السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السمن النباتي "فيه سم قاتل".. 32% من الوفيات بالعالم تعود لتناول السمن الصناعي.. اتجاه عالمي للقضاء على الزيوت المهدرجة.. 17 صنفًا بالأسواق المصرية تحمل أسماء تجارية خادعة في غياب الرقابة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تقارير: دهون خطرة ترفع الكوليسترول وتصيب بالسرطانات وأمراض القلب المزمنة

أمريكا وأوروبا تحظران استخدامها.. والإمارات والسعودية تلجآن لتصنيع منتج آمن.. والصحة العالمية لـ«مصر»: نأمل أن تتخذ إجراءات سريعة لمواجهة خطرها

أسامة حمدي: الشركات تتهرب من تصنيع سمن صحى للحفاظ على أرباحها الخيالية.. وملك صالح: «سموم تباع على الفضائيات ولا بد من تحرك الدولة لحصارها»

مجدى نزيه: الحديث عن تجميد الزيوت للتحول لسمن دون تدخل كيميائى أمر غير منطقي.. والشوبكي: نحتاج إلى تشريع ينظم استخدام الزيوت المهدرجة

صلاح أبورية: «لا نستطيع منع استخدام الزيوت المهدرجة، لأنها أوفر وأرخص، والأمر يتعلق بالأوضاع الاقتصادية»

صلاح الدين: الدهون الصناعية وزيوت النخيل وجوز الهند، تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية سواء بالمخ والقلب

 

حملات إعلانية وتجارية ضخمة لا تتوقف على الفضائيات، تعمل فقط من أجل الترويج لمنتجات المصنعة من الزيوت المهدرجة، مئات الآلاف من الأسماء التى لاحصر لها لما يعرف بالسمن الصناعي، الذى يزعم القائمون على صناعتها أنه مصنع من مواد طبيعية بطعم الزبد الفلاحي، فيما وصفه الخبراء أنه أكبر عملية غش تجارى وصناعي، لافتين إلى أن المستهلك يتناول دهونا «ضارة»، تنشأ من تفاعل كيميائى ناتج عن إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية فى عملية تصنيعية تستخدم لإنتاج الدهون الصلبة المهدرجة التى تعرف تجاريا بـ«المسلى الصناعى أو السمن النباتى».

منذ يناير 2006، التزمت الشركات الغذائية بتنفيذ قانون إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وبعض الدول المتقدمة على عبوات الأغذية المعروضة فى الأسواق، لذا أصبح من حق المستهلك فى هذه الدول معرفة كمية ما يوجد من دهون مخالفة «بالإضافة إلى ما كان مطبقا من قبل لبيان كمية الدهون المشبعة والكوليسترول فى المنتجات الغذائية» حتى يتمكن من اختيار الأنواع منخفضة الدهون «الضارة أو المخالفة» ليتفادى ارتفاع الكوليسترول ويخفض مخاطر تعرضه للإصابة بأمراض القلب السمن النباتي: ووفقا لتقارير علمية، فإن المصدر الأساسى للدهون المخالفة الضارة صحيا هو جميع أنواع المسلى والسمن الصناعي والتى قد يطلق على بعض منتجاتها اسم «السمن النباتى» التى تتواجد فى معظم المنتجات الغذائية مثل منتجات المخابز «البسكويت والكيك والفطائر» والحلويات وأغذية الوجبات السريعة والأغذية المحمرة والعديد من الأغذية المصنعة.

 ويقول الدكتور أيوب الجوالدة، المستشار الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشأن التغذية، إن الغذاء الصحى له أولوية خاصة لدى منظمة الصحة العالمية، لارتباطه بصحة الإنسان، لافتا إلى أن ٦٢ ٪ من مجموع الوفيات فى العالم، يكون بسبب الأمراض المزمنة، أى وفاة ما يعادل ٢.٥ مليون شخص سنويا، بأمراض الضغط والسكرى والجهاز التنفسي، ولها ٤ عوامل رئيسية منها الغذاء غير الصحي، والتدخين، وعدم وجود نشاط بدنى، وشرب الكحول.

وأكد الجوالدة، أن ٣٢٪ من الوفيات حول العالم يكون بسبب أمراض القلب، نتيجة تناول الدهون غير الصحية والمصنعة، مما يتسبب فى رفع الكوليسترول، فى الدم، وضيق الشرايين والجلطات والنوبات القلبية.

