الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروائي شطبى ميخائيل يتحدث لـ"لبوابة نيوز": ترجمة الأعمال الأدبية إلى دراما يعتمد على التسويق.. مسلسل "عصفور النار" لا علاقة له بروايته.. ولا أميل إلى تصنيف الأدب إلى قبطي أو إسلامي أو نسوي

الروائي شطبى ميخائيل
الروائي شطبى ميخائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«شطبى ميخائيل نسيج وحده، جاء من وراء القرون للكشف عن أسرار القرون، فهو صوت متفرد فى تاريخ القص العربي»، هكذا سجل الناقد محمد محمود عبدالرازق شهاداته عن الروائى الكبير ابن المنيا «شطبى ميخائيل» الذى قال عنه الروائى زكريا عبدالغنى إنه كاتب عالمى تنقصه الشهرة.
يكتب ميخائيل الرواية والقصة القصيرة وبعض النصوص التى تحسب على الشعر، كما يهوى الرسم وتشكيلات الخط العربى ويكتب يومياته الخاصة التى يربو عددها على خمسين مجلدا يستمد منها غالب شخصياته الروائية والقصصية وأحداثها.
ومن أعماله الإبداعية روايات «عصفور النار»، و«سفر الموت» و«زمن التراجعات»، و«سفر اليقظة»، والمجموعة القصصية «الصعود فى النهار» وحول عالمه الإبداعى كان لنا معه هذا الحوار. 


■ متى اكتشفت موهبتك الأدبية وكيف نميتها؟
- اكتشفت موهبتى مبكرا جدا، تعلم أن مجالات الفنون متعددة، وقد اكتشفت ميلى للرسم فى المرحلة الابتدائية، ولم تشبعنى مناهج تدريسها إن ذاك، فكان الشارع وسيلتى لعرض أعمالي، كانت أقرب للفن التلقائي، وكانت معظم رسوماتى لزعماء وطنيين، مثل مصطفى كامل، أحمد عرابي، جمال عبدالناصر، أو من التاريخ مثل نابليون أو الإسكندر الأكبر، أو صور لقديسين وشهداء فى تاريخ الكنيسة، كانت هذه هوايتى الأولى وقد تعززت بقراءات متعددة لكل ما يقع تحت يدي. 
فى المرحلة الإعدادية اكتشفت ميلى للتمثيل المسرحي، وشاركت فى مسرح المدرسة فى مسرحية حضرها محافظ المنيا ومدير الأمن وكثير من القيادات المحلية، هذا النجاح دفعنى لتأسيس مسرح كنسى قدمت على خشبته مسرحيات متعددة، دينية وغير دينية. 
ثم جاءت مرحلة الشعر، ومعظمه كان شعر مناسبات، تقليديا، قبل أن يتحول - فى مرحلة تالية، إلى ما كان يسمى بالشعر الحر، ثم شعر التفعيلة، وأخيرا ما يعرف الآن بقصيدة النثر. 
طوال كل هذا كانت القراءة فى كل فنون الأدب والمعرفة هى قوتى اليومي، إن أضعتها أضعت مبرر وجودي.
■ ماذا كانت باكورة ابداعتك؟
- كتبت ثلاث روايات قبل أن أكتب أول قصة قصيرة، نشرت أعمالى متأخرة كثيرا عن زمن كتابتها؛ لأننى لم أكن مثابرا، ونشرت رواية زمن التراجعات بعد كتابتها بـ ١٦ سنة وهى نفس رواية زمن العبودية التى فازت بالجائزة الأولى لنادى القصة ١٩٨٣، ورواية دروب خفية بعد كتابتها بثلاثين سنة وهى نفس رواية بستان الملكة التى حصلت على جائزة نادى القصة عام ١٩٨٨، كما نشرت مجموعة الصعود فى النهار التى كنت قد انتهيت منها بعد ٢٨ سنة.


