السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في دراسة تنفرد بها «البوابة نيوز» إستراتيجية «داعش» و«الإخوان» لنشر الفكر المتطرف عبر «السوشيال ميديا».. الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للهروب من مواجهة المؤسسات الأمنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة حديثة للمؤشر العالمى للفتوى التابع لدار الإفتاء، عن تطابق بين إسترايجية تنظيمى جماعة الإخوان وداعش الإرهابيين في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصرهما، وذلك هربًا من الملاحقات الأمنية والمواجهة الشرسة التى حققتها المؤسسات الأمنية لدى معظم الدول.


وأشارت إلى أن تنظيم الإخوان ينتهج نفس أفكار التنظيمات الإرهابية، ونتيجة لما يقابله اليوم من قبل المجتمعات المسلمة ومواجهات المؤسسات الأمنية لتلك الدول، وسعى لأن يكون اعتماده الأكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، بنسبة فاقت ٨٠٪ من جملة اعتماده على الوسائل الإعلامية، محذرة من خطورة الفتاوى التى يطلقها التنظيم في أوروبا نتيجة غياب العلم الشرعى المتعمق، والافتقار إلى المرجعيات الدينية المعتدلة.
وقال طارق أبوهشيمة، مدير المؤشر ورئيس وحدة الدراسات الإسترايجية بالدار، إن فتاوى تنظيم الإخوان الإرهابى لا تقل خطورتها عن خطورة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمى «القاعدة»، و«داعش»، بل وتعتبر أخطر بسبب تغلغل أتباع ومنظرى التنظيم في بعض المجتمعات، بل هناك حكومات كاملة تمثل هذا التنظيم الإرهابى وتتولى رعايته ودعمه، وهناك مؤسسات إفتائية كاملة تنتهج الفكر «الإخوانى» في بعض الدول العربية.
وأكد «أبوهشيمة» أن المؤشر كشف في تقريره النصف سنوى لعام ٢٠١٩ والذى صدر قبل شهر أن ٥٥٪ من فتاوى الإخوان اتسمت بالتحريض على العنف وإثارة الاضطرابات في المجتمعات والإضرار باستقرار الدول والحكومات العربية والغربية؛ وهو الأمر الذى لا يعتبر جديدًا على التنظيم فمنذ ما يسمى «ثورات الربيع العربى» وهذا هو نهجه في تدمير الدول، فلا يخفى على أحد فتاوى «القرضاوى» التى تحرض على القتال والعنف بين أبناء الدولة الواحدة وسفك الدماء، وكان أبرزها فتواه التى «أباحت هدر دم الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى»، و«إباحة العمليات الانتحارية في سوريا». وفتوى الإخوانى وجدى غنيم بـ«تحريم التصويت والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية لعام ٢٠١٤»، رغم حشده لانتخابات ٢٠١٢ التى شارك فيها الإخوان.
بينما جاءت ٤٥٪ من فتاوى التنظيم استقطابية، والتى يقصد بها الفتاوى البعيدة عن العنف والمتعلقة بالقضايا الاجتماعية والعبادات والشئون والعادات، بحيث تكون سهلة الفهم للمتلقى وتهدف لاستقطابه وتهيئته لتلقى فكر التنظيم المتطرف.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك: فتاوى «العبادات» التى أصدرها عدد من الشخصيات المنتمية للتنظيم، ومنها فتاوى «القرضاوى» وفتاوى «عصام تليمة»، التى هدفت إلى التقرب من المسلمين سواء في الدول العربية أو الغربية؛ حتى يتمكن التنظيم من تكوين قاعدة شعبية تجعله قادرًا على بث أفكاره وأيديولوجياته المتطرفة في ثنايا هذه الفتاوى.
هذا إلى جانب استغلال عدد من القضايا الإنسانية كاستغلال «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» للقضية الفلسطينية لكسب الأتباع وتعاطف المسلمين مع أفكار الاتحاد والتنظيم الإرهابى ككل.
