جريمة شنيعة، شهدها شارع الشهيد أحمد فتحى بمنطقة مصر الجديدة، بعدما قام موظف بذبح سائق يدعى «هانى شاكر» لسرقة سيارته، بعدما استدرجه من ميدان لبنان بحجة توصيله، وبعد ارتكاب جريمته بدقائق اشتعلت النيران فى السيارة ليتمكن الأهالى من ضبطه، واستخراج الجثة قبل احتراقها.
في البداية، يقول أحد أصدقاء المجنى عليه، إن القتيل ويدعى هانى شاكر شاب من منطقة أبو قرقاص فى المنيا، وقدم إلى القاهرة للعمل فيها والإنفاق على نفسه وأسرته.
وأضاف صديق المجنى عليه، أن القتيل كان يعمل فى تجارة الأدوات المكتبية، وظل يمارسها ٥ سنوات مع أحد أصدقائه، وفى الفترة الأخيرة أراد العمل بمفرده فى مشروع يوفر له دخلا، وقرر شراء سيارة ملاكى للعمل عليها بالأجرة فى شركة «أوبر»، حيث كان يعمل طوال اليوم، وأغلب فترات الليل لتوفير نفقاته ونفقات أسرته، ولكنه لم يكن يعلم أنه سيقتل على يد «شيطان بشرى» ليقتل معه فرحة أسرة بكاملها.
وتابع صديق المجنى عليه، أنه علم من رجال المباحث أن الموظف طلب من هانى توصيله إلى ميدان لبنان، وطلب منه توصيله إلى منطقة ألماظة، وأثناء سيره بالسيارة، قام المتهم بإشهار سلاح أبيض «سكين» لسرقة متعلقات المجنى عليه، وأثناء مقاومة المجنى عليه للمتهم قام بذبحه، وقام بنقل الجثة إلى الكرسى المجاور للسائق، وقام بالركوب مكان المجنى عليه لقيادة السيارة للوصول إلى مكان خال من الأهالى لإلقاء الجثة، إلا أن القدر غير ذلك ليصطدم المتهم فى أحد الأرصفة وتشتعل السيارة، ويتجمع أهالى تلك المنطقة للاطمئنان على الأشخاص المتواجدين داخل السيارة، وكانت الفاجعة عندما عثر الأهالى على جثة الشاب «هاني» المجنى عليه، وبها آثار ذبح بمنطقة الرقبة، فقام الأهالى بالقبض على المتهم وتسليمه للشرطة.
والتقط صديق آخر طرف الحديث، وقال إن رجال المباحث عقب ضبط المتهم فى السيارة وبجواره الجثة، عثروا على هاتف المجنى عليه، وبفحصه تبين قيام صديق آخر لهما بالاتصال بالمجنى عليه قبل الواقعة بدقائق، وعندما اتصلوا عليه أخبروه بعثورهم على جثة المجنى عليه.
يُذكر أن المتهم اعترف أمام رجال المباحث، أنه توجه لمنطقة ميدان لبنان بالجيزة لاستقلال إحدى السيارات الأجرة، وتصادف مرور المجنى عليه بالسيارة قيادته، وقام بإخطاره بعمله على السيارة كسائق وإمكانية اصطحابه إلى وجهته، فطلب منه توصيله إلى منطقة الوايلى وحال سيرهما بشارع أحمد سعيد، قام بتغيير وجهته إلى منطقة ألماظة بدائرة القسم.
وأثناء سيرهما بمحل الواقعة أشهر السلاح الأبيض وهدد المجنى عليه للاستيلاء على ما بحوزته من متعلقات كرهًا عنه، إلا أنه قاومه فتعدى عليه بذات السلاح محدثًا إصابته التى أودت بحياته. كما أقر المتهم فى اعترافاته بأنه نقل المجنى عليه للمقعد المجاور لمقعد قائد السيارة وقيادتها فقام بالاصطدام بالرصيف، مما أدى إلى انفجار الإطار الأمامى الأيسر للسيارة واشتعال محركها فلاذ بالفرار تاركًا هاتفه المحمول الذى عثر عليه بداخل السيارة.
تعود تفاصيل الواقعة، بتلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، إخطارا من قسم شرطة مصر الجديدة، مفاده تلقيه بلاغا من شرطة النجدة بنشوب حريق بسيارة بشارع الشهيد أحمد فتحى بألماظة، وضبط موظف أثناء قيامه بالفرار من سيارة ملاكى عقب اشتعال النيران بها، وتمت السيطرة على الحريق بمعرفة الأهالي.
وبالانتقال إلى مكان البلاغ، وبالفحص عثر على جثة قائد السيارة مُسجاة على مقعد السيارة الأمامى الأيمن، وبها إصابات عبارة عن جرح ذبحى بالرقبة من الجهة اليمنى وجروح بالكف الأيمن والأيسر، وعثر بجوار الجثة على سلاح أبيض «سكين» ملوث بالدماء، وهاتف محمول.
وبمناقشة المتهم المضبوط أقر بمشاهدته للسيارة حال اشتعالها بجوار أحد أعمدة الإنارة فقام بالفرار هربًا خشية انفجارها وحدوث إصابته.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين عدم صحة رواية المتهم، ومن خلال إعادة مناقشته، اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه نظرًا لمروره بضائقة مالية وسابقة تعرضه لواقعة سرقة هاتفه المحمول كرها عنه أثناء سيره بمنطقة سكنه، اختمرت فى ذهنه فكرة استقلال سيارة أجرة وسرقة متعلقات قائدها كرها عنه تحت تهديد السلاح الأبيض، وفى سبيل ذلك اشترى «السكين» التى عثر عليها بداخل السيارة لاستخدامها فى الواقعة، وتحرر المحضر بالواقعة.
