السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس جورج شاكر يكتب: أعــداء النجــاح

القس ﭽورﭺ شاكر
القس ﭽورﭺ شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجاح الإنسان في يده وليس في يد أي إنسان آخر

الغرور والكبرياء من أعتى أعداء النجاح 

هناك مَنْ يعتبر النجاح خيانة عظمى وجريمة كبرى يجب أن يعاقب عليها الناجح

الفاشل عندما يخطئ يحاول أن يبرر ما اقترفه من أخطاء

لا يوجد نجاح عبر الزمن بدون كفاح

---------------------------------------

كان تكريم وتقدير سيادة الرئيس السيسي للعلماء والمتميزين في عيد العلم تاجًا على رؤوس المكرمين، ونيشانًا على أكتفاهم، ووسامًا على صدورهم، وكم كان رائعًا من رئيسنا أن يضيف إلى مآثره السابقة لشعبه مأثرة جديدة ألا وهي مبادرة " نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر" وأكد في خطابه التاريخي أن الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والابتكار من أهم أولويات الدولة، نظرًا لأهمية الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا للنهوض بالأمة والانطلاق إلى آفاق المستقبل.

على الجانب الآخر هناك مَنْ يعتبر النجاح خيانة عظمى وجريمة كبرى يجب أن يعاقب عليها الناجح المتميز، فينهالوا عليه بحجارة النميمة، والشكاوى الكيدية، وتلفيق التهم الباطلة له يحاولون رجم سمعته وتاريخه وإنجازه، وذلك لأنهم أصيبوا بداء محاربة الناجحين، والقضاء على النابغين، وتحطيم المتفوقين.

نعم! يريد الحاقدون قتل الناجح المتميز لأنه بمثابة الضمير الذي يذكرهم باستمرار بفشلهم، لكن في يقيني أنه لا توجد قوة على سطح الأرض تستطيع أن تعوق مسيرة الناجح طالما هو مصمم من كل قلبه وفكره وإرادته على النجاح والتميز، ويسعى إلى ذلك برؤية وخطة مدروسة.

ونجاح الإنسان في يده وليس في يد أي إنسان آخر، وصورة نجاحه مع الأيام هو الذي يرسمها ويلونها.

والبعض يتخيل أن أعداء النجاح من حوله إنما الحقيقة في تقديري أن أعداء النجاح هم ليسوا من خارجه وإنما هم بداخله أذكر منهم الآتي

1. الانهزامية

في مقدمة أعداء النجاح الروح الانهزامية، قال أحدهم: كنت أظن أسوأ شيء في الحياة هو الفشل ولكنني اكتشفت وتأكدت أن هناك ما هو أسوأ وأبشع منه إنه الاستسلام للفشل.

نعم! قد يفشل الإنسان في بعض الأحيان هذا أمر وارد، فالحياة مزيج من النجاح والفشل، الربح والخسارة، الانتصار والانكسار، ولكن عليه أن لا يستسلم للفشل، وعليه أن يتعلم من أخطائه، وعليه أن يكرر المحاولة مرة ومرات، وإذا فشل عليه أن يفكر في البدائل. فليس من المعقول ولا من المقبول أن مَنْ يفشل مرة يقول لقد انتهيت، فالمستقبل أمامه طويل، وفرص النجاح لم تنته.

والحقيقة هي أن الفرق بين الناجح والفاشل هو أن الناجح يتعلم من أخطائه ولا يكررها، والفاشل عندما يخطئ يحاول أن يبرر ما اقترفه من أخطاء، أو يستهين ويستخف بأخطائه وهذا هو سر الفشل.

نعم! ليس عيبًا أن تخطئ ولكن العيب هو أن تستمر وتستمرئ الخطأ، وليست الكارثة أن تخطئ بل أن تصاب بالإحباط واليأس والاكتئاب بعد الخطأ

2. فقدان الثقة

إن فقدان الثقة بالنفس أو الإحساس بصغر النفس من أقوى أعداء النجاح فمًنْ لا يثق في نفسه فمَنْ ذا الذي يثق فيه.

حقًا! كم من أناس حققوا نجاحًا مبهرًا بالرغم من تحديات وصعاب الحياة التي عاشوها، مَنْ منا لا يعرف عميد الأدب العربي طه حسين الذي فقد بصره ولم يفقد بصيرته أو ثقته في نفسه واستطاع أن يقهر الظلام، ويصبح في يوم من الأيام وزيرًا للمعارف، وهيلين كيلر التي كانت عمياء وصماء وبكماء لم تفقد الأمل والثقة في نفسها، وتمكنت من أن تنعم بالحياة وتكون لحياتها هدف ورسالة.