وأشار إلى أن المنظمة وضعت خطة عالمية لتقيل نسبة استهلاك وإنتاج الدهون المهدرجة صناعيا، التى تسبب أمراض السرطان والقلب، لأنها لا بد أن تكون ١٪ من حجم السعرات التى يتلقاها الإنسان لكن فى بعض الدول وصلت إلى ٦٪ وهذا رقم خطير للغاية، ومنها مصر وبعض دول المنطقة.

 الخطر الحقيقي

ونوه المستشار الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن أصل السمن، زيت وهو زيت بذرة النخيل الذى يمثل خطورة أيضا على صحة الإنسان، وبعض الدول مثل السعودية والإمارات، بدأت بوضع مواصفات وجودة لوقف هدرجة السمن، وتصنيع منتج سمن صحى، وفى مصر هناك رغبة حقيقية، لوضع مواصفات جديدة لتصنيع السمن النباتى، مشيرا إلى أنه التقى مستثمرا مصريا فى تصنيع السمن النباتى عبر فيه عن رغبته عن التحول إلى تكنولوجيا نظيفة تستخدم زيوتا طبيعية لتجميد السمن بدلا من الهيدروجين.

وأشار إلى أن أصحاب المصانع أصبحوا فى خطر حقيقي، لأنهم سيفشلون فى تصدير منتجاتهم إلى الخارج والمنافسة عالميا، وسيكتفون بالسوق المحلية، التى يمكن أن يدخل فيها مستثمرون جدد ينتجون سمنا صحيا.

وكشف الجوالدة عن أن السمن البلدي، أقل ضررا من السمن النباتي، وما يحدث من هجوم عليها كان نتيجة حرب تجارية يشنها التجار، فالسمن الحيوانى الطبيعى هو الصحى فى حال استخدامه باعتدال بكميات مقبولة، وما يتردد عن طعم الزبدة والفلاحى والسمن البلدي، فهذا غش تجارى، لأنه يغير باللون ويوهم المواطن أنها طبيعية، فى حين إنه يستخدم مواد صناعية.

 سمن آمن

وكشف المستشار الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، عن أنه يمكن استخدام سمن نباتى خال من الدهون المتحولة عبر تكنولوجية جديدة غير مكلفة، ولفت إلى أن الدول التى لم تتحول إلى حصار الدهون المتحولة ستتحول إلى مصب إلى صناعات السمن غير الصحى، مشيرا إلى أن مصر عضو فى الجمعية العامة الصحية، وكل القرارات تصادق عليها، والحكومة المصرية على علم بخطة القضاء على استخدام الدهون المتحولة صناعيا، أما إجراءات التنفيذ سواء فى وزارة الصحة أو الصناعة، من ناحية الوقت والتنفيذ فتعود إليهم، ونأمل أن تكون قريبا.

وحذر الجوالدة من استخدام الزيوت الرخيصة مثل زيت بذرة النخيل وزيت جوز الهند، التى تستخدم فى صناعة الألبان والجبن، لافتا إلى أن دولة الأردن منعت استيراده واستخدامه فى صناعة الألبان، حفاظا على حياة مواطنيها، متسائلا هل يعقل أن تصنع الأجبان من زيوت نباتية، هذا غش تجارى على كل المستويات يتطلب تشديد الرقابة على من يقومون بهذا الأمر.

وشدد على ضرورة استخدام زيت بذرة الكتان «الحار»، أو الذرة، لأن نسبة الدهون المشبعة قليلة جدا، ويجب على الدول وضع مواصفات لعمليات التصنيع التى تدخل فيها الدهون المتحولة، ولا بد أن يكون المواطن على علم فيما يتناوله.

 مخاطر السمن الصناعي

ورأى الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، أن استخدام الزيوت المهدرجة، فى عمليات الطهى والمخبوزات، يمثل خطورة كبيرة على الحالة الصحية للإنسان ويجعله عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، ولا بد من حملات توعية شديدة بخطورة استخدام السمن الصناعي، بدلا من الحملات الدعائية التى تروج لبيع السموم فى صورة منتج بطعم الزبد الفلاحى أو السمن البلدي.

وشدد نزيه، على أن المستهلك هو فرس الرهان، وهو الفيصل فى القضية كلها، فما علينا إلا أن نقوم بحملات توعية بأضرار هذه الدهون، وننصح باستخدام الزيوت الطبيعية السائلة لأنها ١٠٠٪ دهون بسيطة، لا تحتوى على أحماض دهنية مشبعة، مشيرا إلى أن هناك بعض الصناعات تحتاج للسمن المهدرج للدخول فيها مثل المعجنات والمخبوزات، وهذا يتطلب تشديد الرقابة من الدولة على المواصفات والجودة لتصنيع هذه المنتجات.

