الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دماء على فراش الزوجية.. سائق يذبح زوجته بأمر الجن في 15 مايو.. وعلاقة جنسية وراء قتل "فاطمة" بالسيدة زينب.. خبراء: المخدرات والأزمات المالية أسباب تلك الجرائم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد الشارع المصري خلال الفترة الماضية، عددًا من جرائم القتل الوحشية، سقطت خلالها بعض الزوجات ضحايا على يد أزواجهم، في مشاهد مأساوية أحزنت القلوب وأدمعت العيون نظرًا لبشاعتها.



وخلال السطور القادمة ترصد «البوابة نيوز» أبشع قصص قتل الزوجات على يد الأزواج، من واقع سجلات ومحاضر الشرطة، ورأى خبراء نفسيون وأمنيون، أن انتشار تلك الجرائم يرجع إلى ظهور أنواع مستحدثة من المواد المخدرة، تغيب العقل وتجعل الإنسان عدائي تجاه أفراد أسرته، ووضعوا روشتة علاجية لتلك الظاهرة.
عامل يقتل زوجته "العرفية" بعد علاقتها الجنسية مع شابين بالسيدة زينب
في منطقة السيدة زينب لم تتوقع "فاطمة"، السيدة العشرينية، أن تنتهي حياتها على يد زوجها العرفي، بعدما أخبرته بإقامتها علاقة جنسية مع شابين بالمنطقة، مما دفعة للتعدي عليها بالضرب عن طريق استخدام قطعة خشبية « شومة»، نتج عنه تهشم جمجمتها وكسور بمختلف أنحاء الجسم، وبعد ضبط المتهم بعد نصف ساعة فقط من هروبه، اعترف بارتكاب الواقعة، وقال إنه ليلة أمس فؤجى بعودة زوجته في وقت متأخر من الليل وعندما سألها عن سبب تأخرها، أخبرته أنها كانت بصحبة شابين وأقامت معهما علاقة جنسية، فقام بالتعدي عليها بشومة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
"الجن أمرني بذبح مراتي" جريمة هزت 15 مايو
"أنا دبحت مراتي فوق".. بهذه الكلمات أعلن "محمد طارق"، جريمته لسكان المجاورة 14 في منطقة 15 مايو بالقاهرة، بعد دقائق من محاولتهم التدخل لإنقاذ نجل الأول البالغ من العمر 4 سنوات، بعد أن قام بإلقائه من الطابق الخامس بسبب خلاف نشب بينه وبين زوجته بعد رفضها منحه راتبها، ومروره بضائقة مالية كبرى، قرر خلالها ذبحها وطفلها بطريقة بشعة، وبعد القبض عليه من قبل رجال المباحث ادعى الجنون وأخبرهم أن الشقة يوجد بها "جن"، وهو الذي أمره أن يقتلهم إلا أن التحريات الأولية أثبتت سلامة قواه العقلية.
بركة دماء في منطقة الخليفة
في منطقة الإمام الشافعى في الخليفة، لم يصُن الزوج الجميل الذي قدمته إليه زوجته طوال 16 عاما خلال فترة زواجهما، بعد أن تحملت اعتدائه الدائم عليها بالضرب، خوفا منها على انهيار عش الزوجية، ليرد المعروف لها بقتلها بطريقة بشعة، بسبب خلافات على مصروفات المنزل.
قصة تاجر الخردة والزوجة الخائنة بالمطرية 
لم يحتمل تاجر الخردة صاحب الـ 33 عاما في منطقة المطرية بالقاهرة، خيانه زوجته له، بعدما أخبره نجله الصغير أنه سمع والدته تتحدث مع شخص غريب في الهاتف.
صمت الزوج المخدوع لحظات ووضع يده على رأسه بعد أن أصيب بحالة من الشلل في التفكير، حائرا بين نار الفضيحة وسندان الخيانة، حتى قرر أن يتخلص منها ليخفى سرها معها، فقام بالتعدي عليها باستخدام قطعة خشبية وحاول تضليل رجال المباحث إلا أن تحريات الرائد كريم البحيري رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، دلت على قيام الزوج بتنفيذ الجريمة لشكه في سلوك المجني عليها.

