الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"على هامش السيرة".. طه حسين يسرد المرويات بأسلوب الحكاية

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، أن قراءة الأدب القديم باتت عسيرة على أبناء الجيل الحديث، وأن فهمه وتذوقه يعتبر أشد عسرا، وأرجع السبب في ذلك إلى صعوبة تناول البعض للأسانيد المطولة والأخبار التي تلتوي بسبب الاستطراد، إلى جانب غرابة اللغة القديمة التي يمتنع فهمها وتذوقها على كثير من الناس، لذلك قرر عميد الأدب أن يقدم ذلك التراث الكبير في لغة سهلة، وفي شكل حكائي رائع، يستطيع من خلاله المتلقي أن يستوعب تلك الآداب القديمة وأن يتلذذ بها ويستمتع بسحرها وبيانها.
وجاء في مقدمة كتابه "على هامش السيرة" أنه لم يقصد كتابة السيرة النبوية بشكلها العلمي أو التاريخي بل هو يكتب بعض التأملات التي طرأت على ذهنه أثناء القراء، قائلا: هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أرد بها إلى العلم، ولم أقصد بها إلى التاريخ وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قرائي للسيرة فأثبتها مسرعًا ثم لم أر بنشرها بأسًا ولعلي رأيت في نشرها شيئًا من الخير وأحب أن يعلم الناس أيضًا أني وسعت على نفسي في القصص، ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأسًا، إلا حين تتصل الأحاديث والأخبار بشخص النبي، أو بنحو من أنحاء الدين، فإني لم أبح لنفسي في ذلك حرية ولا سعة، وإنما التزمت ما ألتزمه المتقدمون من أصحاب السيرة والحديث، ورجال الرواية، وعلماء الدين. ولن يتعب الذين يريدون أن يردوا في أصول هذا الكتاب القديم في جوهره وأصله، الجديد في صورته وشكله، إلى مصادره القديمة التي أخذ منها. فهذه المصادر قليلة جدًا، لا تكاد تتجاوز سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري، وليس في هذا الكتاب فصل أو نبأ أو حديث إلا وهو يدور حول خبر من الأخبار ورد في كتاب من هذه الكتب".
وأبرز ما يميز كتاب "على هامش السيرة" هو تتبع الدكتور طه حسين للقصص التي حدثت ايام النبي وألقى عليها الضوء، وربما تكون مفتتة في بطون كتب السيرة نظرا لاهتمام كل كتاب السيرة بالشخصية الرئيسة وهي شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، في حين أن عميد الأدب أعطى اهتمامه لتك الشخصيات بتجميع أخبارها وربطها في شكل حكائي مع ما قد يعن له من تصورات وتفسيرات لمواقف معينة.
ويقع الكتاب في ثلاثة أجزاء، يتناول في الجزء الأول القصص التي دارت حول حفر بئر زمزم وحول عبد المطلب وأبنائه وتعامل قريش معه، وفي الجزء الثاني يقرأ قصص الرهبان من المسيحيين واليهود وفي الجزء الثالث يناقش أمر أبي الحكم بن هشام والذي سماه "صريع الحسد"، على جانب العديد من القصص المكتوبة بلغة أدبية راقية عن حياة الصحابة.
يشار إلى أنه تحتفل الأمة الإسلامية بقدوم العام الهجري الجديد 1441هـ، فقد وضع التأريخ الهجري بداية من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة حيث اضطهاد المشركين له ولصحابته إلى المدينة التي استبشرت بقدومه وتغنوا لمجيئه "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".