الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عين على خبر.. ماذا فعل السيسي في اليابان؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشاط مكثف للرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام قمة «تيكاد 7» باليابان، اختتمها بلقاء إمبراطور اليابان ناروهيتو في القصر الإمبراطوري بالعاصمة طوكيو، بعد إلقاء كلمة في ختام القمة.

نص كلمة السيسي في ختام تيكاد:
لا يسعني إلا الإعراب عن تقديري لكم جميعًا في نهاية قمتنا التي اتسمت أعمالها بالصراحة والشفافية والإسهامات القيمة من كافة الأطراف المشاركة، وأود أن أثمن توجه اليابان بقيادة معالي رئيس الوزراء/ شينزو آبي لتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين شعوبنا، ودفع المسيرة التنموية التي تستجيب لمتطلبات القارة الأفريقية في إطار من المصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول ومقدراتها، كما أود أن أغتنم الفرصة للإعراب عن تقديري للشركاء المنظمين للتيكاد على جهودهم في الإسهام الجاد والموضوعي في أعمال قمتنا.
لقد شكلت قمة التيكاد السابعة منعطفًا مهمًا في دفع التعاون بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان، حيث وجهت بوصلة الاهتمام لتطوير الموارد البشرية بما يتسق مع الواقع الأفريقي، والأولوية التي تعطيها دول القارة لشبابها الذين يشكلون قرابة 65% من سكان القارة، كما أقرت القمة ما نتطلع لتنفيذه في إطار خطة العمل وحددت آفاق التعاون للسنوات الثلاث القادمة، سعيًا لتحقيق تطلعات شعوبنا في الاستقرار والسلام والتحديث والرخاء والتصدي للتحديات التي تواجهها، وذلك من خلال تهيئة المناخ المناسب لتحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، استنادًا إلى مجموعة من الأفكار المبتكرة التي تتناسب مع الواقع وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية.
إن دول الاتحاد الأفريقي مقبلة على مرحلة هامة تشهد فيها تغيرات كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع، وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة، وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة طامحة لتحقيق تطلعات شعوبنا. وأود في هذا السياق أن أؤكد لجميع شركاء أفريقيا، أن قارتنا قطعت شوطًا طويلًا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن بذلها لجهود كبيرة ومتلاحقة لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستويين الإقليمي والقاري، بما جعلها قبلة لاهتمام الشركاء التنمويين الدوليين، وإنها في هذا الإطار ترحب بالانفتاح على العالم والتعاون مع شركائها التنمويين في إطار تحدده خطط تنفيذية تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، أو تحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.
وفي ضوء ما عكسته أعمال قمتنا من إرادة سياسية مشتركة، فإنني أود تجديد الدعوة لكافة مؤسسات القطاع الخاص والشركات اليابانية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا، فهذا هو التوقيت الصحيح للانفتاح على القارة السمراء، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مهيأة والرغبة موجودة للتعاون مع كافة الشركاء. ولا يفوتني في هذا المحفل تأكيد مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بالاضطلاع بدورها في تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار. وأكرر مجددًا أنه قد آن الأوان لتقدم مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية أفضل الشروط والحوافز للمشروعات وبرامج التنمية بما يحقق لشعوب الدول الأفريقية أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة.
أود قبل اختتام حديثي الإشادة مرة أخرى بالمناقشات المثمرة التي جرت خلال أعمال القمة، والتذكير بأن مسيرة التيكاد يجب أن تتواصل وتستمر في دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية من خلال ركائزها الثلاث؛ وأولها: الإسراع في التحول الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال من خلال التجديد وإشراك القطاع الخاص، وثانيها: تطوير مجتمعات مستدامة ومرنة، وثالثها: تعزيز السلم والاستقرار، إن عملية البناء على هذه الركائز الثلاث تتطلب حتمًا وجود آليات متابعة فاعلة لتظل تعهدات التيكاد تتماشى دوما مع الرؤية والأولويات الأفريقية وفق أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي النهاية، أجدد شكري للحكومة اليابانية ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وشعب اليابان الصديق والشركاء المنظمين للتيكاد على ما بذلوه من جهود صادقة لإنجاح أعمال هذه القمة، وما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.

♦ لقاءات مهمة:
التقى السيسي، بمقر إقامته في يوكوهاما مع ماسومى كاكينوكى، رئيس مجلس إدارة شركة "ماروبينى كوربوريشن"، والتى تعتبر من أضخم الشركات اليابانية متعددة الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشار في مستهل اللقاء، إلى أهمية الشراكة المصرية اليابانية، معربًا عن الحرص على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجانب اليابانى، في ضوء امتلاك مصر الإمكانيات لأن تمثل محورًا مهمًا لجميع الصناعات اليابانية المشهود لها بالكفاءة، وأن تكون نقطة انطلاق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بالاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بينها وبين مصر.
من جانبه، استعرض رئيس مجلس إدارة الشركة اليابانية المشروعات التى تعكف الشركة على دراسة تنفيذها في مصر، وخصوصًا في مجال الطاقة المتجددة والمنسوجات والصلب، مؤكدًا اهتمام شركته بالتعرف عن قرب على مختلف الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، وثقته في المستقبل الواعد للاستثمار بها.
وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس رحب بتوسع الشركة في أنشطتها بمصر، مؤكدًا وجود الفرص الواعدة التى تتوافر فيها، والتى يمكن للشركة مضاعفة استثماراتها من خلالها، لا سيما في إطار المنطقة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، وما تضمه من موانئ ومناطق صناعية ومراكز لوجستية.
وأكد الرئيس أن نهج مصر القائم للتعاون مع الشركاء والمستثمرين يقوم على أساس تذليل العقبات أمام الاستثمار، واتخاذ جميع الخطوات التى من شأنها تنمية الاستثمارات المباشرة.

