الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الدكتور محمود صلاح مدير فرقة رضا: سأعتمد على الشباب وأسعى لإيجاد بدائل للراقصين الأوائل وتطبيق البصمة الإلكترونية.. الواقع يحرمنا من استخدام رقصات محمود رضا كلها.. وإنشاء مدرسة هو الحل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى أربع حلقات سابقة تناولنا الأوضاع التى وصلت لها فرقة رضا التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، فى إطار الاحتفال بستينية الفرقة التى تتربع على وجدان الفن الشعبى فى مصر والعالم العربي.
كشفنا خلال هذه الحلقات الواقع الحالى للفرقة بعد مرور 60 عاما من تأسيس الفنان العالمى محمود رضا لها، وكيف وصلت إلى مستواها الحالى الذى تحفظ عليه عدد كبير من خبراء الفن الشعبي.
وفى هذه الحلقة أجرينا مواجهة شاملة مع الدكتور محمود صلاح مدير فرقة رضا؛ الذى تولى منصبه منذ عدة أشهر قليلة، وجاءت إجاباته قوية جريئة تحمل رؤية مبشرة، ولم يكابر أو يناور أو يحاول الهرب من واقع الفرقة، وإنما عبر عن وجهة نظره المستقلة، مؤكدا أن تطوير الفرقة وإعادتها لسابق عهدها أمر ممكن إذا توافرت الإمكانيات، ولذا يمكن إذا تم الوقوف خلف أفكاره أن تكون بمثابة دفعة حقيقية تعالج آثار الأعوام الماضية التى كادت أن تؤدى بالفرقة إلى غياهب التاريخ.


■ كيف وجدت فرقة رضا؟
- فرقة رضا من أعرق الفرق التى تحمل على عاتقها التراث المصرى الأصيل، والذى أنشأها الفنان القدير محمود رضا، وشقيقه على رضا، على أنغام الموسيقار على إسماعيل، ولذا فهى تعد من الفرق الكبرى والعالمية، وإدارتى لها شرف عظيم، ومن أهم مميزات الفرقة أنها مبهرة على المستوى الفنى أثناء تقديم عروضها على المسرح، وهذا ما شعرت به أثناء مشاهدتها فور أن توليت إدارتها، ولكننى لم أنقل هذا الشعور لأعضاء الفرقة وإنما طالبتهم ببذل مزيد من الجهد حتى نرتقى بها بشكل أفضل مما وجدته، وهذا الإبهار يأتى بسبب الفكرة التى أسس عليها «رضا» الفرقة، والتى تمزج بين الفن الشعبى والباليه، فامتزجت العناصر الحركية الكلاسيكية مع العناصر الحركية الشعبية ونتج عنها هذا الفن الشعبى الأصيل، المختلف من حيث الأداء، والمجهود، والفنيات، والأسلوب، ولذا يتميز أسلوب الفرقة فى الرقص عن باقى الفرق الأخرى.
■ ماذا عن الجانب الإدارى للفرقة؟
- على الجانب الإدارى والتنظيمى للفرقة، وجدت أن الفرقة لديها هيكل ثابت، فلها ٢ مشرفين فنيين، ٦ مدربين مناصفة بين الرجال والسيدات، إلى جانب ١٠ راقصات من فتيات، ١٥ راقص من الشباب، وهذا ما جعلنى أشعر بالذهول بهذا العدد القليل، اعتقدت أنها أكثر من ذلك، فلا تعتمد الفرقة على راقصين فقط، بل لديها أيضا أوركسترا، وكورال، ومايسترو، وموظفون وإداريون أعتقد أنه كيان كبير لهذه الفرقة، ولكن توقعت أن يكون عدد الراقصين أكبر من ذلك.
■ هل يليق بفرقة رضا أن يصل عدد راقصيها الرجال إلى ١٥ فقط؟
- بالطبع لا، وقد فوجئت بهذا العدد الضعيف، فور أن توليت إدارة الفرقة، وهذه من بين المشاكل التى واجهتني، وكنت أتوقع أن أجد عددا أكبر من الراقصين، وهذه المشكلة واجهت بها رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية الحالي، وتم الاستعانة براقصين جدد تحت مسمى «راقصين على قوة عرض» يتم التعاقد معهم لمدة ١٥ ليلة عرض بمقابل مادي، وهذا الأمر بمثابة «مسكن»، لأن هؤلاء الراقصين ليسوا من أبناء الفرقة ولا يستوعبون فلسفتها، لذلك اقترحت فكرة «المدرسة» لفرقة رضا على رئيس البيت ولاقت بالترحاب، حتى تصبح نواة للفرقة مستقبلا، ووجدته يفكر فى الأمر من قبلي.


