الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

واقعة "تجميد البويضات" تثير الجدل.. خبيرة اجتماعية: العنوسة وتأخر سن الزواج وارتفاع نسب الطلاق غيرت مفاهيم مجتمعية كثيرة.. واستشاري نساء وتوليد يشرح تفاصيل عملية استخراج البويضات ونظام حمايتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطورة غريبة عن أعراف وتقاليد المجتمع المصري، أثارت فتاة مصرية تدعى "ريم مهنا"، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانها قيامها بعملية "تجميد البويضات"، وأصبحت "ريم" الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنها قامت بنشر فيديو على حسابها الشخصي على "فيسبوك"، لشرح تفاصيل العملية الجراحية التي أجرتها.

وقالت ريم مختار في هذا الفيديو: "الطبيب اندهش وقالي عمري ما سمعت إن في واحدة في مصر طلبت هذا الطلب، وعن تفاصيل العملية هو فتح منطقة البطن 3 أو 4 فتحات صغيرة، سحب البويضات ووضعها داخل ثلاجة لحفظها وتجميدها"، مؤكدة أن العملية لم تستغرق سوى ساعة واحدة، وأن البويضات يمكن حفظها 20 أو 30 عاما، موضحة أنها صاحبة القرار، حيث أن هذه العملية يتم فيها الحقن وتساعد على تنشيط إفراز البويضات خلال ساعة من الزمن عن طريق ثلاث فتحات بالبطن بحجم صغير جدا لا يوجد لهم أي أثر بعد العملية، ويتم من خلالها سحب البويضات، ووضعها في ثلاجة لتتم عملية التجميد". 
وأوضحت أنها قامت بإجراء العملية، لاقتناعها برغبتها في الزواج بعد سن الثلاثين بسبب تحقيق أحلامها في رسم خريطة حياتها في العمل، وحتى ظهور الشخص المناسب الذى ينال حبها.

وعن مدى غرابة الواقعة داخل مجتمعنا المصري، ترى الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن المجتمعات تتغير بمرور الوقت، فأصبحت الفتيات لا تتزوج في سن صغير إلا نسب قليلة، حيث أن متوسط الأعمار أصبح مرتفع بصفة عامة، مشيرة إلى أن الحياة نفسها تغيرت، فلم يصبح الاعتماد مقصور على الرجل فقط، بل أصبحت مشاركة ما بين الرجل والمرأة لإعالة الأسرة، حيث تتواجد المرأة في العمل للمساعدة في الأمور الحياتية والمعيشية.
وتابعت رضوان، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الحياة اختلفت كثيرًا، فلم يعد الرجل هو من يقوم بتلبية احتياجات المنزل فقط، بل أصبحت تُشاركه المرأة في هذا الأمر من خلال عملها، لافتة إلى أن نسب الطلاق خلال الفترة الأخيرة ارتفعت بشكل كبير، فضلًا عن أزمة العنوسة أيضًا وتأخر بعض الفتيات في الزواج، ولكن تغيرت النظرة المجتمعية حول هذا الأمر قليلًا، حيث تفتح المجتمع على أهمية عمل المرأة والمشاركة في الحياة العملية والعلمية والسياسية والاقتصادية، وليست كأم أو زوجة فقط في المنازل، خاصةً في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأضافت، أن هذه التطورات ساهمت في تغيير الكثير من المفاهيم المجتمعية والحياتية والعلمية المختلفة، قائلة: "ظهر اختراع الموبيل وبعده مواقع التواصل الاجتماعي ومكالمات الفيديو بين الناس من داخل وخارج مصر والصور السيلفي وغيرها من التطورات الحديثة"، والتي كانت غريبة على المجتمع في البداية، فهناك إعجاز علمي وطبي خلال السنوات الماضية بشكل كبير جدًا. 

وعن تأثير هذه العملية صحيًا، يقول الدكتور عمرو عباسي، استشاري النساء والتوليد، إن هذه العمليات يتم إجراؤها لمصابي السرطان من السيدات قبل تلقي العلاج الكيماوي، وهذه العمليات يتم إجرائها منذ نحو 3 سنوات، موضحًا أن الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج، ويشعرن بالخوف من نسبة الخصوبة لديهن يتم في البداية عمل تحليل " A&H"، لقياس مخزون الإرادة الخاصة بالفتاة وعمل "سونار" على منطقة البطن لرؤية المبيضين، لتوضيح الخصوية وسلامة الرحم، ومدى جاهزيتها لإجراء عملية "تجميد أو تخزين البويضات".
واستكمل عباسي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الفتاة قبل إجراء العملية تحصل على محفز للإباضة من خلال حقن يتم أخذها من فترة نحو من 10 أيام إلى أسبوعين، وعندما تصل البويضات للحجم المناسب يتم إجراء العملية في إحدى مراكز الحقن المجهري، لافتًا إلى أن الفتاة يتم تخديرها كليًا ويتم سحب البويضات عن طريق البطن، ويقوم طبيب المعمل بتجميدها، مؤكدًا أنه يتم حماية البويضات الخاصة بكل فتاة من خلال نظام يشمل أن تكون كل عينة لها لون وخريطة عمل وكود معين، والتي من الصعب جدًا اختراقها.
وأشار إلى أنه في حالة زواج الفتاة بعد إجرائها للعملية، فمن الممكن أن "تحمل" بشكل طبيعي من خلال البويضات الخاصة بها الموجودة لديها، أو من خلال البويضات التي تم سحبها في معمل الحقن المجهري، من خلال التلقيح بوجود الزوج لتكوين الأجنة، ووضعها في الرحم، مضيفًا أن الحالات غير المستحبة لإجراء هذه العملية هي التي تعاني من مشكلات صحية، وعدم وجود مخزون تبويض لدى الفتاة، كما أن مخاطر إجراء العملية مثلها مثل إجراء أي عملية أخرى مثل أعراض ومخاطر التخدير وغيرها.