السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صناعة المجوهرات "كما يقول الكتاب".. إنشاء أول مدرسة متخصصة لتصنيع الحلي.. خبير اقتصادي يشيد بالتجربة: تجذب الاستثمارات.. "المشغولات الذهبية": إتقان المهن اليدوية يتطلب الاعتماد على الطريقة التقليدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ضوء العمل على النهوض بالصناعات المختلفة وإعادة إحيائها بما يساهم في إنعاش وتحسين الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، برئاسة الدكتور طارق شوقي، بروتوكول تعاون مع إحدى شركات المجوهرات، لإنشاء المدرسة الأولى في الشرق الأوسط المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الحلى والمجوهرات، وهي مدرسة Egypt gold للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة العبور.


وتعد هذه المدرسة، أول مدرسة فنية متخصصة في مجال تكنولوجيا صناعة الذهب والحلى بالشرق الأوسط، وهي من التخصصات الضرورية الموجودة حاليًا وفقًا لمتطلبات سوق العمل.
وأوضح الدكتور طارق شوقي، أن المدرسة تستهدف 200 طالب معظمهم من الفتيات، وتم فتح باب الالتحاق بالمدرسة حتى منتصف سبتمبر للحاصلين على الشهادة الإعدادية لطلاب القاهرة الكبرى، مضيفًا أن المدرسة تقع بمدينة العبور، وسيخضع الطلاب لاختبارات في اللغة العربية والإنجليزية ومقابلات شخصية.
وتابع شوقي، أن الدراسة تنقسم بين العملي والنظري بواقع 4 أيام عملي ويومين نظري خلال الأسبوع، فضلًا عن إعطاء مكافآت شهرية للطلاب حسب كفاءاتهم لتشجيعهم، وتوفير فرص عمل لهم بعد التخرج من المدرسة في هذا المجال، أو السفر للخارج بموجب شهاداتهم المعتمدة دوليًا، نظرًا لقلة العمالة الماهرة في هذا المجال، موضحًا أن الوزارة تعمل على إنشاء 4 أو 5 مدارس متخصصة في تكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات خلال الفترة المقبلة. 
وأكد شوقي، أن التعليم الفني يحظى بنفس اهتمام التعليم، حيث هناك اتجاه للتركيز على مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتم إنشاء 10 مدارس بهدف تغير وجهة نظر المجتمع للتعليم الفني لمواكبة أحدث نظم التعليم في العالم، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تغطي تخصصات نوعية لسوق العمل الصناعي والزراعي والتجاري.

وبدوره، يرى الدكتور عبد الرحمن طه، الخبير الاقتصادي، أن إنشاء مدرسة متخصصة في تعليم صناعة الحلي والمجوهرات فكرة مصرية أصلية، كان يتم تنفيذها قديمًا، والعودة إليها خطوة جيدة جدًا وغاية في الإبداع، ستساهم في إزالة العوائق التي تظهر في هذه المهنة، والعمل على التوسع في الصناعة وتطويرها وزيادة العمالة الموجودة بها، مؤكدًا أنه قطاع هام جدًا، بالرغم من قلة العمالة أو "الصنايعية" بداخله، فضلًا عن غياب عنصر الإبداع فيها، حيث إنها مهنة موجودة منذ قديم الأزل من أيام الفراعنة والذين تميزوا بالمشغولات الذهبية.
وأكد طه، لـ"البوابة نيوز"، أن تكوين الحضارة يبدأ من التخصص والصناعات، وفي الوقت الراهن تسعى مصر للاعتماد على التخصص، مثل مدارس السياحة والفنادق التي ساهمت في إنعاش هذا القطاع بشكل كبير، لافتًا إلى أن الاهتمام بالصناعات يميز الدولة ويُكون شخصيتها، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الفني والتقدم به والتخصص في الصناعات الفريدة، والذي يساهم في إدخال الأموال لمصر وتحسين الاقتصاد، وجذب المستثمرين الأجانب.
ولفت إلى أن توجه الدولة حاليًا هو الاهتمام بالصناعات والاستفادة منها لتحسين المستوى الاقتصادي، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالتعليم الفني لإخراج كوادر بشرية مؤهلة للعمل في هذه الصناعات، وأيدي عاملة متخصصة من خلال التعليم الصحيح والجيد للمهنة، مما سيؤثر على صورة مصر في أعين العالم خارجيًا في صناعة الذهب والعمالة المصرية المتخصصة به، فضلًا عن جذب استثمارات لإنشاء مصانع لإنتاج المشغولات الذهبية والمجوهرات داخل مصر، في ظل وجود مناطق حرة واقتصادية وبتكلفة مناسبة. 

بينما يوضح إسلام ثابت، عضو شعبة المشغولات الذهبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الصناعات اليدوية يتم بنائها في الأساس على الموهبة في الأساس، ثم التعلم والمعرفة على أيدي المتخصصين في كل صناعة من الصناعات، مشددًا على ضرورة وجود الموهبة في الأجيال العاملة في هذه الصناعات، لإمكانية إحياء الصناعة والاستفادة منها اقتصاديًا.
وتابع ثابت، لـ"البوابة نيوز"، أن المهن تبدأ داخل الورش التي تتبنى الأطفال صغار السن، الذين يمتلكون الموهبة للعمل في هذه الصناعة "أيًا كانت نوعيتها"، ومن ثم قيام صاحب الورشة والمتحرف في المجال منذ سنوات طويلة بتعليم هؤلاء الأطفال المهنة وكيفية العمل بها وإتقانها، مؤكدًا أن إعادة المهن اليدوية يتطلب الاعتماد على الطريقة التقليدية، من خلال العمل داخل الورش على أيدي خبراء المهنة، حيث إن مصر كانت من أقوى الدول في الصناعة اليدوية، وكان هناك أعظم فنانين "صنايعية" يصدرون لدول العالم قديمًا كافة المنتجات اليدوية.
وأوضح، أن صناعة الذهب حاليًا تحتاج إلى الاهتمام بالورش، والعمالة الموجودة بها، مقترحًا أن تتبنى الدولة تنظيم معارض لتسويق المنتجات الذهبية وتشجيعها، ومعارض خارجية ومسابقات في فن المجوهرات، وعملها يدويًا، وليس مجرد قوالب كما هو شائع على مستوى العالم، وإعادة العمل اليدوي الذي أبهر العالم، وذلك يتحقق من خلال خلق المواهب القادرة على تنفيذ هذه المشغولات اليدوية.