الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. صلاح عبدالصبور: أتيت لأحكي الحكمة للناس

صلاح عبدالصبور
صلاح عبدالصبور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضمن حلقات برامج الإذاعة المصرية حل ضيفًا الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، الذي قال في حواره: «أحمل بين جوانحي شهوة لإصلاح العالم، ولا أملك أداة للإصلاح سوى الكلمة»، تركت بلدي الجميل الزقازيق، حيث أبصرت عيناى النور في ١٩٣١، إلى العاصمة، حاملا أحلامي البريئة، وقمت بتكوين جماعة «الأمناء»، واختيار جميع الأعضاء بشكل فائق العناية، بعدها مباشرة قمت بتكوين «الجمعية الأدبية» وبالفعل تركنا حينذاك بصمتنا على حركتي الأدب والنقد.
ومن هنا كانت انطلاقتي لأول ديوان شعر لي «الناس في بلادي»، ولم أقتنع فقط بخوض تجربة الشعر، فبحثت عن طريق يكون للكلمة فيه دور مباشر، فوجدت طريقى في المسرح، فكانت عودة الروح لجسد المسرحية الشعرية بعد أن هجرها الشعراء بعد آخر تجارب أحمد شوقي وعزيز أباظة وكان إحياؤها واجبًا حقيقيًا، لتكتمل التجربة على يدي في كيان محكم البنيان، وكانت أولى انطلاقتي وباكورة أعمالي بالمسرح «مأساة الحلاج»، وأحد نماذج هوايتي المفضلة في العزف على أوتار شهداء إصلاح العالم الذي تبنيته بشكل مباشر ورئيسي في حياتي، واستدعاؤهم من صفحات التاريخ الصوفي، والشعبي كأبو زيد الهلالي في قصيدتي «مقتل زهران»، والفرعوني كما في مسرحيتي «الأميرة تنتظر»، بل قمت باستدعاء دون كيشوت في السطور الأولى من مسرحية «ليلى والمجنون». 
وأضاف: وطوال مشروعي المسرحي تحدثت بطلاقة وجراءة، وذلك بنبرة سياسية ناقدة، بسطت الفكر والفلسفة للبسطاء بمزجها مع الموروث الشعبي وتجريدها من استقطاب التيارات السياسية حينها وذلك في الأعمال التي كتبتها وآخرها «بعد أن يموت الملك»، والتي جعلتني على عرش المسرح الشعري بخمس مسرحيات، بالإضافة إلى ستة دواوين شعرية، وتسعة كتب، حملت إسهاماتي النقدية، مضيفا أنه لم يكن كاتبا منذ البداية، فقد غير مسار حياته منذ أن غادر مهنته الأولى التدريس على طريقة رامبو، حيث اكتشف في نفسه أنه صاحب فيض إلهامي، يصلح للصحافة والشعر ومختلف فنون الأدب، إلى أن اقترن اسمه بالشاعر الإسباني لوركا، عندما قدّم للمسرح المصري مسرحية «يرما»، والتي صاغ منها شعرًا كثيرًا، كما ظهر تأثره بالشاعر الإسباني من خلال عناصر عدد من المسرحيات «الأميرة تنتظر»، «بعد أن يموت الملك»، «ليلى والمجنون»؛ وتأثر بكُتّاب مسرح العبث، خاصة أوجين يونسكو، وهو ما بدأ في مسرحيته «مسافر ليل»، بالإضافة إلى كتابته مقالات حول الحب والحياة والفن، والتي استمرت منذ عام ١٩٥٧، وحتى عام ١٩٧٥، قبل أن يتولى منصب المستشار الثقافي في سفارة مصر بالهند، وخلال هذه الفترة، كان حريصًا على تجميع المقالات ذات الموضوعات المتقاربة في كتب صغيرة، فصدر له: على مشارف الخمسين، وتبقى الكلمة، حياتي في الشعر، أصوات العصر، ماذا يبقى منهم للتاريخ، رحلة الضمير المصري، حتى نقهر الموت، قراءة جديدة لشعرنا القديم، ورحلة على الورق.