الاقتصاد العرب لتأسيس هذا التكتل.

■ ماذا عن الدول التى ستنضم إليها؟
حاليًا انضم للمبادرة ١١ دولة واجتمعوا في دولة الإمارات مطلع هذا العام، وهناك نحو ٥ دول عربية مهتمة بالانضمام للمجموعة، وتم اختيار دولة الإمارات لتكون المقر الرئيسى للمجموعة في الدورة الأولى وحاليا نحن في طور اكتمال نظام التأسيس للمجموعة العربية، وقبل نهاية العام سيكون هناك اجتماع في دولة الإمارات لدفع هذه المجموعة والبدء في تنفيذ عدد من المشاريع.
■ ماذا عن أبرز هذه المشروعات؟
من أهمها مشروع القمر العربي، وبالطبع هى خطوة أولى ولكنها خطوة جريئة وضرورية للمنطقة العربية ونحن في الإمارات قطعنا شوطا في مجال القدرات الفضائية وما زالت الطموحات عالية، ولكن اليوم دولة الإمارات لديها برنامج فضائى يعد الأكبر على مستوى المنطقة العربية، ولدينا رائد فضاء سيذهب إلى محطة الفضاء الدولية في ٢٥ سبتمبر الجاري، ولدينا مهمة علمية إلى المريخ وسيطلق إلى الكوكب الأحمر في يوليو المقبل وهو مشروع علمى عالمي، يعيد أمجاد المنطقة العربية وحضورها في مجال الاستكشاف الفضائي، كذلك لدينا وكالة فضاء عربية تقدم خدمات على مستوى الوطن العربى وأفريقيا ولدينا شركة إماراتية توفر خدمات إلى أمريكا الجنوبية وهناك نماذج كثيرة ناجحة اليوم في مجال العمل الفضائي، وكذلك نشاط على مستوى الوطن العربى في مجال الفضاء وأصبح اليوم عددا من الدول العربية لديها برامج فضائية وكذلك وكالات فضاء وخير مثال وكالة الفضاء المصرية.
■ هل أنت متفائل بنجاح المبادرة في ظل التحديات التى تواجه المنطقة؟
نحن في منطقتنا العربية اليوم نحتاج إلى العمل الجماعى لأن عالم الفضاء مقلق ومخاطره عالية وبرامجه تأخذ وقتًا طويلًا ويتطلب مهارات عالية، فأفضل وسيلة لمواجهة هذه التحديات هى العمل الجماعى المنسق بحيث تتكامل القدرات بين الدول العربية لتحقيق أهداف وتطلعات الشباب العربى شباب المستقبل.

■ هل ترى أن البيئة في المنطقة العربية مهيئة لتلك المبادرة؟
نعم، البيئة مهيئة لقيام تعاون عربى في هذا المجال، ولكن يحتاج إلى تخطيط وتنسيق وتكامل لتحقيق النتائج المرجوة، وأعتقد أن المستقبل واعد ومشرق، خاصة أننا نعمل للأجيال القادمة، لذلك يجب أن نخطو هذه الخطوات نحو تأسيس عمل عربى منظم مستدام ومتدرج وأعتقد أن الشباب العربى والمنطقة تزخر بالكفاءات والعلماء والخبراء ولكن يحتاجون إلى توظيف إمكانياتهم بطريقة علمية حديثة ونحن اليوم نسخر كل إمكانيات دولة الإمارات لهذه المبادرات على مستوى الوطن العربي، وقد التقيت رئيس الوكالة المصرية للفضاء كما زرت المدينة الفضائية في القاهرة وهى شيء يثلج الصدر أن تكون هذه القدرات موجودة تخدم العمل الجماعى العربى، وكذلك في الدول العربية الأخرى مثل السعودية حيث أسسوا هيئة للفضاء وكذلك مملكة البحرين، وكان لنا الشرف في تأسيس هذه الوكالات معهم وكذلك الجزائر لديها وكالة فضاء عربية كما أن بعض الدول العربية لديها مراكز وجامعات ومؤسسات فضائية.
■ ماذا عن التعاون المصرى الإماراتى في مجال الفضاء؟
التعاون وثيق مع مصر، ووقعنا اتفاقية مطلع هذا العام، كذلك التقيت أيضا مع وزير التعليم العالى والبحث العلمى المشرف على ملف الفضاء، وكذلك مع الدكتور محمد القوصى رئيس الوكالة المصرية للفضاء المعينين حديثا، واتفقنا على العمل في عدد من المجالات خاصة بدعم الوكالة المصرية في مرحلة التأسيس بخبرات من الإمارات في هذا الجانب ونحن فخورون بهذا التعاون الذى يصب في دعم مفهوم التعاون الفضائى الأشمل وكذلك نتمنى التوفيق لمصر فهذه خطوة جريئة نحو مستقبل مشرق.
■ هل أكدت مصر دعمها للمبادرة الإماراتية؟
بالطبع، مصر أكدت دعمها للمبادرة الإماراتية وهى الأساس وفخورون بأن مصر تدعم التوجه العربى الجماعى على كل المستويات خاصة على مستوى الفضاء ونعتقد أن مصر هى ركن من أركان التعاون العربى نتيجة الإمكانيات البشرية والعلمية ومن خلال هذا التكتل يتم توظيفها لخدمة البرنامج الفضائى المصرى والعربى وهذه نقلة نوعية في مجال العمل العربى المشترك العمل والتخطيط والاستعداد للمستقبل وكان في تجاوب من مصر بالثناء لمبادرة التعاون العربى في مجال الفضاء ونتمنى أن تترجم إلى مشاريع ملموسة تفيد المنطقة العربية، وكذلك الشباب العربى وتخلق فرص عمل وترفع من قيمة الأمة التى تستحق الكثير.