الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تحالف بوكوحرام وداعش يشعل القارة السمراء.. وتحذيرات من التمدد شمالا

بوكوحرام
بوكوحرام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور 10 سنوات على مصرع محمد يوسف، الزعيم التاريخي والمؤسس لتنظيم بوكوحرام، المصنف إرهابيا في نيجيريا، وعدد من دول القارة الإفريقية، فإن التنظيم ما زال يمارس العنف بكل قوة، غير متأثر بمصرع زعيمه.
وفي الوقت الذي ظنت فيه بعض القوى المتابعة لتطورات الإرهاب على الأراضي الإفريقية، أن بوكوحرام آخذ في التراجع ولن يمر عقد قبل أن ينهار تماما، كما حدث مع تنظيم القاعدة الذي أوشك على الانهيار بعد مقتل زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، فإن الواقع يشير إلى عكس ذلك تماما.
الأنباء الواردة من وسط القارة الإفريقية، حيث تقع نيجيريا التي تعد مركز النفوذ الرئيس لتلك الجماعة الإرهابية المارقة، تشير إلى أن جماعة بوكوحرام، وجدت ضالتها في التحالف مع داعش، حيث زادت من عنف جرائمها ضد الشعب النيجيري، وصارت تنتهج الأسلوب الداعشي في تنفيذ جرائمها.
ما هي بوكوحرام؟ 
تعد جماعة بوكوحرام، التنظيم الإرهابي الأكثر دموية في إفريقيا حاليا، حيث يتبنى قادته الأفكار السلفية الجهادية، ونشأ في نيجيريا على خلفية صراع ممتد بين الجنوب المسيحي الغني، والشمال المسلم الذي يشكل أكثر من 75% من سكان تلك الدولة الكبيرة، التي يتجاوز تعدادها مئتي مليون نسمة.
ظهرت بوكوحرام في عام 2002، تحت غطاء الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، حيث استهدفت مواجهة ما وصف بأنه تمدد الثقافة الغربية، التي يؤيدها المسيحيون.
وبمرور الوقت، وزيادة المواجهات الأمنية بين تلك الجماعة، وقوات الشرطة والجيش في البلاد، تحولت إلى ميليشيات وصل عددها إلى أكثر من 10 آلاف عنصر، يبايعون الآن تنظيم داعش وقائده أبو بكر البغدادي. 
الخبراء يحذرون من أن التحالف بين داعش وبوكوحرام، قد يشكل خطرا شديدا على الأمنين الإقليمي والدولي، في ظل تصاعد احتمالات تمدد الحركة إلى الشمال وصولا للشرق الأوسط، في ظل ما تم رصده من تقارب بينها وبين حركة الشباب الصومالية، والطوارق في ماليا، والجماعات المتطرفة المتمركزة على الحدود الليبية التشادية.
ويرى محمد تهامي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن خطر تمدد إرهاب بوكوحرام وداعش في غرب القارة الإفريقية، يمثل واقعا حقيقيا يجب الانتباه إليه والعمل على مواجهته بأقصى سرعة، خاصة بعد انهيار داعش في مناطق نفوذه الأصلية، بالشرق الأوسط.
ولفت تهامي إلى أن تنظيم داعش يستمد جانبا من خطورته، من كونه استطاع أن يوجد لنفسه مكانا في جميع قارات العالم تقريبا، مضيفا: "الأوضاع في نيجيريا، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، تنذر بوجود فرصة مواتية لداعش، لكي يجعلها مركزا لعملياته منطلقا جهة الشمال. 
ولفت تهامي إلى أنه في أعقاب مقتل مؤسس بوكوحرام، محمد يوسف عام 2009، بدا التنظيم أكثر وحشية في جرائمه، وزاد من هجماته العنيفة ضد مؤسسات الدولة، مستخدما سلاح العمليات الانتحارية، إلى أن بايعت الجماعة تنظيم داعش في عام 2015. 
