السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

هل دقت طبول الحرب بين لبنان وإسرائيل؟

الحرب بين لبنان وإسرائيل
الحرب بين لبنان وإسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية هذه الأيام حالة من التوتر الشديد، ووضع جيش الاحتلال قواته على أهبة الاستعداد القصوى على طول الحدود وفِى مرتفعات الجولان السوري، تحسبا لهجوم محتمل من جماعة حزب الله ردا على نشاط الطائرات المسيرة الإسرائيلية في لبنان الأيام الأخيرة، حيث سقطت اثنتان بالضاحية الجنوبية لبيروت وقصفت ثالثة قاعدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن جيش الاحتلال أصدر تعليمات لقواته بالامتناع عن التنقل في الشوارع المحاذية للحدود مع لبنان دون إذن مسبق، وتغيير نمط الدوريات العسكرية الاعتيادية لكى لا تتحول هذه القوات إلى هدف سهل للقنص أو القصف.

وأغلق الجيش الإسرائيلى أجزاء من شوارع عدة قريبة من الحدود، كما أعاد انتشاره في مواقع حساسة على الحدود وسحب جنوده من نقاط مراقبة مكشوفة وحواجز أبرزها الحاجز الدائم على مدخل قرية الغجر عند مثلث الحدود اللبنانية السورية الإسرائيلية.
وعزز جيش الاحتلال من وسائله الدفاعية ونصب منظومة القبة الحديدة في مناطق بالجليل الأعلى والجولان تحسبًا لأى هجوم صاروخي، كما كثف من نشاط الطائرات الاستطلاعية لجمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة الحدود.
وتدعى غالبية التحليلات الإسرائيلية أنه لا يوجد ضمانات كافية تمنع فقدان السيطرة على تطورات الأوضاع، والتدهور نحو الحرب حتى لو كان رد حزب الله مدروسا ومحسوبا. وتنطوى كل التحليلات على التهويل من رد إسرائيلى عنيف يجعل لبنان كلها تدفع الثمن، حال وقوع إصابات إسرائيلية.
يشار في هذا السياق، إلى أنه بعد يوم واحد من فرض الجيش الإسرائيلى قيودا على حركة المركبات على مقربة من الحدود مع لبنان، تم إغلاق المجال الجوى من مسافة ٦ كيلومترات من الحدود مع لبنان. كما طلب من طائرات رش المبيدات في المنطقة الحصول على تصريح قبل الإقلاع.

في المقابل، يقول حزب الله إن الرد سيكون مدروسا، وإن «الضربة ستكون مفاجئة»، وإن الأجواء ليست أجواء حرب، وإنما رد على اعتداء. ونقلت مصادر، وصفت بأنها مقربة من قيادة حزب الله، تقديرات بأن الرد قد يتركز في شل قدرة إسرائيل على الاستطلاع بواسطة الطائرات المسيرة.
وقالت صحيفة «هآرتس»، إن الهجوم على الضاحية، استهدف مركبا مركزيا في مشروع الصواريخ الخاص بحزب الله، وبالنتيجة تضرر ماكنة تزن نحو ٨ أطنان الضرورية لإنتاج مواد تحسن أداء محركات الصواريخ، وبالتالى رفع مستوى دقتها. وبحسبه، فإن هذه الماكنة استهدفت قبل وقت قصير من تنفيذ قرار حزب الله نقلها إلى مكان حصين من الضربات الخارجية.
وأوضحت أن رد حزب الله قد يشتمل على إطلاق نار باتجاه قوات الجيش الإسرائيلى على الحدود اللبنانية أو السورية، وربما إطلاق صواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي.
وأضافت أنه من الصعب معرفة ما إذا كان بإمكانه السيطرة على النتائج بشكل تام. كما لم يستبعد إمكانية أن يبادر «فيلق القدس» التابع لحرس الثورة الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، إلى الرد أيضا.
إلى ذلك، أشارت إلى أن إسرائيل استهدفت في السنوات الأخيرة، بمئات الغارات الجوية، قوافل أسلحة بعثت بها إيران إلى حزب الله عن طريق سوريا. وتضررت بالنتيجة إرساليات صواريخ دقيقة، وأجهزة لرفع مستوى الدقة التى كان يفترض أن يتم تركيبها على الصواريخ الموجودة بحوزة حزب الله.
وتابعت أن الوسائل القتالية المنقولة كان بضمنها وسائل ثقيلة وبارزة، يرجح أن حزب الله اعتقد أن إسرائيل سوف تتمكن من معاينتها بسهوله، ولذلك سعى إلى طريق بديلة.
من جهتها اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن من هاجم بيروت قد نجح في مهمته، وأن المهمة كانت «عرقلة الإنتاج الصناعى لمشروع رفع دقة الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله في لبنان».
وتابعت أن ذلك لا يعنى عدم وجود كمية صغيرة من الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، والتى يصل قطر دائرة التدمير التى يوقعها إلى نحو ١٠٠ متر، وفقما أكد ذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق، غادى آيزنكوت.
وأضافت أن الهجوم، في هذه المرحلة على الأقل، يعنى وقف خطة حزب الله إقامة خط إنتاج لهذه الصواريخ الدقيقة بدلا من نقلها من إيران عن طريق سوريا، والمغامرة بتعريضها للهجمات الإسرائيلية. كما اعتبر أن «من نفذ الهجوم حقق إنجازا مثيرا، وتمكن من عرقلة الطموحات الإيرانية في لبنان».
وأشارت إلى أن وجود صواريخ دقيقة لدى حزب الله لا يعنى أن لديه القدرة على توجيه الصواريخ بدقة، حيث إن ذلك يتطلب معلومات استخبارية واتصالات وبنى تحتية وتفعيل منظومة تحكم ورقابة وغيرها.
وكتب أن حزب الله يحاول الدفع بمشروعين في الوقت نفسه، الأول إقامة خط إنتاج صواريخ دقيقة على أراضى لبنان، والثانى تطوير دقة الصواريخ الموجودة بحوزته، والتى يقدر عددها بنحو ١٥٠ ألفا.
ونقلت عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل لا تنوى احتواء الوضع في حال وقوع إصابات، وأن الجيش سيرد بقوة على ذلك، كما حذروا من أن لبنان كله سيدفع الثمن.
وأشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلية تفيد أن حزب الله يحاول توخى «الدقة» في الرد، ولكن «الاعتقاد بإمكانية تحقيق ذلك والسيطرة على الأحداث مضلل، وقد يؤدى إلى التصعيد، خاصة وأن الجيش الإسرائيلى عامة، وقيادة الشمال وشعبة الاستخبارات وسلاح الجو، بوجه خاص، على أهبة الاستعداد لأى سيناريو قد يحصل.