خبير أمني: تغير ثقافة المجتمع والتفكك الأسري السبب
وحول هذه الجرائم يقول الدكتور اللواء علاء الدين عبد المجيد، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن السبب وراء ارتكاب جرائم قتل السيدات بهذه الطريقة البشعة على يد أزواجهم داخل عدد من المحافظات يعود إلى ارتفاع نسبة الجهل وزيادة معدلات التفكك الأسرى وتعاطي المواد المخدرة، مشيرًا إلى أن جرائم العنف الأسري بدأ من التعدي بالضرب على المرأة وصولًا إلى ذبحها بـ" سكين المبطخ"، باتت تؤرق الشارع المصري حتى عصفت بأركان مئات المنازل والأسر.
وأوضح الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ " البوابة نيوز"، أن الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، نتج عنه قوع العديد من جرائم القتل، بدافع الانتقام للشرف من قبل بعض الأزواج، حال معرفته أن زوجته دخلت في علاقة غير شرعية من أحد الأشخاص عن طريق موقع التواصل الاجتماعي " فسيبوك"، مستطردا: " فتش عن العشيق في العديد من جرائم القتل ستجده حاضرا بشكل متكرر"، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل قصاري جهدها للحد من تلك الجرائم، من خلال القضاء البؤر الإجرامية وضبط تجار المخدرات، وحائزي الأسلحة النارية والبيضاء.

خبير علم الاجتماع: جزء من الحرب على المرأة
وفي ذات السياق، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن جرائم قتل السيدات على يد أزواجهم ليس أمرا جديدا فهو موجود في جميع دول العالم، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم تعد جزءًا من الحرب على المرأة، داخل مصر بداية من ختان الإناث وحرمان الفتيات من التعليم والتحرش وزواج القاصرات، والتعدي عليهم بالضرب في الشوارع والمنازل، مستطردا:" مبررات الجناة لا تنتهي فأغلب وقوع جرائم قتل الزوجات يكون خلال فترة إنهاء إجراءات الطلاق، وفي ذلك الوقت يشعر الرجل أنه فقد السيطرة وأن الزوجة تمردت على السلطة التي يتمتع بها، وأن العار سوف يلاحقة في حال زواجها من شخص آخر فيقوم بقتلها ".
وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز"، أنه يجب على الأهالي عدم إجبار الفتيات على الزواج بأشخاص رغمًا عنهم، ومساعدتهم على اختيار الشخص المناسب لها والمقارب لها في العمر، مشيرًا إلى أن 70 % من جرائم القتل بدافع الشرف تبني على شكوك وأمور لم تحدث في الحقيقة، جراء ترويج الشائعات عن بعض الزوجات مما يدفع الزوج للتخلص منها، كما أن السيدات في حالة تعدي زوجها عليها بالضرب بشكل مستمر يجب عليهن إنهاء تلك العلاقة قبل أن يصبحن ضحايا جدد في مسلسل قتل الزوجات على يد الأزواج، وعلى الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني عمل حملات توعية للمواطنين لمنع وقوع هذه الجرائم، كما يرجع أيضا لإدمان الأزواج للمواد المخدرة ومنها المستحدثة التي تسيطر على العقل وتجعل الشخص عدائي تجاه أفراد أسرته.
عقوبات 
أما عن العقوبة فيقول المحامى والخبير القانوني، أيمن محفوظ، إن الزوج حال قيامه بارتكاب جريمة قتل نتيجه سبق إصرار وترصد فإن العقوبة تكون الإعدام، ولكن إذا كانت دون سبق إصرار أو ترصد فإن العقوبة تندرج من الأشغال الشاقة المؤقتة إلى المؤبد، ولكن إذا كانت نية القتل غير متوفرة، وكان القصد هو الضرب ولكن قتلت الضحية نتيجة الضرب فتكون جريمة القتل العمد تختلف عن جريمة الضرب المفضى إلى الموت، لأنه في تلك الحالة لا يقصد الجانى بإزهاق روح المجني عليه، ولكن إذا أدى هذا الاعتداء إلى الموت وفى هذه الحالة يعاقب الجانى بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنوات والعبرة بحقيقة الواقعة والمحكمة لها كل السلطة التقديرية في استخلاص حقيقة الواقعة وفق ظروفها في توقيع العقوبة الملائمة لكل واقعة على حدة حسب ظروفها.