■ ما سر شهرة روايتك عصفور النار؟
- رواية عصفور النار كنت قد كتبتها وتقدمت بها لمسابقة نادى القصة، لأن البيئة الأدبية فى المنيا لم تكن ظهرت للوجود، وهى رواية لقريتى نزلة الفلاحين، وذكرت فيها القرية بالاسم، وكانت احتفاءً بالمكان الذى كان نافذتى على العالم، وقد جمعتنى قصة حب عنيفة نقلت أحداثها بصدق فى الرواية، لعلها كانت رواية تقليدية لكنها نالت استحسان المحيطين بى وتمتعت بعاطفة ولغة صافية نقية تفيض بالشاعرية.
بعد نشرها بعامين تصدر عنوانها أخبار الفن، كمسلسل تليفزيوني، لكن القصة كانت مختلفة، وكانت من تأليف الراحل أسامة أنور عكاشه، عبثا كنت أقول إن هذه ليست قصتى فقد سرت هذه الشائعة مسرى النار فى الهشيم ولم يكن لى حيلة فى دفعها.
■ وفيما اختلفت رواياتك التالية عن عصفور النار؟
- كتاباتى الروائية الأخرى لم تكرر نفسها كما يحدث لكثير من كتاب الرواية، كل رواية تجربة جديدة وسرد مختلف عما سبقه، تخضع روايتا سفر الموت، سفر اليقظة لتقنية تيار الوعي، ما يعنى أن الزمن الروائى ليس مطردا للأمام، بل هو زمن داخلى يلحقه التقديم والتأخير والتوقف والتشظي، كذلك الأحداث والرؤى التى تتنقل بين الواقع والحلم الهلاوس البصرية والعقلية… إلخ، ويصعب فى مثل هذا اللون من الكتابة ترجمته إلى دراما، لكنه ليس مستحيلا، خاصة وأن الروايتين المشار إليهما جزء من مشروع روائى كبير فى طريقه للاكتمال إذا كان فى العمر بقية. 
لا يخفى عليكم أن ترجمة الأعمال الأدبية إلى دراما يعتمد على ما يسمى التسويق، فالأدب شأنه شأن أى سلعة بحاجة للتسويق والإعلان والتربيط، كما أن استقرارى فى قريتى كان عاملا من عوامل قناعتى بالكتابة، والكتابة فقط، ففيها تتحقق كل احتياجاتى النفسية.
■ هل ترى أنه يمكن تلخيص الأعمال الرواية؟
- من الصعب طبعا تلخيص أى عمل روائي، ففى التلخيص إجحاف لحق الكاتب، ليست الرواية مجرد أحداث متراتبة يسعى الكاتب لعرضها، بل هى أكبر وأسمى من ذلك كثيرا، ونعرف أن فنون الرواية متعددة، وفى ظنى أن الرواية عالم متكامل من الصعب أن نضعه فى كبسولة لنتعرف عليه.


■ هل تتفق مع مسمى الأدب القبطي؟
- لا أميل لتسمية أسماء من نوعية أدب قبطى أو إسلامى أو أدب نسوى أو أدب الشباب إلى غير ذلك من مسميات، فالأدب إنسانى بطبعه، فهو إما أدب صادق يشبع حاجتنا الإنسانية، أو مجرد كتابات لا تمس روح الإنسان أو قضاياه الأساسية. 
طبعا يجب أن يعبر الأدب عن شخصية الفنان وبيئته وانتماءاته الدينية والمعرفية والاجتماعية، وبعض قصصى القصيرة تدور داخل الكنيسة، أو داخل الأسرة القبطية بهمومها وأفراحها وعاداتها وقيمها ولكن فى إطار مجتمعي، وقليلون من الكتاب الأقباط من عبروا عن بيئاتهم الحقيقية على هذا النحو، طبعا منهم إدوار الخراط، ومنهم الأخوان من ذوى الأصول الأرمنية عيسى عبيد وشحاتة عبيد، وكنت أنا واحدا ممن فعلوا هذا، ففى رواية سفر الموت، وهى رواية رجل يحتضر، فإنه يستحضر فى لحظاته الأخيرة كل ما يؤرقنا من الموت من خلال واجباته الدينية واعتقاده وشكوكه عبر ما تعلمه فى الكنيسة ووسط العائلة. 
هناك كتاب مسلمون حاولوا أن يتغلغلوا فى الحياة الداخلية لأسر قبطية أو رجال دين ورهبان، مع الأسف الشديد جاءت كتاباتهم أشبه بالهراء، تجعلك تهلك من الضحك على رؤاهم تلك، لن أذكر أسماء، لكن عناوين رواياتهم فيها الكفاية لكى تعرفهم. 
استثناء واحد أو اثنين جاءا لقامتين عظيمتين من كتابنا الكبار، يحيى حقى فى مجموعته قنديل أم هاشم، وطه حسين فى «المعذبون فى الأرض».
■ ماذا تكتب حاليا؟
- أكتب حاليا رواية طويلة بعنوان «رحلة يوم صاخب».
■ ماذا تتمنى من وزارة الثقافة أن تفعله؟
- أتمنى أن يعود مشروع مكتبة الأسرة كما كان، بنفس زخمه ودوره.
من الصعب طبعا تلخيص أى عمل روائي، ففى التلخيص إجحاف لحق الكاتب، ليست الرواية مجرد أحداث متراتبة يسعى الكاتب لعرضها، بل هى أكبر وأسمى من ذلك كثيرا