الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة.. إعدام "محمد كريم" قائد المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 6 من سبتمبر1798م، أعدم المناضل المصري الكبير محمد كريم، حاكم الإسكندرية بعدما أصدر نابليون بونابرت أمرًا بإعدامه ظهرًا في ميدان القلعة رميًا بالرصاص ونفذ حكم الإعدام بميدان الرميلة بالقلعة إبان الحملة الفرنسية على مصر.
ولد "كريم " بحي الأنفوشي بمدينة الإسكندرية قبل منتصف القرن الثامن عشر، حيث نشأ يتيمًا فكفله عمه وافتتح له دكانًا صغيرًا في الحي، وكان يتردد على المساجد ليتعلم فيها، وعلى الندوات الشعبية ليتحدث وعرف بين أهل الإسكندرية بوطنيته وشجاعته، وأصبحت له شعبية كبيرة بين الناس.
عمل في أول أمره قبانيًا ثم تمت ترقيته إلى أن تقلد أمر الديوان والجمارك بثغر الإسكندرية قام بقيادة المقاومة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين
فبينما كان محمد كريم يقوم بواجبه كمحافظًا للإسكندرية ومشرفًا على جماركها، بدأت الحملة على الإسكندرية، ففي يوم 19 مايو 1798أقلع أسطول فرنسي كبير مكون من 260 سفينة من ميناء طولون بفرنسا محملًا بالجنود والمدافع والعلماء وعلى رأسهم نابليون بونابرت قاصدًا الإسكندرية ومر في طريقه بمالطة، عندها بعث كريم إلى القاهرة مستنجدًا بمراد بك وإبراهيم بك، واستقر الرأي على أن يسير مراد بك مع جنوده إلى الإسكندرية لصد الغزاة ويبقى إبراهيم بك في القاهرة للدفاع عنها، وصل الأسطول الفرنسي إلى شواطئ الإسكندرية في أول يوليو 1798م وبادر إلى إنزال قواته ليلًا إلى البر ثم سير قسمًا من قواته إلى الإسكندرية يوم 2 يوليو ولم يكن عدد سكان المدينة يومها يزيد على ثمانية آلاف نسمة.
ولم يكن بها من الجنود ما يكفي لصد الجيش الفرنسي الكبير المزود بالمعدات الحديثة وإستعد كريم للدفاع عن الإسكندرية بكل ما لديه من ذخيرة وعتاد حتى قاد المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين حتى بعد أن اقتحم الفرنسيون أسوار المدينة، ثم اعتصم بقلعة قايتباي ومعه فريق من الجنود حتى فرغت ذخيرته فكف عن القتال وتم أسره هو ومن معه، ودخل نابليون المدينة وأعلن بها الأمان.
أعجب نابليون بشجاعة محمد كريم فأطلق سراحه من الأسر، وتظاهر باكرامه، وأبقاه حاكمًا للإسكندرية.
ولما تم لنابليون الاستيلاء على الإسكندرية رأى أن يغادرها إلى القاهرة وعين كليبر حاكمًا عسكريًا عليها وزحف إلى القاهرة في 7 يوليو، والتقى في شبراخيت بفرقة من المماليك على رأسها مراد بك فهزمها ووصل إلى القاهرة يوم 21 يوليو، واحتلها بعد موقعة إمبابة وانسحاب مراد بك إلى الصعيد وفرار إبراهيم بك إلى الشام.
بقي كليبر على رأس حامية الإسكندرية، بينما أخذت دعوة محمد كريم إلى المقاومة الشعبية تلقى صداها بين المواطنين فعمت الثورة أرجاء المدينة، فاعتقل كليبر بعض الأعيان للقضاء على الثورة دون فائدة، ومع تزايد الثورة وارتفاع حدة المقاومة الشعبية في الإسكندرية أمر كليبر بالقبض على السيد محمد كريم يوم 20 يوليو 1798م وأرسله إلى أبو قير حيث كان الأسطول الفرنسي راسيًا.
ثم أرسل إلى رشيد ومنها إلى القاهرة على سفينة أقلعت به في النيل من رشيد يوم 4 أغسطس ووصلت إلى القاهرة يوم 12 أغسطس ووجهت اليه تهم التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية استمرت المحاكمة حتى 5سبتمبر حين أرسل نابليون رسالة إلى المحقق يأمره فيها أن يعرض على محمد كريم أن يدفع فدية قدرها ثلاثون الف ريا ل يدفعها إلى خزينة الجيش ليفتدي نفسه.. ورفض محمد كريم أن يدفع الفدية، ولما ألح عليه البعض في أن يفدي نفسه بهذه الغرامة رفض وقال.. " إذا كان مقدورًا على أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدورًا على أن أعيش فعلام أدفعها ".