وأشار تهامي إلى أن داعش يعمل حاليا من خلال مجموعة فروع في آسيا وإفريقيا، وبوكوحرام واحدة من أهم هذه الفروع، التي تمهد للتنظيم فرصة التقدم شمالا مرورا بمالي، وتشاد. 
تاريخ التأسيس
بدأ تأسيس جماعة بوكوحرام، في عام 2002، على يد شباب التيار الإسلامي من السلفيين في نيجيريا، أطلقوا على أنفسهم اسم "طالبان النيجيرية"، وسرعان ما أصبح لهذه المجموعة أثرا واضحا مكنها من الدخول في مواجهات مع مؤسسات الدولة.
وبحسب الكتب والمراجع التي رصدت حالة التطور لحركة هذه الجماعة، فإنها تحالفت مع حركات أخرى هي "يان مدينة"، و"إزالة"، و"دعاة"، وتزامن مع ذلك إنشاء الشيخ محمد يوسف، مسجدا خاصا اتخذه مركزا لنشر فكره، واستقطاب الأتباع، لينتهي الأمر إلى الإعلان عن ظهور جماعة بوكوحرام.
وبحسب المراجع ذاتها وقع خلاف بين مؤسس جماعة "يان المدينة"، جعفر آدم، والشيخ محمد يوسف، انتهى بتصفية الأول بأمر من الثاني، وكان جعفر يؤم المصلين في صلاة الفجر، عندما تم قتله في أبريل 2007.
ولم يمر عامان، حتى اغتيل محمد يوسف أيضا، وتحديدا في عام 2009، مما حوله إلى شيء مقدس لدى أتباعه، الذين صاروا أكثر وحشية ودموية في تنفيذ تعاليمه، انتقاما من الدولة. 
وبدأت بوكوحرام عملها الفعلي في مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو النيجيرية، بعد ذلك بقليل، وقتلت على مدى 10 أعوام نحو 32 ألف شخص.
وفي أعقاب حظر نشاط الجماعة عام 2009 أيضا، اندلعت أعمال شغب في مدينة بوتشي، وانتشرت بعد ذلك في يوبي وبورنو ومناطق أخرى، وقتل على إثرها 300 شخص على الأقل في مايدوجوري وحدها.
وعين محمد يوسف قبل مقتله برصاص الشرطة النيجيرية، عقب القبض عليه في عملية أمنية واسعة، خليفة له يدعى أبو بكر شكوي، الذي قاد الحركة لحرب بلا هوادة ضد الدّولة النّيجيرية، قبل أن يتحالف التنظيم مع داعش حاليا. 
تضم بوكوحرام أعدادا هائلة من الشباب النيجيري، يتراوحون بين 30، و40 ألف فرد بحسب التقديرات.
وعقب وصول الرئيس المنتخب محمد بخاري إلى الحكم، بدأ يستعين بقوات من دول الجوار، لمواجهة بوكوحرام، وتمكن الجيش النيجيري من تحرير مساحات شاسعة من ولاية بورنو، الخاضعة للتنظيم، إلا أن الخبراء يرون أن الجماعة بدأت في الأشهر الأخيرة، تستعيد قوّتها، بعدما حصلوا على كميات هائلة من الأسلحة تدفقت عليهم من ليبيا. 
وبحسب التقارير التي تتداولها وكالات الأنباء، تتدهور بسرعة الحالة الأمنية تحت وطأة ضربات بوكوحرام مستعينا باستراتيجية تنظيم داعش الأكثر وحشية وإسقاطا للضحايا على مر العصور.
ويتفق الخبراء على مخاطر استمرار تصاعد نفوذ، وقوة جماعة بوكوحرام، في ظل تحالفها مع تنظيم داعش، والانهيار الأمني في ليبيا، وكذلك تطورات الأوضاع في الجزائر، وتونس، والسودان، وهي كلها معطيات تسهم في زيادة معدلات التهديد للأمن الشرق أوسطي، مما يستدعي مزيدا من الانتباه، واليقظة على الأصعدة كافة.