بدورها قالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، إنه لا شك أن نصر الله غير معنى بمواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل، بادعاء أن «حزب الله يواجه أزمة اقتصادية في أعقاب تقليص المساعدات الإيرانية»، ولكنه في المقابل، سيجد صعوبة في التغاضى عن الضربات التى تلقاها».
وتابع أن هناك ثلاثة أسباب تدفع حزب الله إلى الرد، أولها «الاستهداف الدقيق لماكنة رفع دقة الصواريخ»؛ وثانيها حقيقة دخول الطائرات المسيرة التى أثارت ضجيجا وشوهدت ولم يكن بالإمكان إخفاؤها؛ وثالثها استهداف حزب الله بهجومين من قبل إسرائيل خلال يوم واحد في سوريا وفى لبنان.
ويضيف أن حزب الله يدرس «ردًا محسوبًا ومتزنًا»، ولكن لا يوجد أى ضمان بألا تخرج الأمور عن السيطرة وتتجه نحو التصعيد.
في المقابل، زعم موقع «ديبكا» الاستخباراتى العبري، أن إسرائيل رفضت رفضا قاطعا اقتراحا مقدما من «حزب الله»، يقضى بالرد بشكل محدود لإغلاق ملف سقوط الطائرتين الإسرائيليتين المسيرتين، اللتان سقطتا في الضاحية الجنوبية من بيروت قبل عدة أيام.
وادعى الموقع العبرى أن عرض حزب الله جاء عبر وسطاء سريين أو قنوات سرية، بهدف إغلاق صفحة هاتين الطائرتين المسيرتين اللتان سقطتا في الضاحية، وكذلك الغارة التى شنتها الطائرات الإسرائيلية على مدينة عقربا السورية.
ورأى الموقع الإلكترونى نقلا عن مصادر أدعى أنها مصادر عسكرية واستخباراتية أن إسرائيل ردت على عرض «حزب الله»، الخاص بتفادى عمل عسكرى كبير، بأن تل أبيب سترد على أى هجوم يشنه «حزب الله»، بغض النظر عن الهدف الذى يطاله، سواء أكان محدودًا أم لا، أو كونه هدفًا عسكريًا أو مدنيًا. 
وأضاف الموقع الإلكترونى العبرى بأن سلاح الجو الإسرائيلى يتواجد على مدى الساعة في المجال الجوى اللبناني، لدرء أى هجوم من «حزب الله»، وهو ما يعنى أن رد الفعل الإسرائيلى سيكون قويًا في حال إقدام الحزب اللبنانى على أى عمل داخل إسرائيل.
وحذر الموقع العبرى «حزب الله» من أن سلاح الجو الإسرائيلى سيستهدف لبنان، دون تحديد وجهة الأهداف اللبنانية، متوقعا أن «حزب الله» سيقوم بالرد على الغارة الإسرائيلية قبيل إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلى رقم ٢٢، المقررة في السابع عشر من الشهر المقبل، بهدف إرباك حسابات المنافسين.
يأتى ذلك، بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين قولهما إن «حزب الله» يخطط لتنفيذ «ضربة محسوبة» ضد إسرائيل، لن تؤدى إلى اندلاع حرب في المنطقة لا يريدها أى من الحزب وإسرائيل»، وأضاف المصدران أن «التوجه الآن إلى ضربة محسوبة، أما الطريقة التى ستتطور بها الأحداث، فهذه مسألة أخرى».