وعن الطريقة الحديثة التى تستخدمها الدول الأوربية لإنتاج سمن صناعى صحى، طبقا لخطة منظمة الصحة العالمية، قال: «لا أعتقد أنه توجد طريقة، والحديث عن تجميد الزيوت للتحول لسمن دون تدخل كيميائى أمر غير منطقى ولا يعقل».

 سموم صناعية

وقالت الدكتورة ملك صالح خبيرة التغذية، إن الأوضاع الصحية المتردية، وانتشار الأمراض المزمنة، التى نعيشها نتيجة تلوث الغذاء والأنماط الغذائية غير السليمة التى تتبعها الأمهات، لافتة إلى أن انتشار استخدام السمن الصناعى والنباتى الذى يعتبر كارثة تزيد من أعباء انتشار أمراض القلب والدم والسرطان، ما يزيد من فاتورة العلاج على الدولة، مقابل رجال أعمال يتربحون الملايين من بيع منتج غير صحى بالمرة.

وتابعت: «الآن لدينا رئيس جمهورية له فكر وينظر إلى صحة مواطنيه، وهو ما ظهر فى حديثه عن السمنة النى أصابت الشباب، وعلينا أن نستفيد من هذا بوضع قيود على صناعات الدهون المتحولة والمهدرجة صناعيا، لما تمثله من خطورة صحية واقتصادية»

وأوضحت أن كل دول العالم تسرع الآن للتخلص من التلوث الغذائى الموجود فى منتجات الدهون المتحولة الموجودة فى السمن الصناعى والأجبان، التى تصنع زيت جوز الهند وبذرة النخيل دون وجود رقابة حقيقية على هذه المنتجات الضارة، مشيرة إلى أن بعض المنتجات أساءت إلى الصناعة المصرية.

واستكملت: «المصريون تعرضوا لعملية خداع كبيرة طوال السنوات الماضية، ببيع منتجات غير صحية وآمنة وما هى إلا سرطان مغلف، فى صورة منتج صناعى بطعم الزبد الفلاحي، فهاجموا السمن البلدى، المصنوع من لبن طبيعى، وجعلوا المستهلكين يفرون منه ليحققوا هم المليارات، وتتحمل الدولة فاتورة العلاج، ما معنى سمن بطعم الزبدة البلدى، هذا غش وكلها أمور تعود على صحة الإنسان بالضرر البالغ، أما البديل، فالسمن البلدى المُصنع من لبن، أقل نسبة كوليسترول، طبقا للدراسات التى أجريت، ولا يسبب أى أضرار للإنسان»

وأضافت أن الريف يعيش على السمن الصحى الطبيعى، ولا يعرف المصنعات، ولا المعلبات، وأكبر دليل على هذا تجد أبناء الأرياف دائما أكثر ابتكارا واستيعابا، وتجد معظم الوزراء أو المسئولين الناجحين من أبناء الريف، فيجب على الأمهات تجنب السمن النباتى، واستبداله بالزيوت السائلة المستخلصة من الزيتون أو زيت بذر الكتان، لأنه غنى بأوميجا ٣ المفيدة للجسم، أو السمن البلدي.

 تشريعات غائبة

ويرى الدكتور فوزى الشوبكي، أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، أن الدهون المحولة والمهدرجة تعتبر من أخطر أنواع الدهون التى تؤثر سلبا على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن عمليات تحويل الزيت السائل إلى صلب فى درجة حرارة الغرفة، عن طريق تركيبات كيمائية ممنوع استخدامه أساسا لأنه مسرطن ولا بد من وضع مواصفات لتحدد الاستخدام الآمن، لكننا فى مصر وصلنا إلى مرحلة أن يتم استخدام الزيوت المهدرجة «المارجرين»، فى قلى الطعمية وصناعة الحلويات والمعجنات لأنه رخيص الثمن.

وأوصى الشوبكى، بضرورة أن تحظر الأجهزة الرقابية هذه الزيوت المضرة، حفاظا على الصحة العامة للمصريين والأجيال القادمة، والحث على استخدام زيوت آمنة تكون أقل تأثيرا على صحة الإنسان، بدلا من المارجرين، قائلا: «أنا مش فاهم الناس تستخدم منتجا صناعيا محولا ليكون مجمدا بطريقة كيميائية، ليتم استخدامه ليتحول لسائل مرة أخرى، الأمر هنا ثقافة فقط ليس أكثر ولا بد من القضاء على هذه الثقافة السيئة».

