السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إذا رفضت الذهاب إلى السينما.. شاهد هذه الأفلام في المنزل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم استقرار السينما على عرش الأماكن التى تفضل العائلات أو مجموعات الأصدقاء التوجه لها؛ إلا أن هناك الكثيرين يفضلون التمتع بأيام هادئة بعيدًا عن الزحام والضوضاء اليومي.
هؤلاء يفضلون البقاء فى المنزل والبحث بين ترددات القمر الصناعى عن فيلم مُناسب يستمتعون معه بقضاء هذا الوقت. الآن هناك عشرات المواقع المُتاحة ومنصات المشاهدة على شبكة الإنترنت، التى تحمل آلاف الأفلام، منذ ألقى الأخوان لوميير بأول شعاع سينمائى على جدار مقهى فى باريس، وحتى الأفلام الصادرة حديثًا.
هذه السطور للقارئ الذى قرر الابتعاد عن ضجيج السينمات ويبحث عن فيلم جيد للمشاهدة. 
«البوابة» تُرشّح لك هذه الأفلام الصادرة منذ مطلع العام الجارى 2019، وتتمنى لك قضاء وقتًا ممتعًا.

Le Chant Du Loup.. فرنسا يُمكن أن تُصبح «شرطى العالم»
إذا كنت واحدًا ممن يحبون الأفلام العسكرية فقد وجدت ضالتك بميزانية وصفها الكثيرون بأنها أقرب إلى التواضع، حيث جذب الفيلم الفرنسى Le Chant Du Loup، أو «نداء الذئب» عشرات الآلاف من المشاهدين لمواقع المشاهدة، ليخوضوا فى أعماق البحار مع فيلم هو الأحدث فى سلسلة طويلة تتناول الأصوات التى تُحيط بالغواصات أثناء مرورها فى أعماق هادئة أغلب الوقت، حيث يعتمد الأمر دومًا على فرد فى الطاقم يستخدم أذنيه الفائقة الحساسية لتحديد بدقة ما الشيء الذى يجعل السونار ينتفض.
ينسى الكثيرون، أو يتناسون، أن فرنسا تملك ثالث أكبر عدد من الرئوس النووية فى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، وتسبق فى الترتيب كلًا من الصين والمملكة المتحدة؛ كما أنها تحتفظ بوجود عسكرى خارجى فى العديد من البلدان، وذلك الأمر يتطلب منها فى بعض الأحيان عمليات نشر لفرق قتالية فى الشرق الأوسط وغرب أفريقيا.
من هذه الخلفية يبرز «شانترايد» بطل الفيلم الذى عُرض للمرة الأولى فى يونيو الماضي، وهو رقيب بالبحرية الفرنسية لديه «آذان ذهبية» وعقل موسوعى وموهبة تتجلى من خلال سماعات الرأس والعينين المثبتة على قراءات السونار، حيث يمكنه تحديد الغواصة وطرازها بواسطة صوت المروحة، ويمكنه حتى التمييز بين الحالات الشاذة الخفية فى الصوت لتحديد نمط معين؛ تتجلى موهبته فى بداية الفيلم عندما يستطيع تحديد ما يُمكن إنقاذ مهمة يقوم بها رفاقه من مقاتلى القوات الخاصة البحرية قبالة ميناء طرطوس فى سوريا، التى يستغلها بعد ذلك لمنع كارثة كادت تؤدى لحرب عالمية، بعدما رصد هناك صوتًا لقطعة قديمة يُفترض خروجها من السجلات السوفيتية بعد تكهينها.
رغم موهبته الفائقة، إلا أن الفتى «شانترايد» ذى الأذن الذهبية يتعرض للطرد من البحرية بسبب تدخينه الحشيش، وعلى يد أكثر قادته ثقة واعترافًا بموهبته الفريدة، لكن القائد يترك رجله للقواعد العسكرية الصارمة بينما يتولى قيادة واحدة من أهم الغواصات الفرنسية التى تحوى رأسًا نوويًا محمولا بحريًا وجاهزا للإطلاق؛ فى الوقت نفسه تقود الموهبة مع فضول الفتى الأحداث إلى الذروة، عندما يُصر على اختراق سجلات البحرية - عبر الإنصات إلى نقرات الأدميرال المسئول على لوحة المفاتيح الخاصة به- للتأكد من صوت سمعه من قبل، وهو ما يجعله يُنبه القادة إلى الكارثة الوشيكة. يحاول الفتى إنقاذ الموقف بالتعاون مع قائد آخر، حيث يحاولان الوصول للغواصة -التى قطعت كافة الاتصالات تبعًا لبروتوكول الهجمات النووية- ومنعها من إطلاق شحنتها الثمينة، ينجح بالفعل، لكن الثمن يكون أذنيه الحساستين فى النهاية، ليتقاعد بعد دور مُشرّف فى إنقاذ العالم من الحرب، لا مدمن مخدرات تم استبعاده من العمل العسكري.
يحتوى الفيلم على تسلسل حركى بلغت مدته ثلاثة وعشرين دقيقة متوترة تم تنفيذها بعناية، بينما اختتم بخمس وأربعين دقيقة من الأفعال الاستراتيجية والحرب تحت الماء. كل ما هو موجود فى الفترة بينهما يبدو واقعيًا فى سياق الأحداث بما يكفى ليكون مقنعًا. الأصوات، الإجازة الهادئة التى تصلح لبدء علاقة، التعليمات العسكرية الصارمة، بروتوكول الإطلاق النووي؛ وعندما يتعلق الأمر بشخصيات الفيلم، نجدها بدورها مقنعة للغاية، لأنها بشكل عام مكتوبة جيدًا، حيث يمكنك معرفة نقاط القوة والضعف فى كل شخصية بسرعة شديدة، نظرًا لتقديمها فى بيئة شديدة الضغط.

The Operative.. الحب يُفسد الجاسوسية
لا تزال أفلام الجاسوسية تحصد النجاح السينمائى بطريقة تنافس أفلام الحركة والإثارة، خاصة التى تبتعد عن المزيج الشهير الذى يقدمه العميل البريطانى الأشهر جيمس بوند، أو منافسه القوى إيثان هنت صاحب المهمة المستحيلة؛ حيث قطاع كبير من الجمهور يُفضّل الشكل السرى الهادئ الذى يقترب من الحقيقة فى بعض مشاهده، وربما يأتى تسلسل الأحداث غير متوقع، لتأتى نهاية لم تكن ببال المتفرج عندما خطا إلى قاعة السينما أو ضغط على أيقونة التشغيل فى جهاز الكمبيوتر. هذه الفئة من المشاهدين قد يروق لها الفيلم الأمريكى The Operative أو «العاملة» الذى يتناول قصة غير تقليدية فى صراع استخباراتى لا يعلم العالم عنه الكثير رغم بوادره السياسية، حيث جاسوسة غير واضحة المنشأ تعمل لحساب إسرائيل فى الأراضى الإيرانية؛ لكنها تتجاوز قواعد العالم السرى من أجل خفقات قلبها، لتحصد إسرائيل فشلًا ذريعًا فى هذه الجولة من الصراع تابعها الجمهور على مدى ١٦٠ دقيقة هى مدة الفيلم الصادر نهاية شهر يوليو الماضي.
تبدأ أحداث الفيلم، المبنى استنادًا إلى الرواية العبرية «المعلم الإنجليزي» التى ألّفها ضابط المخابرات السابق يفتاش رايتر عتير، عندما يُفاجأ توماس، وهو يهودى بريطانى كان يعمل لحساب مخابرات الاحتلال الإسرائيلى «الموساد» ويدير بعض العملاء، بمكالمة غير متوقعة من عميلة كانت تقع تحت إدارته وتقيم فى إيران بعد عام من عدم الاتصال، بدت فيها خارج السيطرة، والتى تضطره للعودة والعمل مع رجال الموساد مرة أخرى لفهم ما تفعله، فأحضروه على الفور لاستخلاص معلومات سرية فى منزل آمن؛ ومع تسلسل الأحداث تكشف ذكريات الماضى كيف طور توماس علاقة مع راشيل، التى تم إرسالها إلى طهران مع وظيفة يومية كمدرسة للغة الإنجليزية؛ لكنها لا تلتزم دائمًا بالنص كما يجب على العملاء المبتدئين. تم إرسال راشيل فى البداية إلى العاصمة الإيرانية طهران كمدرسة للغة الإنجليزية، وكانت وظيفتها بسيطة تنحصر فى نطاق المراقبة والتقارير أو المشاركة البسيطة فى بعض أجزاء العمليات الكبرى، لكن طبيعتها القوية ومواهبها السرية الواضحة تم شحذها بعد ذلك لمهمة أكثر خطورة، حيث يستهدف الموساد عبر راشيل رجل أعمال ثريًا فى مجال الإلكترونيات ويبدأ خطواته الأولى فى السوق السوداء للأنظمة النووية؛ هكذا يرى الإسرائيليون ضرورة توريطه للعمل معهم من أجل تسريب مكونات وبرمجيات زائفة إلى نظام الملالى حتى لا تستطيع إيران إنتاج القنبلة النووية. تقوم راشيل بتعريض العملية كلها للخطر عندما تقع فى حب المصدر الذى يجب عليها تجنيده واستغلاله، وذلك بجوار موقف آخر قد يكون عابرًا لكنه رسّخ لديها هذه القناعة عندما تشارك فى نقل مجموعة من المواد المتفجرة عبر الجبال مع وسيط أفغانى وصفه توماس بأنه «ثقة»، لكنه يقوم بالتحرش الجنسى بها مستغلًا اختبائهما من حرس الحدود الإيراني.

The Wandering Earth.. رؤية مختلفة لآخر معارك البشر
يُقدّم الفيلم الصينى The Wandering Earth أو «الأرض المتجولة»، سيناريو مختلفا لمعركة البقاء الأخيرة للبشرية، حيث لن يُقاتل البشر بعضهم، ولن يواجهوا كائنات من عوالم أخرى - كما دأبت عوالم هوليود على أفلام اللقاءات اللصيقة- بل إنهم هذه المرة يتكاتفون لـ«دفع» الأرض بعيدًا عن مجال الخطر؛ فالفيلم الذى تم إنتاجه عام ٢٠١٩ للمؤلف ووجينج، وبنى أحداثه استنادًا إلى قصة قصيرة للمؤلف الصينى الشهير ليو سيكسين الحائز على جائزة غالاكسى ليو تشيكين، وهى جائزة مرموقة للخيال العلمى فى بلاده، يتحدث عن كوكب هارب من نظام شمسى ينهار ببطء، ولا يُنقذه إلا أناس عاديون، ليدمج الخيال العلمى مع العاطفة، ويصير واحدًا من أعلى الأفلام فى الإيرادات للنصف الأول من العام تجاوزت ٧٠٠ مليون دولار. 
يسرد الفيلم، بميزانية تقدر بحوالى ٥٠ مليون دولار، قصة تتنافى وأبسط قواعد الفيزياء الفلكية، حيث يحدث انهيار للنظام الشمسي، والتى تحاول البشرية إنقاذ كوكب الأرض من تبعاته، فتبنى محركات دفع جبارة فى جميع أنحاء جانب واحد من الكرة الأرضية، بقصد دفع الكوكب بعيدًا عن الشمس فى رحلة تمتد على مدار ٢٥٠٠ عام حتى تصل فى النهاية إلى نظام نجمى جديد، يتم هذا بالكثير من التضحية، فالحركة البعيدة عن نجم يبث حرارة منتظمة سوف تؤدى إلى تجمد سطح الأرض؛ عندها ستتمكن قلة مختارة من البقاء على قيد الحياة فى مدن قاتمة مستقبلية تمتد إلى عمق خمسة كيلومترات عن سطح الأرض. 
فى هذه الأثناء، يترك رائد الفضاء وو جينج ابنه الذى لا يزال طفلًا للمشاركة فى إدارة محطة فضائية دولية تُرشد الأرض فى رحلتها الطويلة، إلى جانب كمبيوتر صارم للغاية ويتبع بروتوكولات دقيقة يدعى «موس» فى المهمة التى تبلغ مدتها ٢٠ عامًا للمساعدة فى الحفاظ على مسار الأرض المقصود. فى لحظة فاصلة عندما تقع الأرض خلال الرحلة فى مجال جاذبية كوكب المشتري. هكذا يتعرض بقاء الجنس البشرى فى المستقبل للخطر، ويحتاج البشر إلى الكفاح وبذل الكثير من التضحيات. وبينما رائد الفضاء -وهو الوحيد الذى يبقى مُتيقظًا بعد خضوع الجميع للسبات الاصطناعي- يحاول تحويل مسار المحطة، يكون ولده الذى صار يافعًا يُشارك بصحبة أخته المُتبناة البعض فى إعادة تشغيل محركات الأرض العملاقة. تحدث الكثير من الخسائر لدى البشر، ويضطر البعض للتضحية من أجل إنقاذ بعضهم ومحاولة إنقاذ الكوكب الذى اقترب من الترنح فى جاذبية أضخم كواكب النظام الشمسى المُنهار.