كما التقى السيسي، نظيره الزامبى إدجار لونجو، وقال السفير بسام راضى، إن الرئيس أشاد بالعلاقات الوطيدة بين مصر وزامبيا، لا سيما في ظل الأهمية التى تحتلها زامبيا في منطقة الجنوب الأفريقى، مؤكدًا أن مصر تولى أهمية خاصة لتعزيز أوجه التعاون المشترك مع زامبيا من خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التى تجمع البلدين وذلك على مختلف الأصعدة، واستقبال مزيد من الكوادر الزامبية للمشاركة في برامج بناء القدرات التى تشرف على تنفيذها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المختلفة.
وأوضح المتحدث الرسمى، أن رئيس زامبيا أشاد من جانبه بالتنامى المتواصل في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، منوهًا بوجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في مجالات المزارع المشتركة والتبادل التجارى، وجذب الاستثمارات المصرية المباشرة والدعم الفنى والتنسيق الأمنى والعسكرى المشترك.
وأشاد الرئيس لونجو بدور مصر في المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادى للدول الإفريقية من خلال المشاركة بخبراتها المتنوعة، معربًا في هذا الصدد، عن التطلع لنقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادى الشامل إلى بلاده، وذلك للاستفادة بها في إطار خطوات الإصلاح الاقتصادى التى تتخذها الحكومة الزامبية والذى يستهدف الارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادى.
وذكر المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، خصوصًا في ظل ما أسفرت عنه زيارة الرئيس الزامبى إلى مصر في نوفمبر 2017، حيث تم التوافق حول أهمية البناء على تلك الزيارة ومتابعة نتائجها.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى بين الرئيسين بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقى، حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات، كما أشاد الرئيس الزامبى بالقيادة المصرية الفاعلة لدفة العمل الأفريقى المشترك حاليًا، ولا سيما فيما يتعلق بدفع أجندة تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى للقارة السمراء، من خلال التركيز على تنفيذ مشروعات البنية التحتية، وكذا إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية تحت الرئاسة المصرية للاتحاد، والتى من شأنها أن تؤدى إلى مضاعفة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، مثمنًا في هذا الصدد الدور المصرى المؤثر داخل أروقة الاتحاد الأفريقى، خصوصًا في ضوء ثقلها التاريخى سياسيًا، واقتصاديًا بالقارة.

♦ السيسي يتحدث في مؤتمر صحفي:
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي بمدينة يوكوهاما اليابانية وبحضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبى، إن قمة التيكاد تعبر عن المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الأفريقية اليابانية، مضيفا أن الاتحاد الأفريقي سيستمر في التعاون مع اليابان بما يحقق طموحات الشعوب الأفريقية. 
وشكر السيسي، رئيس وزراء اليابان على استضافته لأعمال هذه القمة، وكرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما شكر الشركاء المنظمين للتيكاد على ما بذلوه من جهد كبير لإنجاح أعمال هذه القمة، وما سبقها من اجتماعات تحضيرية، وروح التعاون بين مختلف المشاركين مما ساهم في تضافر جهود جميع الأطراف للوصول لمخرجات عملية قابلة للتطبيق تعكس أولويات عملنا المشترك لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية وفقًا لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

وأكد السيسي، أن قمة التيكاد تعبر عن المستوى الرفيع الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان، والتي تعد إحدى الشراكات المميزة في عالمنا المعاصر، وتساهم في تحقيق المنافع المتبادلة بين أطراف هذه الشراكة، كما مثلت قمة التيكاد السابعة منجزًا كبيرًا لكافة الأطراف، لما شهدته من توفير منصة للحوار المباشر بين القطاعين العام والخاص، وتركيزها على عدد من الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة لدول الاتحاد الأفريقي، وعلى رأسها قطاعات البنية التحتية والصناعة والزراعة والصحة وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، فضلًا عن قضايا السلم والأمن.
وأكمل: "سيستمر الاتحاد الأفريقي في التعاون والتنسيق مع اليابان وكافة الشركاء المنظمين للتيكاد لضمان تنفيذ مخرجات القمة بما يحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا الأفريقية. 
ومن هذا المنطلق فإن المسئولية ملقاة على عاتقنا للبناء على ما تحقق من تطور وتقدم في الشراكة الاستراتيجية بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان، والعمل سويًا لتعزيز تلك الشراكة لتعكس بشكل أفضل احتياجات قارتنا الأفريقية وملكية دولها لأجندتها التنموية، خاصة وأن شعوبنا وأبناءنا داخل وخارج القارة الأفريقية ينظرون إلى قمتنا آملين أن تنجز الكثير وأن تجسد نتائجها واقعا تستفيد من ثمراته ونتائجه الإيجابية".
وتابع: "أود أن أؤكد أهمية مواصلة مسيرة التيكاد في دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية من خلال ركائزها الثلاث وخطة تنفيذ إعلان يوكوهاما، وضرورة وجود آليات متابعة فعالة تحقق الرؤية التنموية الأفريقية وفق أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية لعام 2063، وأهداف التنمية المستدامة 2030. 
وختامًا، فإنني أتطلع لاستكمال مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان في قمة التيكاد الثامنة عام 2022، والتي ستعقد على أرض قارتنا الأفريقية.