وعن الطرق الصحيحة لصناعة سمن صحى، قال الشوبكى: «السمن الصحى هو المصنوع من مواد طبيعية فقط، أى تدخل صناعى يغير من التراكيب التى يتعرف عليها الجسم بالنسبة للدهون ويسبب مشاكل صحية، ولا علينا إلا استخدام الزيوت الطبيعة مثل بذرة الكتاب أو القطن أو عباد الشمس، أو السمن البلدى لأنه أمن وصحى».

وقال هناك خطة لمنظمة الصحة العالمية لإنتاج سمن صحى، وتابع: «لا بد أن ندرس الأمر والمنتج النهائي، ومعرفة طبيعة المنتج وأثره على صحة الإنسان بعد التغير من شكل إلى آخر، وإجراء تجارب علمية».

وشدد الشوبكى على ضرورة أن تتخذ الدول إجراءات تشريعية، لتنظيم وتحديد الأغراض فى استخدام الزيوت المهدرجة فى أى المنتجات، متسائلا: «هل يعقل أن تشترى الفلافل مقلاة بالمارجرين، أو استخدام زيوت مضرة للأطفال وكبار السن، قائلا: «لا بد من وقفة حقيقية لوقف هذه السموم المنتشرة بالأسواق فى المقابل ملايين تذهب لحفنة منتفعين على حساب صحة المواطنين وأرواحهم».

 أمراض القلب

وقال الدكتور خالد صلاح الدين، أستاذ أمراض القلب ورئيس قسم الباطنة والقلب بالمعاهد التعليمية المتخصصة، إن الدهون الصناعية وزيوت النخيل وجوز الهند، تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية سواء بالمخ والقلب، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية الحديثة أظهرت أن الدهون الطبيعية - أيضا السمن البلدى - مفيدة وغير مضرة.

وتابع صلاح الدين، أن السمن الصناعى والتدخين، سبب انتشار أمراض القلب والكبد وعلى جدار شرايين الأوعية الدموية فى المخ، وهو ما يؤدى إلى الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات وأمراض القلب الخطير، متسائلا: «هل يعقل أن يتم الإعلان عن سموم تباع للناس وتضر بصحتهم، معالجة كيماوية وعليها مكسبات طعم ولون»

وشدد على ضرورة أن تتخذ الدولة إجراءات رادعة للحد من انتشار هذه المنتجات غير الآمنة علميا، سواء بحملات توعية للمستهلك، وأيضا ضرورة وجود تشريع لمنع استخدام هذه الزيوت فى صناعات الألبان والبسكويت والتورت والحلويات، وأيضا استخدامها فى قلى المنتجات.

 سم قاتل

وأوضح الدكتور أسامة حمدى مدير برنامج السمنة والسكر بمركز جوزلين للسكر، والأستاذ المشارك بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، أن السمن الصناعى يعد من الأطعمة القاتلة، لما يحدث لها أثناء عمليات التحول عن طريق استخدام كيماويات ومكسبات لون وطعم.

وعن إمكانية صناعة سمن صحى وآمن، قال: «نعم ولكن بتكلفة كبيرة تقلل من هامش ربح أصحاب المصانع الحالية، لكن فى الدول الأوربية، ألزمت منظمات الصحة بها جميع الشركات بالهدرجة الكاملة وليست الجزئية للزيوت، حتى تتحجر ثم إعادة تسييلها بإضافة مواد دهنية خاصة وماء، وهو ما لم تقم به شركة واحدة فى مصر ليبقى السم القاتل فى علب الصفيح كما هو»

انخفاض السمن الحيوانى

وعن انخفاض انتاج السمن الحيوانى، قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن تكلفة إنتاج رطل (ما يعادل ٤٠٦.٢٥ جرام)، أغلى من سعر بيعه فى السوق، ما جعل الفلاحين ينصرفون عن الإنتاج من أجل البيع، مشيرا إلى أن سعر الرطل الواحد ى يساوى تكلفة ٣ كيلو من السمن الصناعي، وهو ما يعتبر سعرا يسير على المستهلك.

وأكد أبو صدام، أن الثروة الحيوانية والتصنيع الغذائى القائم عليها انهار نتيجة تجاهل بنائها على أسس حديثة على مدار السنوات الماضية، لافتا إلى أن الفلاح أصبح غير قادر على تربية مواشى من أجل الحصول على الألبان، ويبذل قصارى جهده لتربية مواشى مدرة للحوم، لسد الفجوة الغذائية.

وشدد أبو صدام على أن هناك سيطرة واحتكارا لسعر الألبان فى مصر، متسائلا: هل يعقل أن يتم بيع كيلو اللبن للمصانع بسعر ٣ جنيهات، كيف يتمكن الفلاح من العيش وإدارة أمور حياته، لافتا إلى أن تصنيع الزبد والسمن الحيوانى أصبح غير مجد للفلاحين الآن.

