في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة لإنصاف ذوي الاحتياجات الخاصة ومنحهم حقهم الطبيعي في الحياة، وإشراكهم في كل المجالات، باعتبار ذلك إحقاق حق لشخص قد كرمه الله كونه إنسانًا، وليس هبة أو فضلًا من أحد، نجد بين الحين والآخر بعض التصرفات الفردية الخاطئة من بعض الضالين عن كل معاني الإنسانية والأخلاق تتمثل في إهانة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بسحلهم وضربهم والتمثيل بكرامتهم تحت زعم المزاح والتسلية.
بين الحين والآخر نجد مقاطع فيديو مصورة لبعض الشباب التى انعدمت بداخلهم الإنسانية والأخلاق يهينون أحد هؤلاء الملائكة الأبرياء، وآخرهم فيديو معاق مشتول السوق بمحافظة الشرقية، الذي تم تصويره ويظهر به مجموعة شباب يعتدون على أحد ذوي القدرات الخاصة داخل صالون حلاقة متخذين منه لعبة يلهون بها، مطلقين ضحكاتهم وسبابهم الفاجر الذي ينم عن غياب التربية، ويدل على ترسيخ مبدأ أنه من أمن العقاب أساء الأدب.
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى من نوعها بل تكررت مرات ومرات، فمنذ أسبوع تقريبًا تم تصوير فيديو وجرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد مرضى متلازمة داون أثناء اعتداء بعض الشباب عليه في منطقة حلوان وترهيبه بكلب مملوك لأحدهم مستمتعين بصراخه وتوسلاته لهم ليرحموه، وما زاد الفاجعة ألمًا أنه لم يتحرك أي من رواد المطعم أو العاملين به للدفاع عن ذلك الملاك الطيب.
لقد كان الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة أهم مشروعات الرئيس السيسي، فقد أولاهم اهتمامه وغمرهم برعايته وأسمى عام ٢٠١٨ عام ذوي الاحتياجات الخاصة، مما رسخ في نفوسهم أنهم في وطن لم ينقص فيه من قدرهم شيئًا.
نتوجه مناشدين كل الأجهزة المعنية بحماية رعاياها من ذوي الاحتياجات الخاصة، كونهم مواطنين لهم نفس الحقوق، ولهم الحق في حياة كريمة تسعى الدولة لتوفيرها لهم بينما يسعى البعض لسلبها.
