الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"طالبان" تؤجج أزمات البعثة الأمريكية في أفغانستان.. الحركة تتبنى تفجيرًا تسبب في سقوط 16 قتيلًا و119 مصابًا.. و"مجاهد": الهجوم استهدف القوات الأجنبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسئوليتها عن تفجير سيارة ملغومة بالعاصمة كابل، الإثنين ٢ سبتمبر ٢٠١٩، أدى إلى سقوط ١٦ قتيلا و١١٩ جريحا، والتأثير على منازل تبعد عدة كيلومترات عن مكان الهجوم.
وجاء هذا التفجير خلال زيارة المبعوث الأمريكى إلى أفغانستان زلماى خليل زاد، لإطلاع الرئيس أشرف غنى، على مسودة اتفاق تم التوصل إليه مع حركة طالبان، ويمكن أن يسفر عن انسحاب آلاف الجنود الأمريكيين من البلاد.


وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمى، في رسالة إلى الصحفيين "١٦ شخصا قتلوا وأصيب ١١٩ بجروح. والانفجار نجم عن جرافة مفخخة". وأضاف أن عمليات البحث والإنقاذ استمرت طوال الليل. ووقع التفجير قرب مجمع ضخم شرقى مدينة كابل يستخدمه موظفو المنظمات الدولية ويسمى القرية الخضراء، مما أدى إلى تصاعد عمود من الدخان وألسنة اللهب إلى عنان السماء.
والقرية الخضراء منفصلة عن المنطقة الخضراء المحاطة بأسوار عالية، والتى تخضع لحراسة مشددة على مدى الساعة، وتضم عدة سفارات، بينها السفارتان الأمريكية والبريطانية. وتبنت حركة طالبان الهجوم، مشيرة على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، إلى أنها تشن هجوما منسقا بواسطة انتحارى ومسلحين.
وقال مجاهد إن الهجوم استهدف القوات الأجنبية، مضيفا أن انتحاريا فجر سيارة واقتحم عدة مهاجمين المجمع. ووقع الهجوم في وقت كانت محطة "تولو نيوز" التليفزيونية، تذيع مقابلة مع الموفد الأمريكى، الذى قال إن بلاده ستسحب قواتها من خمس قواعد في هذا البلد إذا التزمت طالبان ببنود اتفاق السلام الذى يجرى التفاوض حوله مع الكشف عن أولى تفاصيله.
وقال خليل زاد الذى أمضى قرابة عام في إجراء محادثات مع طالبان في الدوحة، سعيا لإنهاء ١٨ عاما من النزاع في أفغانستان، "لقد اتفقنا أنه إذا سارت الأمور وفقًا للاتفاق، فسننسحب خلال ١٣٥ يومًا من خمس قواعد نتواجد فيها الآن"، وفق مقتطفات من مقابلة أجرتها معه قناة «تولو نيوز» التليفزيونية.
التقى خليل زاد الذى وصل كابول، الأحد الماضي، الرئيس أشرف غنى، بعد آخر جولة من المباحثات مع ممثلى طالبان في الدوحة، والتى قال في ختامها إن التوصل إلى اتفاق بات وشيكًا.
ويتمحور الاتفاق المحتمل حول انسحاب للقوات الأمريكية مقابل العديد من الضمانات الأمنية من حركة طالبان، وإجراء محادثات سلام أوسع نطاقا بين المتمردين والحكومة الأفغانية، ووقف محتمل لإطلاق النار. ومع ذلك، حتى لو غادر قسم كبير من ١٣ ألف جندى أمريكى أفغانستان بعد التوصل إلى اتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضى، إن واشنطن ستحتفظ بوجود دائم عبر إبقاء ٨٦٠٠ جندى في البداية، حتى بعد الاتفاق مع طالبان.


على أبواب اتفاق
شكل "غنى" وفدًا من ١٥ شخصًا، للقاء طالبان في محادثات الأطراف الأفغانية المقرر عقدها في النرويج الأسابيع المقبلة. وقال خليل زاد، الأحد الماضى، إن الولايات المتحدة وطالبان قريبان من اتفاق من شأنه أن يقلل من حدة العنف ويمهد الطريق لسلام "مستدام". ولكن حتى مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية على ما يبدو، استمر العنف على قدم وساق في جميع أنحاء أفغانستان. فالسبت، حاولت طالبان السيطرة على قندوز في الشمال، والأحد، شنت عملية في مدينة بول-إي-خمري، عاصمة ولاية بغلان المجاورة. وقال مسئولون أفغان، الإثنين، إن بول-إي-خمرى أخليت من مقاتلى طالبان والقتال ينحصر على مشارفها. وتمكنت القوات الأفغانية، بإسناد جوى محلى وأمريكي، من منع قندوز من السقوط والتصدى لطالبان التى استولت على المدينة لفترة وجيزة في عام ٢٠١٥. وبعد أن قال مسئولون أفغان الإثنين، إن الوضع في المدينة عاد إلى طبيعته فجر انتحارى نفسه بالقرب من قاعدة لقوات الأمن في ضواحى قندوز بعد الظهر ما أسفر عن مقتل ستة جنود وجرح ١٥ آخرين. وأعلنت طالبان مسئوليتها عن الهجوم.
وفى الوقت نفسه، قالت قوة حلف شمال الأطلسى (الناتو) التى تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، إن مشكلة فنية تسببت في سقوط طائرة دون طيار تابعة للتحالف في ولاية غور.
وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى، قال في وقت سابق، إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول مطلع سبتمبر، قبل الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في ٢٨ من الشهر.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في الدوحة، السبت، إن الاتفاق "بات على وشك الإنجاز" لكنه لم يحدد العقبات المتبقية.
ورغم إصرار "غنى" المتكرر على أن الانتخابات ستمضى قدمًا، إلا أن كثيرين في أفغانستان يشككون في أنها ستجرى كما هو مخطط له.