الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرائق الأمازون تهدد رئة العالم.. تمد 20% من الكوكب بالأكسجين.. خسائر بيئية ضخمة.. وخبراء يحذرون من تزايد وتيرة الاحتباس الحراري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا صوت يعلو فوق صوت حرائق غابات الأمازون المعروفة برئة العالم، كونها تبلغ مساحتها نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتعتبر أحد الأماكن المهمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تمد الكوكب بنحو 20% من الأكسجين بحسب ما يتم تداوله، الأمر الذي أدى إلى استنفار عالمي كبير وسط تحذيرات من كارثة بيئية محتملة، إذ يعتبر حوض الأمازون المغطى بالأشجار الخضراء مكان حيويا لكبح مستوى الاحتباس الحراري حول العالم حيث تمتص الغابات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام.
وتقول البيانات الرسمية إن نحو أكثر من 75 ألفا من حرائق الغابات رُصدت في البرازيل التي تقع بمحيطها الغابات في الأشهر الثماني الأولى من العام الحالي - وهو أعلى رقم منذ 2013، بينما لم يتجاوز عدد الحرائق المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي 40 ألفا ما يشير إلى كارثة خاصة على صعيد الحياة البرية المتنوعة التي تعيش بمحيط الغابات، فبحسب التقارير الإعلامية الدولية فإنه يعيش في حوض الأمازون حوالي ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ونحو مليون نسمة من السكان الأصليين.

وفي خطوة لمواجهة الكارثة أعلن الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، مساء الجمعة، أنه سينشر أفراد القوات المسلحة لمواجهة الكم الهائل من الحرائق التي اجتاحت غابات الأمازون فيما أعلنت دول عظمى عن استعدادها لتقديم المساعدة أبرزها الولايات المتحدة الأمركية والاتحاد الأوروبي.
وتسببت الحرائق في حالة من القلق عالميا إذ أعربت العديد من الدول عن قلقها من تفاقم الأزمة مع استمرارها وارتفاع نسبة الدخان المحمل بأول أكسيد الكربون، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات داخل الكثير من الدول لمواجهة الحرائق تخوفا من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع نسبة موجات الحر التي تجتاح العالم بصورة غير مسبوقة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور طه الصباغ، الخبير البيئي، إن مصادر الاحتباس الحراري تأتي بسبب انتشار التلوث في الهواء الجوي ونتيجة لغياب المساحات الخضراء وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر على شتى الأحياء ويعمل على إحداث تغيرات بيئية خطيرة كانقراض العديد من الأحياء على سبيل المثال وهو أمر يحتاج إلى إرادة سياسية من أجل العمل على الحد منه.
ولفت إلى أنه لا بد أن يعكف العالم خلال الفترة المقبلة على تناول قضية التغيرات المناخية بصورة أكبر جدية والتركيز على زيادة نقاوة الهواء من خلال الاتجاه إلى زيادة المساحات الخضراء والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية كمحاولة للتقليل من فداحة الأمر.

وأضاف المهندس خالد زريق، الخبير الزراعي، أن غابات الأمازون تشكل أكثر من نصف مساحة الغابات المطيرة في العالم، وبحسب المتداول فإن حرائق هائلة التهمت مساحات شاسعة من غابات الأمازون، كما أن الدخان المنبعث منها يمكن مشاهدته من الفضاء ما ينذر بكارثة مناخية قد يكون لها تأثير خطير على مناخ العالم مؤكدا أنه ما يقارب 390 مليار شجرة من 16000 نوع مختلف مهددة بالزوال.
وأضاف أن الحرائق أتت على آلاف الكيلومترات من غابات الأمازون محولة إياها إلى رماد، وجاء من آثار الحرائق أن مدن برازيلية أهمها ساو باولو بالأمس غرقت في الظلام في وقت الظهيرة بسبب الدخان الكثيف، حيث وصل الدخان الى أفريقيا وبالطبع فإن آلاف الحيوانات ماتت بسبب الكارثة الطبيعية أمام صمت العالم والأمم المتحدة، وامتدت طبقة الدخان على مساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع فوق أمريكا اللاتينية.
ومن المعروف أن الأشجار تعمل على التخلص من ثاني أكسيد الكربون والإمداد بالأكسجين.
وقال الدكتور محمد حسن خليل، إن هناك العيد من الأضرار الصحية التي تنتج عن نقص الأكسجين وزيادة المركبات السامة في الهواء أبرزها الإصابة بالسرطانات محذرا من خطورة تداعيات التلوث الهوائي التي من الممكن أن تؤدي إلى الفشل التنفسي والضيق الشعبي الهوائي المزمن وتليف الرئتين والأورام.