قصة غريبة وراء كل عمل فنى ناجح، تجد خلفه العديد من الكواليس التى تبهرك وتغير من خيالك الذى رسمته عن هذا العمل، ونجد في الموسيقى العديد من القصص.
وكانت آخرها أغنية المطربة الكبيرة أصالة نصرى «جابوا سيرته» التى حققت نجاحًا كبيرًا في أغانى ألبومها الجديد، والذى قال عنها الملحن مدين إن الأغنية ترجع بدايتها لـ١٠ سنوات عندما كتب الشاعر عبدالرحمن محمد، موقف شاهده أمامه، وقرر تحويله إلى أغنية كانت كلماتها تتحدث في البداية عن رجل، وكانت بعنوان «جابوا سيرتها»، واحتفظ بها مدين ليغنيها هو، ثم عرضها على إحدى الفنانات والتى اقترحت عليه تحويل كلماتها لتتحدث عن شعور وحالة امرأة بدلًا من رجل، وبالفعل تم تغييرها.
ويوجد العديد من الأغاني التي كتبت لمطربين بعينهم وغناها مطرب آخر، ومن أشهر القصص قصة أغنية «من غير ليه» تعود إلى عام ١٩٧٥ حيث كتبها مرسى جميل عزيز للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ على أن يلحنها محمد عبدالوهاب، وهو ما حدث بالفعل لكن عبدالحليم رفض غنائها وطلب تأجيلها، ثم طلب تعديلات متكررة عليها.
في البداية طلب عبدالحليم تعديل كوبليه ثم طلب تعديلات باللحن لأنها تشبه طريقة غناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ثم توقف الأمر نهائيًا بمرض العندليب ووفاته، والمفارقة أن العندليب قال لموسيقار الأجيال أثناء بروفات الأغنية: «أنا حاسس إن اللحن ده وهابى مش حليمي يا أستاذ» وكأنه يعرف أنه لن يغنيه، ورحل العندليب قبل غناء «من غير ليه»، ورفض عبدالوهاب إعطاء الأغنية لأي مطرب من مطربي السبعينيات والثمانينيات وعلى رأسهم هاني شاكر، وقام هو بغنائها بعد غياب طويل، وحققت نجاحًا ساحقًا.. وأيضًا أغنية «مين فينا» التى غنتها المطربة أصالة والمطرب الشاب محمد الشرنوبي في أحد البرامج هي كانت أغنية محمد الشرنوبي من الأساس وقام بتسجيلها وقال الشرنوبي في أحد اللقاءات التليفزيونية: كنت أحضر لمسلسل عام ٢٠١٥، وكنت أقوم فيه بدور مطرب في فرقة موسيقية، وأرسل لي المخرج كلمات أكثر من أغنية، لكني اخترت أغنية «مين فينا» ولحنتها وسجلتها، إلا أن المسلسل لم يكتمل وظلت الأغنية معي حتى تحدث معي أنس المصري، وهو المسئول عن أعمال المطربة أصالة، عن فيلم جديد، وأبلغته أن معي أغنية وسألته لو طرحتها في السوق ستحقق نجاحًا من عدمه؟ وسمعته الأغنية وأبلغني أنه معجب بها وبعد نحو شهر أبلغني المسئول عن أعمال المطربة أصالة، أنها معجبة بالأغنية ولم أعترض طبعًا، وسجلتها مع أصالة وطرحت في ألبومها الأخير».
ويوجد العديد من الأغاني التي كتبت للهضبة عمرو دياب وتنازل عنها لمطربين آخرين لتكون جزءا من نجاحهم منها أغنية «اللي بيني وبينك» فبعد أن طرح الفنان عمرو دياب أغنية «اللي بيني وبينك» على طريقة السنجل.
تنازل عنها للفنانة المغربية جنات التي أطلقت اسم الأغنية عنوانًا لأول ألبوم لها.
وأيضا طرح الهضبة أغنية «روح قلبي» على طريقة السنجل في عام ٢٠٠١، وحققت نجاحًا كبيرًا بين جماهير الهضبة، الذين تمنوا وقتها أن يضمها عمرو دياب في ألبومه «علم قلبي»، إلا أنه تنازل عنها للفنان محمد حماقي، الذي غناها في أول ألبوماته «بتضحك» وغير اسمها إلى «آن الأوان».
