الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. نجيب محفوظ: بدون الأدب لا معنى لحياتي

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضمن برامج الإذاعة المصرية، حل الأديب نجيب محفوظ ضيفًا، وقال حصلت على العديد من الجوائز العالمية والمصرية، وأضاف حكيت عن كل جوانب حياة المصريين وإقامتهم في الحواري ومعاناتهم مع الحروب في رواياتي التي تحولت إلى أفلام، والتي قدمتها باللغة العربية الفصحى، وكانت سببًا لانتقادات كثيرة لأني جسدت فئة فقيرة من الشعب في أعمالي، فقال عني عبدالعظيم أنيس، «إن محفوظ يستفز القارئ بسبب استخدامه حوارًا بالفصحى على لسان شخصيات من الأحياء الشعبية»، وأقول إن مهمة الأديب في علاقته باللغة بأنه ارتقاء بالعامية وتطور للفصحى لتتقارب اللغتان، مشيرا إلى أنه شخص يحب الأدب، ويؤمن بالعمل ويحبه أكثر من الشهرة والمال، يقول: «لو الفلوس جت خير مجتش عمري ما هجري وراها، وأشعر أنه بدون الأدب لا معنى لحياتي، قد يكون لدىّ أصدقاء جيدون، رحلات، رفاهية، ولكن بغير الأدب كانت حياتي ستكون بؤسًا كاملًا».
وقال بدأت الكتابة عام ١٩٢٩، «في البداية كل أعمالي رُفضت، وكان سلامة موسى، رئيس تحرير المجلة الجديدة، يقول لي: أنت موهوب، ولكنك لم تصل بعد، وفي عام ١٩٣٩ نُشرت قصة «عبث الأقدار»، فكانت هدية ومفاجأة من ناشري المجلة الجديدة، كان ذلك حدثًا ذا أهمية هائلة في حياته»، فأنا صاحب فلسفة خاصة نحو الدين والصلاة، إنها حرية منفتحة هذه هى العبادة، مفسرا ذلك بأن «الدين سلوك إنساني جوهري، ولكن معاملة الناس بطريقة جيدة أهم من قضاء الإنسان كل وقته في صلاة وصيام وسجود، فالله لم يرد من الدين أن يكون ناديًا للتدريبات الرياضية».
وأضاف أكره السفر جدًا، ففي حياتي لم أسافر خارج مصر إلا مرة واحدة إلى اليمن، لما فوزت بنوبل كلفت الكاتب محمد سلماوي بالسفر للسويد لتسلم الجائزة وإلقاء كلمته بديلًا عني، ومن كثرة خوفي لم أسافر لأرض الحجاز لأداء مناسك الحج، يقول عن ذلك: «لم أذهب في حياتي إلى مكة ولا أريد الذهاب لأني أكره الزحام جدًا، ليس الخوف من السفر فقط بل من الزواج، فتزوج في سن الـ٣٧ أو الـ٣٨، وذلك لأنني خائفًا من الزواج لخشيتي من الارتباطات الاجتماعية مثل أشقائي وشقيقاتي، فكان وقتي ممتلئًا تمامًا، في الصباح موظف حكومي وكاتب في المساء».
أما عن الحجاب فقال «تغطية الرأس باتت موضة، وهي لا تعني أكثر من هذا في الغالب، أخشى التعصب الديني لأنه تطور هدّام ومعارض تمامًا للإنسانية»، وعن أصعب قرار اتخذته كان تكريس حياتي للكتابة والقبول بأقل مستوى معيشي، لافتا إلى أن الأمر ازداد صعوبة، حينما لاح أمام عينيي طريق المال إذ سنحت لي فرصة أن أصبح كاتب سيناريو مع المخرج صلاح أبوسيف، ولكني لم أكمل هذا، ورفضت الاستمرار.