تحت وهم الثراء السريع عن طريق العثور على قطع أثرية، شهدت محافظة الجيزة قيام عدد من الأشخاص بالبحث والتنقيب عن الآثار بطرق غير مشروعة ما أوقعهم تحت طائلة القانون، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط تاجرين وهروب عاطل، وبحوزتهما 11 قطعة أثرية حال تواجدهم داخل سيارة ملاكي بنطاق قسم شرطة الهرم.
تعود البداية إلى اشتباه الأجهزة الأمنية في سيارة ملاكى مركونة بجوار الطريق يستقلها ٣ أشخاص، وبالاقتراب منهم تمكن أحدهم من الهرب وبالتفتيش عثر بداخلها على «إناءين من الحجر الجيري، أجزاء من تابوت آدمى مقسم إلى جزأين، ٩ تماثيل مختلفة الأحجام، ٤ مزاهر خزف ملونة الأحجام، مبلغ مالى قدره ٢٠ ألف جنيه، وبمواجهتهما، اعترفا بحيازتهما المضبوطات بقصد، وبعرض المضبوطات على الجهات المعنية، تأكد أثرية ١١ قطعة منها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وفى البدرشين تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط «عبدالرحمن س أ» ٢٤ سنة، عاطل، بتهمة التنقيب عن الآثار أسفل معبد الملك رمسيس الثاني، في منطقة الجابرى بميت رهينة بنطاق قسم شرطة البدرشين. وأكدت التحريات وجود حجرة تم بناؤها بجانب المعبد وبداخلها حفرة عمقها ٣.٥ متر وقطرها ١.٥ متر، وهى عبارة عن مبنى أثرى من الحجر الجيرى يظهر منه جزء بسيط والباقى تغمره المياه الجوفية، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة. بينما شهدت مدينة العياط مصرع الشاب «أحمد ج ح» داخل حفرة انهارت عليه أثناء التنقيب بحثا عن الآثار بالمنطقة الجبلية بطهما بنطاق قسم شرطة العياط محافظة الجيزة.
كما تبين أن والد المتوفى يعلم بما يفعله نجله، وتم القبض عليه بالتنسيق مع مديرية أمن الفيوم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وعن تجارة الآثار غير المشروعة وحلم الثراء السريع لدى البعض قال اللواء مصطفى مقبل، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج السابق، إن الأشخاص الذين يبحثون عن الآثار ليسوا عصابات إجرامية بقدر كونهم عصابات لديها أطماع ورغبة في الثراء السريع، فهم ينساقون خلف الدجالين الذين يدعون المعرفة وسرعان ما تتبدد الأحلام في الهواء.
وأضاف «مقبل» أن هناك طريقتين لتفادى انتشار مثل هذه الظاهرة، تتمثل في تأمين المناطق الأثرية بشكل جيد، وأيضا فحص جميع البلاغات التى يتقدم بها بعض الأهالى ضد آخرين يتهمونهم فيها بالحفر داخل منازلهم، بدون سبب.
كما طالب مساعد وزير الداخلية الأسبق بوضع كمائن في كل الطرق وفحص كل السيارات المشتبه فيها والتى تحتوى على أدوات حفر، والاستعلام عن وجهتها ومن فيها..
من جانبه أكد الدكتور فؤاد عبدالنبي، عميد كلية الحقوق بالمنوفية، أن عقوبة التنقيب عن الآثار تختلف عن تهريب الآثار، حيث أكد أن القانون رقم ١١٧ لسنة ١٩٨٣ ينص على: السجن لمدة تتراوح بين ٥ إلى ٧ سنوات، والغرامة من ٥ آلاف جنيه إلى ٧ آلاف جنيه لتهمة التنقيب عن الآثار.
بينما يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه كل من قام بتهريب أثر إلى خارج مصر أو اشترك في ذلك.