من أسف كم من أناس عاشوا وماتوا دون أن يكتشفوا القدرات والمواهب الكامنة فيهم، ولذلك لم يتمكنوا من إنجاز أي شيء يذكر

3. الكسل

والكسل من أشرس أعداء النجاح، والحقيقة أنه لا يوجد نجاح عبر الزمن دون كفاح، ادرس وتأمل تاريخ كل العظماء تجد تاريخهم حافل بالصبر والمثابرة، ولم يحققوا إنجازاتهم من فراغ وإنما بالسهر والتعب والمعاناة. والنجاح رحلة لا مرحلة، فليس هناك محطة وصول للنجاح نستطيع أن نقول عندها إننا وصلنا إلى آخر محطة، وإنما النجاح يقود للنجاح.

قديمًا قال أرسطو: يجب أن تستيقظ مبكرًا فلا يجب أن تظل رأسك وقدميك على مستوى واحد طويلًا، ويقول الشاعر:" مَنْ طلب العلا سهر الليالي" فالنجاح ثمرة رحلة كفاح مستميت، ومثابرة لا تعرف المهادنة.

والجدير بالملاحظة أن كثيرين بعد أن حققوا نجاحًا باهرًا فشلوا، والسر وراء ذلك أنهم في البداية أقبلوا على العمل بحماس وهمة ونشاط منقطع النظير، وعندما شعروا ببوادر النجاح انصرفوا إلى حياة الترف والكسل ففشلوا فشلًا رهيبًا

4. العشوائية

والعشوائية عدو آخر من أعداء النجاح فمَنْ لا يخطط لنجاحه يخطط لفشله، والفشل في التخطيط تخطيط للفشل، والنجاح في التخطيط تخطيط للنجاح، ومَنْ يسير عشوائيًا يستنزف طاقته، ويبدد جهده، ويتخبط هنا وهناك دون أن يصل إلى أي شيء، فمَنْ لا يعرف إلى أين يذهب سيصل إلى المجهول.

أما مَنْ لديه رؤيا واضحة، وهدف محدد، وبرنامج طموح، وخطة مدروسة فبالتأكيد سيدرك النجاح الذي يفوق الخيال، فالنجاح لا يشترى جاهزًا وإنما يُصنع صنعًا

5. الغش

في يقيني أن ألد أعداء النجاح هو الغش، والمشكلة التي تتفشى في هذه الأيام هي أن الناس تريد النجاح السريع والسهل، ولا يوجد أقصر من طريق الغش وهي لا تعلم أن النجاح الذي يأتي سريعًا قد يضيع سريعًا.

والحقيقة التي لا يشوبها أدنى شك هي أن مَنْ يسرق نجاحه لا يستمتع به، فالإنسان لا يعرف مذاق السعادة الحقيقية إلا إذا كان نجاحه ثمرة كفاحه.

نعم! استحالة أن يستمر الغشاش في نجاحه وارتفاعه كما يقول المثل الشعبي " بيت الغشاش ما يعلاش" هذا ومن ناحية أخرى الغش آفة المجتمع، فعلى سبيل المثال هل لك أن تتخيل مصير مرضى الطبيب الذي نجح بالغش؟ أوما مصير المباني التي ينفذها مقاول يغش في مواد البناء؟

6. إهدار الوقت

وإهدار الوقت عدو قاتل للنجاح فالفرق بين الناجح والفاشل هو أن الناجح استطاع أن ينظم وقته ويستثمره أروع استثمار فحقق نجاحًا يستحق الافتخار، أما الفاشل فقد أهدر وقته فدمر عمره وقتل نفسه، فكما قال العقاد "مَنْ يعرف قيمة وقته يعرف قيمة حياته".

في يقيني أن الإنسان الناجح هو الإنسان الذي يدرك أن كل ثانية من حياته لها قيمة، ولعل أقوى برهان على ذلك أن العالم المصري العالمي الحائز على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل اكتشف قيمة الفيمتوثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وقد أحدثت (كيمياء الفيمتو) ثورة في عالم الكيمياء، وكان لها أدوارًا فارقة في حياتنا

7. الحقد والضغينة

في المسير في رحلة الحياة الإنسان الناجح مُعرض للهجوم من والحاقدين والناقمين والحاسدين ومدرسة الحياة تعلمنا أن لا نضّيع وقتنا في الرد عليهم، والدخول في معارك جانبية معهم... والناجح يجعل إنجازاته تعلن عكس ما يقولون.

لقد جاء تلاميذ سقراط إليه يومًا وقالوا له إن الناس يتحدثون بالسلب عنا فقال لهم: حسنًا لقد حان الوقت لكي نثبت لهم أننا لسنا كذلك، ولكن بالأعمال وليس بالأقوال.

نعم! الإنسان الناجح الواعي يستثمر الوقت الذي يمكن أن يضيّعه في الرد على المسيئين إليه في إنجاز يدخل به التاريخ، ويسجل اسمه بحروف بارزة مضيئة.

8. الغرور والكبرياء

والغرور والكبرياء من أعتى أعداء النجاح، فما أكثر الذين حققوا نجاحات عظيمة وكان يشار لهم بالبنان، لكن من أسف أصابهم داء الغرور والكبرياء فسقطوا وكان سقوطهم عظيمًا، وصفحات التاريخ عامرة بالأمثلة والأدلة على هذا لذا قال سليمان الحكيم "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح".