الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"مصحف الأقصى" يفجر أزمة بقطاع غزة.. مستشار أبو مازن يمنع تداوله.. والأوقاف الفلسطينية مستنكرة: قرار مبالغ فيه والأخطاء الفنية غير مقصودة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر محمود الهباش، مستشار الرئيس للشئون الدينية الفلسطينية أمس الأحد، قرارًا بمنع تداول نسخة من القرآن الكريم لوجود أخطاء بها، تعرف بنسخة "المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن هذه النسخة صادرة عن مكتبة منصور للطباعة والنشر والتوزيع المتواجدة في غزة.


في حين انتقدت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة تصريحات "الهباش"حول وجود خطأ في نسخة "مصحف المسجد الأقصى".
وقالت عبر أحمد كلاب المشرف على طباعة المصحف، إن ما يحدث في بعض الأحيان يكون عبارة عن خطأ فني غير مقصود ولا يشمل جميع النسخ كاملة، مشيرًا إلى أن تصريحات "الهباش" مبالغ فيها وليس كما صوره.
وتابع: "قد يصيب خطأ مصحف واحد أو مصحفين من النسخة الكاملة التي يكون عددها بالآلاف نظرًا لخلل في آلات تجميع الورق والملازم المطبوعة، وهذا أمر يحدث في مطابع العالم كافة، والمصحف في مراحل الطباعة يكون عبارة عن ملازم، كل ملزمة تتكون من 16 ورقة، وعند وصوله إلى عملية التجميع النهائية قد يقع خلل فني غير مقصود ونادر الحدوث أثناء التجميع".
خلل فني
ولفت إلى أن وجود خلل فني في أحد المصاحف لا يعني أن كامل النسخة تعاني من ذلك الخلل وبها أخطاء، فالمطابع تُصدر من كل نسخة ومن كل حجم ومقاس 40 ألف مصحف أحيانًا بتكلفة تصل ملايين الدولارات، مبينًا أن المطابع في غزة مشهود لها بإخراج المصاحف بحلة تليق بكتاب الله.
وأكد كلاب أن ذلك ما يجعلها تلقي رواجًا على مستوى خارج فلسطين، مشيرًا إلى أن أصحاب تلك المطابع لن يجازفوا بسمعتهم وأموالهم التي أودعوها بطباعة المصحف فهم مهتمين أكثر من غيرهم.
وبين الوزارة تتابع عمل المطابع وتطالب أصحابها بشكل دائم بالاهتمام بطباعة المصحف الشريف وخاصة خلال عملية التجميع الأخيرة لتلاشي أي خلل فني.
وأعرب عن استغرابه بشأن تصريح الهباش، قائلًا: "نعبر عن استغرابنا من تصريح الهباش، ونتساءل، من له المصلحة في التشكيك في عمل مطابع المصحف الشريف في قطاع غزة بعد ما حققته من نجاح على مدار السنوات الماضية".
ووجه كلاب تساؤله للهباش: "لماذا لم يكلف نفسه بالاتصال على صاحب المطبعة ليستوضح منه، ولماذا لم يشير إلى أن المصحف حصل على تصريح "تداول" من الأزهر الشريف وأنه سليم من حيث الرسم العثماني؟".
كما لفت أن مصحف المسجد الأقصى من المصاحف المميزة جدًا في غزة، مبينًا أن القائم على طباعتها بغزة سمير منصور يهتم بإخراجها بأجمل حلة ممكنة ويهتم بالألوان ونوع الورق وقد حصل على إذن طباعة وتصريح تداول لجميع مصاحفه من الأزهر الشريف.


وأشار إلى أن سمير منصور يطبع جميع الأحجام وسجلت له الأوقاف اسم المسجد الأقصى حصريًا له ومنعت المكتبات الأخرى من وضع اسم المسجد الأقصى على مصاحفها، موضحة أنه يهتم بإخراج المصحف بصورة مشرقة وجميلة وليبقى دومًا ذلك المصحف بأحلى صورة.
واختتم: "إن أردنا أن نأخذ بتصريحات الهباش يلزمنا التحذير من جميع المصاحف في العالم لأن ذلك الخطأ الفني وارد عند الجميع والمتمثل في زيادة أو نقص بعض الورقات لمصحف واحد غير متكرر في آلاف النسخ المطبوعة، حيث أننا لا نتحدث عن خطأ في كلمة او حرف موجود بجميع النسخ المطبوعة".
وطالبت الأوقاف الفلسطينية أصحاب المكتبات والمطابع في غزة بضرورة وجود فريق مهمته المراجعة والتدقيق للتأكد من سلامة نسخ المصحف من خلل في الطباعة أو زيادة لبعض الملازم او نقصانها أو خلل في ترتيب الصفحات. 
سحب جميع النسخ
طالب الدكتور ماهر خضير عضو هيئة العلماء والدعاة بالقدس الشريف والقاضى بالمحكمة العليا الشرعية فى فلسطين، بسرعة العمل على سحب النسخ المتداولة من طباعة مصحف المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن الأخطاء الواردة يجب أن تكون حافزًا لسرعة تنفيذ هذا الإجراء.
وقال خضير، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": من متابعتي بالازهر الشريف شاهدت أن مراجعتهم للمصاحف لإعطاء الاذن بالطباعة فيها تدقيق شديد جدًا، ولا يتم إعطاء الاذن إلا بعد المراجعة تصل لمدة أكثر من سنة ومن علماء في اللغة والنحو والصرف والقراءات والخط والطباعة، الفاصلة والنقطة وترتيب الصفحات ونوعها والحبر المكتوب فيها".
وتابع، مثل هذا الخطأ الوارد في المصحف المسمى "مصحف المسجد الأقصى"، والذي صدر به قرار من الدكتور محمود الهباش بعدم تداوله يعتبر في الأزهر من الأخطاء الكبيرة التي تستدعي بسحب الاذن، ولايوجد في طباعة المصاحف شيء اسمه خطأ فني، مشددًا: "تصريح وزارة الاوقاف في غزة عذر اقبح من ذنب ومبرر غير مقبول".
واختتم: الأحوط سحب جميع النسخ بدون مكابرة أو مناكفة في كتاب الله، فالموضوع ليس سياسيًا كما يصور البعض وإنما يتعلق بجمع المصحف وترتيبه وهذا يتعلق بأساس ديني".