بثت ما يُعرف بـ«مؤسسة هداية للإنتاج الإعلامي» التابعة لفرع تنظيم القاعدة في اليمن، فيديو جديدًا بعنوان حقيقة «هوليوود البغدادي»، يكشف فيه كواليس صناعة الإصدارات الداعشية في فرع اليمن.
وتضمن الفيديو الجديد لقطات تنشر لأول مرة لعدد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وهم يؤدون مشاهد تمثيلية أمام الكاميرات لإخراجها في إصدارات مرئية عبر المؤسسات الإعلامية الداعشية.
ويأتي الفيديو ضمن سلسلة لكشف حقيقة الآلة الدعائية لتنظيم داعش، وإبراز الصورة الحقيقية للتنظيم، ويعتبر الفيديو الجديد هو الثاني من نوعه ومن المقرر أن تنشر «مؤسسة هداية» الجزء الثالث عن أحد القضاة الشرعيين بتنظيم داعش.
وتضمن الجزء الأول كشفًا لحقيقة الإصدار المسمى بـ«أباة الضيم»، وهو أحد الإصدارات التي نشرها «داعش» في بداية تمدده داخل اليمن.
وصور «أباة الضيم» عناصر «داعش» على أنهم مقاتلون ضد جماعة الحوثي، لكن مؤسسة هداية كشفت أن التنظيم الإرهابي كان يصور مشاهد تمثيلية لخداع الشعب اليمني، وأن عناصر التنظيم لم يقاتلوا جماعة الحوثي كما صور الإصدار الداعشي.
صراع على النفوذ
شهد اليمن خلال السنوات الماضية، صراعًا بين تنظيمي القاعدة وداعش وتركز في منطقة قيفة التابعة لمحافظة البيضاء اليمنية.
وشن عناصر داعش هجمات ضد معاقل القاعدة في مناطق ذي كالب الأعلى التابعة لقيفة، بينما رد عناصر القاعدة بقصف مقرات داعش في قيفة.
وبث ما يعرف بالمكتب الإعلامي لولاية اليمن الداعشية، الشهر الماضي، فيديو للتنظيم في قيفة، ظهر فيه أبوالوليد المهاجر الزعيم الجديد لداعش في اليمن.
وتولى أبوالوليد المهاجر ما يسمى بإمارة تنظيم داعش في اليمن، بعد اعتقال القوات السعودية الخاصة سلفه أبوأسامة المهاجر.
قال أبوالوليد المهاجر إن فرع تنظيم داعش في اليمن مُصِر على قتال تنظيم القاعدة بسبب حربهم ضد التنظيم هناك.
ووصف «المهاجر» قيادات قاعدة اليمن بالمرتدين داعيًا عناصر التنظيم للانشقاق عنه والانضمام لداعش.
بينما ردت القاعدة على داعش في سلسلة من الإصدارات، آخرها إصدار «مؤسسة هداية» الذي وصف عناصر التنظيم بأنهم «خوارج غلاة»، وأنهم يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ.
وكشف الإصدار عن ما يسمى بـ«ديوان الإعلام المركزي» وتوجيه تعليمات لعناصر التنظيم في اليمن، بتجديد البيعة للبغدادي والتركيز على أنه «الخليفة الشرعي»
وظهر أبومحمد العدني - أحد قيادات داعش اليمن- في الفيديو الذي بثته مؤسسة هداية وهو يلقي الرسالة الموجهة له من قبل ديوان الإعلام المركزي.
ويست بوينت تكشف آلية عمل «إعلام داعش اليمن»
في ذات السياق، كشف مركز مكافحة الإرهاب، التابع لأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، في دراسة له، آلية عمل الجهاز الدعائي لداعش في اليمن.
وقالت الدراسة، التي نشرت في وقت سابق، إن ما يسمى بديوان الإعلام المركزي يرسل التوجيهات للأفرع الإعلامية الداعشية في اليمن وغيرها، ثم تقوم تلك الأفرع بإرسال تصور العمل أو الفيديو الذي ستنتجه إلى الديوان من جديد، وهو ما ظهر في إصدار مؤسسة هداية المحسوبة على القاعدة.
ويعمل عناصر تنظيم داعش، بتدريب الأشخاص الذين سيظهرون في الفيديو على الدور المنوط بهم، بينما يقومون باجتزاء مشاهد نطق الشهادة أو ثبات الضحايا من الإصدارات الداعشية.
وتشير دراسة أكاديمية «ويست بوينت» إلى أن بنك المعلومات -وهو أحد مكونات ديوان الإعلام المركزي- يعتبر الأرشيف التاريخي لتنظيم داعش وهو الذي وفر المواد التي استخدمتها أفرع التنظيم في اليمن وغرب إفريقيا منذ أوائل عام 2019، واستعانت تلك الأفرع بمقتطفات من إصدارات سابقة للتنظيم المركزي وفرها بنك المعلومات الإعلامية الداعشي.
