الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

خبير تخطيط: الحفاظ على الهوية ضرورة في تطوير "وسط البلد"

المهندس وائل زكي
المهندس وائل زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المهندس وائل زكي، استشارى التخطيط العمراني، إن العقارات التاريخية هى الدالة على شخصية المدن وهويتها وهو ما نراه في الدول والعواصم الكبرى في روما وباريس ولندن حيث تشكل هذه العقارات والمنشآت التراثية والتاريخى أحد أهم عناصر الجذب والتى تشكل هوية المكان الذى يأتى إليه الزوار من كل أنحاء العالم.
وأضاف زكي، في تصريحات صحفية اليوم أن أى مشروع للاستثمار في العقارات التاريخية أو تطويرها بهدف تحقيق عوائد مادية تثرى خزانة الدولة مشيرا إلى أنه في القاهرة يوجد العديد من مشروعات التطوير مثل القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية، ومن هنا نقول إن هذه المناطق إلى مزارات كبيرة مغلقة يمنع فيها السير بالسيارات، وتكون مزارا سياحيا كبيرا مفتوحا للجماهير، وهو أمر ممكن ومتبع في العديد من الدول مثل المغرب، فهناك يوجد نوع جديد من السياحة وهو السياحة الاجتماعية ويأتى إليها السياح للتعرف على طباع أهل المناطق التراثية ومشاهدة مناطق الحرف اليدوية، والدخل القومى في تونس والمغرب قائم على السياحة الاجتماعية.
وأضاف: «القاهرة الفاطمية بدأت تفقد هويتها فبعد أن كنا نرى الحدادين والنحاسين، واختفى قطاع كبير من هؤلاء الحرفيين، فما المانع من استمرار هؤلاء الحرفيين وإنعاش هذا النوع من السياحة وهو السياحة الاجتماعية بتطوير هذه القطاعات الحرفية.
وقال «زكي»: «في القاهرة الخديوية جزء كبير من القصور والفلل والعقارات التاريخية والتراثية كانت مناطق سكنية وللأسف العديد من القصور التاريخية لا تزال مغلقة، ولكن من الممكن استثمارها، بتأجيرها كمقرات لشركات بشرط الحفاظ عليها وعدم العمل على تغيير هويتها، ولدينا تجربة ناجحة فيما فعلته وزارة التربية والتعليم بالانتقال إلى القصر الكبير الذى أصبح مقرا للوزارة وذلك بعد الاعتماد على شركات ومختصين في الحفاظ على العمارة التراثية للمبنى دون أى تغيير، وممارسة أنشطة الوزارة بكل سهولة ويسر. 
هوية القاهرة: 
لفت زكى إلى أنه من الممكن جدا الاستثمار في العقارات التاريخية ولكن دون إخلال بالهوية المميزة للقاهرة، فيمكن للشركات استئجار هذه العقارات والمبانى التاريخية والعمل بها دون إخلال بالهوية الثقافية المميزة لها وهو جائز ومشروع ويدر أرباحا كبيرة على الاقتصاد الوطنى لمصر. 
وأضاف: «الحفاظ على المبانى التراثية من الإهمال أصبح ضرورة حتمية فتركها مهملة يعرضها للدمار، والاستثمار فيها ميسر لكن دون تشويه العمارات والمبانى التاريخية بالمكيفات وتكسير الحوائط والتعديل الجائر في تصميمات المبانى بغرض تركيب مثل تلك وسائل التهوية».
وتابع خبير التخطيط العمراني: «يمكننا تقسيم المبانى التراثية إلى مبانى يحافظ عليها وتحول إلى مزارات، واخرى يستثمر فيها وتتحول إلى مقرات للقطاعات الاستثمارية المختلفة، ومبانى أخرى أدنى قيمة يمكن التعديل في تصميماتها لتواكب العصر ويستثمر فيها بالشكل الأمثل».
وأكد استشارى التخطيط أن هناك عمارات شهيرة بالكامل في قلب وسط البلد ليس لها ملاك والمستأجرين أصبحوا يقيمون فيها دون دفع أى مبالغ بعد أن توفى أصحبها وتشتت ملكيتها بين لورثة، ومن هنا نقول إن الاستثمار في هذه العقارات استثمارثقافى. 
من جهتها ترى المهندسة المعمارية «آن المسيري»، الباحثة في تاريخ الفن والعمارة، أن إعادة استخدام المبانى الأثرية ضرورة من أجل الحفاظ على التاريخ والتراث المعمارى المميز لمصر، لان ترك العقارات التاريخية مغلقة ومهملة يشكل خطرا كبيرا على تلك المنشآت. وأضافت المسيرى إن ترك المنِشأة مغلقة ومهجورة يشكل ضررا كبيرا عليها وينذر بانهيارها وتدميرها، لذا فإن حسن استغلال هذه الأماكن يحد من تضررها، ولعل تجربة بيت المعمار بدرب اللبان من أنجح التجارب على إعادة استغلال الأماكن الأثرية ثقافيا، حيث عادت الحياة من جديد إلى المبنى التاريخى وأصبح يستضيف حدثين على الأقل أسبوعيا سواء من معارض كتب أو فعاليات ثقافية.
ومن هنا نقول: إن إعادة إحياء الأماكن التاريخية والتراثية في مصر هو مطلب وطنى من أجل الحفاظ على هوية بلدنا المميزة منذ عشرات السنين.