■ هل الأوضاع المالية لأعضاء الفرقة تؤدى لتحسين الصورة الجيدة لها؟
- الأوضاع المالية للفرقة مماثلة لباقى فرق الفنون الشعبية، وهى بالفعل ضعيفة، ولكنه يعتمدون بشكل كبير على السفريات، وروح الفرقة تتمثل فى المشاركة بالمحافل خارج مصر، وهذا ما يعطى دفعة قوية لهم، والمشكلة أن المهرجانات بدأت تطلب أعدادا قليلة من الفرقة.
■ هناك تمييز بين أعضاء الفرقة التى تمثل مصر فى الخارج كيف يمكن تلافيها فى المستقبل؟
- بالفعل هذا موجود ولاحظته من خلال متابعتى العادية لها، ولم أكن مسئولا إلا عن ثلاث سفريات منذ إدارتى للفرقة فى الصين، ألبانيا، صربيا، وفى سفرية الصين كانت تتكون من مدربين وخبراء، منها مدربة الرقص مها توفيق، ومدرب الرقص أحمد فاروق، ومسئول الموسيقى وليد طموم، أما فى سفرية ألبانيا، وصربيا فتكرر فيها المشاركون بالفعل وهم ٤ سوليست ٢ من الشباب، ٢ من الفتيات، ويمكن تدارك الأمر وخلق روح المساواة بين الراقصين، إذا استطعنا إيجاد البديل المناسب لسوليست الفرقة مستقبلا، ومن الطبيعى أن يكون هناك بدائل للراقصين الأوائل وهذا من البديهيات فى الفرق الكبيرة كلها، حتى من باب خلق روح المنافسة بين الراقصين.
تطوير
■ ما خطتك لتطوير الفرقة خلال الفترة المقبلة؟
- تعتمد خطتى فى التطوير أولا على الشباب، لأنهم مستقبل الفرقة، وقد بدأت أعتمد عليهم منذ الحفلات التى قدمناها باختيار محافظة مرسى مطروح عاصمة للثقافة المصرية، وحاولت أن أدفع بالشباب بمواقع المسئولية لاكتساب الخبرات من الراقصين الأساسيين، وإذا كان اليوم سفير الفرقة بمطروح فسيكون سفيرنا فى الخارج، وبصفتى باحثا أكاديميا فالمدرسة هى التى ستساهم فى خلق جيل جديد يحمل راية الفرقة مستقبلا، إضافة إلى زيادة عدد الفرقة ليصل إلى ٥٠ راقصا وراقصة، حتى تستطيع الفرقة السفر للخارج بكامل طاقاتها، وأتمنى من العلاقات الثقافية الخارجية، أن تنظر لهذه السفريات والمهرجانات فى زيادة عدد الراقصين الذين يمثلون بمصر بالخارج.


■ فرقة رضا لم تلق الاهتمام من قبل الوزارة على عكس فرقة باليه القاهرة كيف ترى ذلك؟
- أتمنى من الدولة الاهتمام بالفرقة عبر الدعم المادى والمعنوى للفرقة والاهتمام بها، لتكون الممثل الرسمى للفن الشعبى بشكل حقيقي، ووجدت فى بعض المناسبات الرسمية الدولية بعض المجهولين يقدمون رقصة العصايا دون أن نعلم، وأتمنى أن تكون هناك عروض ثابتة للفرقة بدار الأوبرا المصرية، ولا بد من التنسيق مع مجلة حورس التى يتم توزيعها بمصر للطيران بهدف اطلاع السياح الأجانب على مثل هذه الفرق باعتبارها معلما من معالم مصر، ووضع الفرقة على خريطة السياحة.
■ هل يعد «كشف الـ٤٠» وسيلة وضعتها الفرقة للتهرب من الانتظام فى العمل؟
- البيت الفنى للفنون الشعبية بأكمله لديه هذا الكشف وليس الفرقة فقط، وهناك فرق مثل «تحت ١٨»، «الآلات الشعبية»، و«الفرقة القومية» بها نفس الكشف، وقد وجدته منذ توليت إدارة الفرقة، وقد تم وضع هذا النظام من باب رد الجميل لمن أصيب خلال عمله أو تجاوز سنه ٤٠ عاما ولم يعد قادر على الرقص، ولكننى حريص على التزامهم بالتوقيع والحضور، كما أننى حريص على ألا يكون بابا خلفيا للهرب من الالتزام فى العمل بالفرقة، وبالفعل استعدت راقصا وراقصة من الكشف وطالبا بالمشاركة فى عروض الفرقة وهذا مكسب حقيقى للفرقة أسعى إلى تحقيق المزيد منه.
■ هل يمكن استبدال كشف التوقيع الحضور والانصراف للفرق ببصمة إلكترونية؟
- أتمنى ذلك، لأن معظم المؤسسات الحكومية تستخدم البصمة الإلكترونية وتعميمها على الفنون الشعبية أجمع.