الفيلم مُبهر من حيث طريقة التصوير، حيث تجول المشاهد مع الكاميرا داخل المركبة التى تنقل المعدات اللازمة لإعادة تشغيل محركات الأرض، وتطير فوق مواقع البناء، وتمر عبر محركات الأرض الضخمة، وتترك الغلاف الجوى للوصول إلى محطة الفضاء الدولية مع رؤية مجيدة لكوكب المشترى الذى يلوح فى الأفق، ويُبهر مشاهده من خلال وجود بعض المؤثرات البصرية المذهلة؛ ليبدو الفيلم واحدًا من الطرق الجديدة التى بدأت الصين فى تقديم نفسها بها للعالم كبديل للولايات المتحدة، حيث البطل الآسيوية الذى يُنقذ البشرية بدلًا من أبطال مارفل ومن قبلهم بروس ويليز وغيره من عظماء السينما الأمريكية، مع إيضاح التقنيات والمؤثرات البصرية المُبهرة التى صارت تتميز بها السينما الصينية؛ فى كلتا الحالتين يُشاهد المتفرج نفس الشيء حقًا، فقط مع توفير الشعب الصينى لليوم بدلًا من الأمريكيين.

Shaft.. «صامويل جاكسون» يعود بالأكشن والكوميديا
يعود النجم الأمريكى صامويل جاكسون فى أحدث أفلامه Shaft ليجمع بين الأكشن والكوميديا، عبر شخصية كان قد أداها فى وقت سابق وهى المحقق شافت الذى يتعامل مع الجريمة بأسلوب العصابات. هذه المرة، فى الفيلم الذى صدر فى منتصف شهر يونيو الماضى بعد ما يقرب من عقدين من فيلم Shaft الأخير، يوّجه الرجل صاحب الخبرة الهائلة ابنه الذى يواجه هذا العالم السيئ لأول مرة، فى فيلم هو الأكثر مرونة بين خمسة أفلام ومسلسل تليفزيونى تناولت -منذ سبعينيات القرن الماضي- شخصية المحقق السيئ الذى كان يومًا شرطيًا صالحًا.
يبدو شافت الابن فى بداية الفيلم كشخصية مثالية، فهو أحد المحللين الأحدث خبرة بمكتب التحقيقات الفيدرالي، والذى يواظب على شرب قهوة الصباح، ويكره استخدام السلاح، وهو الأمر الذى يحوله إلى مزحة بين زملائه خاصة مع تاريخ والده الطويل؛ وبفضل واحدة من القضايا يجتمع شمل الابن الذى يكتسب خبراته الأولى فى الحياة والعمل مع الأب المنفلت ذى الخبرة الهائلة، رغم تحذيرات والدته السابقة بالابتعاد عن والده. أمّا الأب فيشعر بالاشمئزاز لرؤية ما تحول إليه ابنه على يد والدته، لكنه يُصمم على تحويله إلى فكرته عن الرجل الحقيقى خلال بحثهما عن سر وفاة صديق الابن بالقرب من أحد مساجد نيويورك، ليعطى الفيلم لمحة سريعة وغير مركزة على الإسلاموفوبيا وكيف يستغلها البعض فى الولايات المتحدة؛ بالطبع خلال رحلة البحث يحدث صدام ثقافى لا مفر منه بين الاثنين، لكن شافت الكبير يركز على إظهار ابنه أن الاقتراب من النساء والتعامل مع المزيد من الأسلحة سيساعد على إظهار الطريق له.
الفيلم يُركز على التعريفات المختلفة للرجولة التى يتقاسمها جيلان، خاصة أن الأب لم يكن حاضرًا مع ابنه فترة نموه ومراهقته حتى صار شابًا؛ حيث يميل الفتى إلى اتباع القانون واحترام الآخر والتعامل بلطف، وهو ما يجعله «أبيض جدًا» بالنسبة لوالده الغارق فى الحياة الأفرو-أمريكية كما يراها، فهو المحب للمتعة والذى يعيش وفقًا لقواعده الخاصة، فيشرب الكونياك قبل الظهر، ويتعامل مع أغلب النساء بفظاظة.