وأشار أبو صدام إلى أن الأمل الآن فيما تقوم به الدولة من مشروع مليون رأس ماشية، مشيرا إلى أن المشروع يقوم على التصنيع الغذائى لمنتجات آمنة بعيدا عن استخدام اللبن البودرة والزيوت النباتية فى تصنيع منتجات الألبان.

وفى رأى آخر، قال الدكتور صلاح أبورية، أستاذ علوم الأغذية بجامعة القاهرة: «لا نستطيع منع استخدام الزيوت المهدرجة، لأنها أوفر وأرخص، والأمر يتعلق بالأوضاع الاقتصادية»

وأوضح، عضو اللجان الفنية القومية ولجنة الكودكس المصرية ولجان التقييم بوزارة التجارة والصناعة - هيئة المواصفات والجودة -: «لدينا حالتان لتحويل الزيوت غير المشبعة إلى زيوت مشبعة، وهى التحويل من سائل إلى صلب، ولدينا نوع طبيعى الله خلقه فى الشتاء صلب والصيف يكون سائلا، وهو زيت النخيل، ويتم استخدامه كسمن طبيعى، لكن له أضرار وهو رفع نسبة الدهون الثلاثية فى الدم، لكن ٩٠٪ من المطاعم فى مصر وغيرها تستخدمه فى عمليات القلى، وبالتالى لديه خطورة لاستخدامه فى عمليات التصنيع، لذك ننصح المواطنين بتقليل تناول المقليات خارج البيت.

وتابع: «الزيوت المهدرجة، لدينا نوعان الأول الهدرجة وهى إضافة الهيدروجين إلى الزيت، فى وجود عامل مساعد ليتحول إلى مادة صلبة، وهذا الأمر غاية فى الخطورة، أما العملية الثانية، فهى الأسطرة، وهى تعديل داخل جزىء الزيت، لتتم عملية التحويل، ولا يصبح له ضرر كبير.

وكشف عن أنه فى مصر الآن تقريبا لا يوجد سمن مهدرج، بعد حدوث أكثر من انفجار أكثر من مرة فى خزانات الهيدروجين بالإسكندرية، لكن الزيوت الموجودة الآن تعامل بطريقة لا ينتج عنها آثار صحية ضارة، وكل المصانع تنتج هذا بعد إضافة مواد تعدل الترميلة واللون والطعم، وكلها تنتج من مصنع واحد لحساب الغير، بأسماء مختلفة لمنتجات موجودة فى السوق. وعن تعديل المواصفات القياسية والجودة مؤخرا لصناعة السمن النباتى فى مصر، أوضح: «لم يتم تعديلها، لكن زمان كان الأكثر شيوعا فى الاستخدام».

وعن استخدام المارجرين، قال: «هى عبارة عن سمن صناعى مضاف إليه لبن، وتباع كبديل للزبدة، وليس لها أى أضرار صحية». 

وعن انخفاض الإنتاج من السمن الحيوانى، قال: «السبب يرجع إلى انخفاض الثروة الحيوانية، لدينا نقص شديد فى اللحوم ونقوم بالاستيراد، ولو كان عندنا ثروة حيوانية كبيرة، لكان من الممكن أن تبنى عليها مشروعات عملاقة للتصنيع الزراعى، منها مصانع ألبان تفرز اللبن تستخرج منه الزبد والقشدة والسمن الحيوانى، وهذا الأمر معمول به فى دول فرنسا ونيوزيلاندا، وهولندا، فالسمن الحيوانى الطبيعى هو المعمول به هناك».

وعن استخدام زيت النخيل فى صناعة الألبان والجبن، قال: «لازم نعرف أنه توجد حرب تجارية كبيرة بين أمريكا ودول جنوب شرق آسيا المنتجة لهذه النوعية من الزيوت، وبالتالى هناك محاولات لضرب زيت النخيل، لصالح أمريكا، رغم أنه يحتوى على فيتامين د وفيتامين أ، لكن الإفراط فى استخدامه يعمل على الإصابة بالسمنة وزيادة الدهون الثلاثية، لكن يستخدم فى العديد من الصناعات مثل الحلويات والبسكويت والألبان وهذا أمر متداول على مستوى العالم.

وعن هجوم متخصصى التغذية وأمراض القلب على السمن الصناعى، قال: «أنا أعرف أسماء بعينها ولها وظيفة داخل معهد التغذية نفسه وليس لها علاقة بالتخصص والمهنة، فمنهم خريجو كلية علوم، وأيضا كثيرون يخرجون على الفضائيات يتحدثون دون علم».