■ متى نشاهد رقصات فنية جديدة لفرقة رضا؟
- دعنا أن نتفق على أن فرقة رضا هى فرقة تراثية تقدم مجموعة من الرقصات الكلاسيكية، من تأليف الفنان القدير محمود رضا، وموسيقى على إسماعيل، ولا نستطيع تغييرها وإنما تطوير بعضها ولكن فى أشياء فنية بسيطة بها، وقد صعقت عندما علمت أننا لا نملك أداء جميع أعمال محمود رضا، لأن هناك حقوق ملكية فكرية للفرقة، ولدينا تعاقد شبه سنوى على عدد من الرقصات لاستخدامها، لأنها تمثل هوية الفرقة، ومن الصعب أن يتم تنفيذ رقصات جديدة فى الوقت الحالي، ولدينا ١٥ رقصة يتم التبديل بينها، وأتمنى التواصل مع الفنان محمود رضا «فنان الشعب»، والتعاقد مع الفرقة للرقصات بعقد واحد وليس عدة عقود حتى تتاح الفرصة لنا فى أداء جميع رقصاته.
■ ماذا عن فنون الأقاليم الشعبية المختلفة مثل النوبة وسيوة وغيرها؟
- فى فترة سابقة للفرقة، قدمت الفرقة رقصات استعراضية جديدة مختلفة ليست من تصميم محمود رضا، فقام برفع دعوى قضائية ضد الفرقة، إما برفع اسمه من على الفرقة وتسميتها باسم آخر، أو الالتزام بتقديم رقصاته فقط باعتباره الوحيد الذى يملك الفلسفة فى عمل الفرقة، وحكمت المحكمة له بذلك، لأن الفرقة تنتمى له، فنحن نمثل أسلوب وتصميمات رقصات محمود رضا، ومن الصعب إدراج رقصات جديدة للفرقة.
■ هل هناك نظام غذائى لفرقة رضا؟
- للأسف لا يوجد نظام غذائى للفرقة، وهناك بعض التوجيهات من قبل المدربين للراقصين على اختلاف بعض الأوزان بالزيادة، ومن المفترض من واقع خطتى المستقبلة أن يكون هناك مسئول عن النظام الغذائى للراقصين كل على حدة، وقياس الوزن بشكل دورى شهريا، وفى حالة زيادة الوزن يوجه له التنبيه بالجزاء، وهذا النظام موجود فى معهد الباليه، ومن المفترض أيضا استحداث مكان داخل البيت الفنى للفنون الشعبية للنظام الصحى الموحد للفرق، وهذا مطلب مهم جدا، متمنيا وجود طبيب علاج طبيعى معالج للفرقة، ونفسى أيضا، كما هو متواجد فى الفرق العالمية متمنيا ذلك، فضلا عن وجود «جيمانيزيوم»، لتخسيس اللاعبين إذا زادت أوزانهم، وزيادة صالات الفرقة وإمكانياتها حتى يتمكن الراقصون من تغيير ملابسهم بشكل آدمى وممارسة دورهم فى حالة نفسية جيدة.


■ هل ستحتفل الفرقة بيوبيلها الماسى قريبا؟
- أتمنى أن أكون سببا فى تحقيق هذا الاحتفال، ولكن ليس بمفردى وإنما من خلال الدعم من قبل مؤسسات الدولة المتمثلة فى وزارة الثقافة، والتعاون فى تطوير الفرقة وعودتها إلى الأسس القديمة المتعارف عليها، مؤكدا أن الفرقة منذ بداية نشأتها شهدت تطورا ملحوظا وفى أزهى فترات نهضتها، وبدأت الدولة فى توجهها إلى الأكاديميين لإدارة الفرقة، لأن الأكاديمية تبنى وتزرع بداخلنا أسسا وأفكارا معينة نسعى لتنفيذها حتى ترتقى الفرقة إلى عصرها الذهبى.
■ إذا توافرت الإمكانيات للفرقة هل تصبح فى مكانة أفضل؟
- بالفعل؛ وذلك يحدث فى ظل تعاون المسئولين وتوفير المناخ الملائم أعتقد ستصبح فى مكانة أفضل بكثير، وعندما توليت إدارة الفرقة واجهتنى العديد من المشاكل كان أبرزها الأسس الراسخة القديمة، الأفكار السابقة، ومشاكل البيروقراطية وغيرها، وأغلب المتواجدين بالفرقة فى ذلك الوقت لم يؤيدوا تواجدى بها، ولكن تغيرت الصورة فى الوقت الحالي.
■ هل تواجه صعوبات فى إدارة الفرقة؟
- يعتقد البعض أن خريجى معهد الباليه لا يفقه شيئا عن الفنون الشعبية، وهذا مفهوم خاطئ لأن خريجى معهد الباليه يدرس مادة الرقص الشعبى المصري، وأيضا العالمى مثل الرقص الروسي، والإيطالي، والمجري، وغيرها، وصممت العديد من الرقصات مثل النوبي، والحجالة، والصعيدي، وغيرها، فقد واجهتنى العديد من الصعوبات لإدارة الفرقة ولكن تعاملت معها بشكل ملائم وجيد يسعى لتطوير الفرقة، وتحسين شأنها بهدف الوصول إلى مجدها المتعارف عليه الذى تركه الفنان القدير محمود رضا