وأشار إلى أن المؤشر كشف عن أن موضوعات التنظيم الإرهابى جاءت شاملة وعامة للقضايا الدينية والاجتماعية والسياسية، حيث إن ٩٥٪ منها ترى أن كل تصور للوطن بعيدًا عن فكر الجماعة هو تصور جاهلى لا يعرفه الإسلام حتى يصل التنظيم لهدفه النهائى بهدم المجتمعات بصورة كاملة، وهو الهدف الذى يتفق فيه مع تنظيم «داعش» الإرهابى؛ فهدم المجتمعات هو ما يمكن هذه التنظيمات الإرهابية من السيطرة على الحكم وبسط سلطتها.
ومن أبرزها فتاوى «الصادق الغريانى» المحرضة على الحرب الأهلية في ليبيا، وفتاوى التونسى «البشير بن حسن» المحرضة على العنف.
وحذر مدير مؤشر الفتوى بدار الإفتاء من الخطر الأكبر لتنظيم «الإخوان» الإرهابى الذى يكمن في توسُّعه وانتشاره في المجتمعات الأوروبية؛ حيث تجاوزت نسبة فتاوى التنظيم الإرهابى ٤٥٪ من إجمالى الفتاوى المتداولة بأوروبا، وتسيطر عليه المؤسسات التابعة للتنظيم الإرهابى والممولة من قبل تركيا وقطر.
وقال أبوهشيمة، إن مؤشر الفتوى برر خطورة هذه الفتاوى، بسبب افتقاد المجتمعات الغربية للعلم الشرعى المتعمق، وإلى المرجعيات الدينية المعتدلة؛ وبالتالى تهيئة الجو للسماح بانتشار أفكار التنظيم الإرهابية بصورة أكبر.
ومن أخطر الفتاوى التى أطلقها منظرو تنظيم الإخوان في الغرب: فتوى «القرضاوى» التى تضمنت: «نشر الإسلام في الغرب واجب على كل المسلمين، وأن احتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمرًا ممكنًا مع انتشار الإسلام داخل أوروبا، حتى يصبح الإسلام قويا بما يكفى للسيطرة على القارة بأكملها».

هذا بالإضافة إلى نشر التطبيقات الإفتائية عبر هواتف الأندرويد والتى تسهل حصول المسلم على الفتاوى أينما كان، وكان من أبرزها التطبيق الإفتائى المعروف باسم (الدليل الفقهى للمسلم الأوروبى) أو ما يُسمى بـ(يورو فتوى) الذى أصدره المجلس الأوروبى للإفتاء في أبريل ٢٠١٩، وتم حذفه لاحتوائه على محتوى إفتائى ينشر الكراهية ويحث على العداء والعنف ضد غير المسلمين ويعزِّز من ظاهرة «الإسلاموفوبيا».
وأوضح أبوهشيمة، أنه لم يعد خافيا على أحد أن تنظيم الإخوان ينتهج نفس أفكار التنظيمات الإرهابية، ونتيجة لما يقابله اليوم من قبل المجتمعات المسلمة ومواجهة من المؤسسات الأمنية للدول الوطنية، سعى لأن يكون اعتماده الأكبر على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث جاء اعتماد أتباع هذا التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة فاقت ٨٠٪ من جملة اعتماده على الوسائل الإعلامية، وجاء الاعتماد على كل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي على النحو التالى: «تويتر» بنسبة ٤٨٪، و«فيس بوك» بنسبة ٤٠٪، و«يوتيوب» بنسبة ١٢٪، حيث تحقق له هذه المواقع بعض المميزات التى تتمثل في: جعل أتباعه بمأمن عن الملاحقات الأمنية، وهو ما حدث مع جريمة حركة حسم الإرهابية مؤخرًا بمعهد الأورام، إلى جانب نشر أفكاره المتطرفة على نطاق واسع ولفئات من محدودى العلم الشرعى، وبالتالى استقطاب أكبر عدد من المؤيدين خاصة أن الفتاوى الصادرة عن منظرى هذا التنظيم تبدو معتدلة لصاحب الخلفية الدينية الضعيفة.