السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

Le Chant Du Loup.. فرنسا يمكن أن تصبح "شرطي العالم"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كنت واحدًا ممن يحبون الأفلام العسكرية فقد وجدت ضالتك بميزانية وصفها الكثيرون بأنها أقرب إلى التواضع، حيث جذب الفيلم الفرنسى Le Chant Du Loup، أو «نداء الذئب» عشرات الآلاف من المشاهدين لمواقع المشاهدة، ليخوضوا فى أعماق البحار مع فيلم هو الأحدث فى سلسلة طويلة تتناول الأصوات التى تُحيط بالغواصات أثناء مرورها فى أعماق هادئة أغلب الوقت، حيث يعتمد الأمر دومًا على فرد فى الطاقم يستخدم أذنيه الفائقة الحساسية لتحديد بدقة ما الشيء الذى يجعل السونار ينتفض.
ينسى الكثيرون، أو يتناسون، أن فرنسا تملك ثالث أكبر عدد من الرئوس النووية فى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، وتسبق فى الترتيب كلًا من الصين والمملكة المتحدة؛ كما أنها تحتفظ بوجود عسكرى خارجى فى العديد من البلدان، وذلك الأمر يتطلب منها فى بعض الأحيان عمليات نشر لفرق قتالية فى الشرق الأوسط وغرب أفريقيا.
من هذه الخلفية يبرز «شانترايد» بطل الفيلم الذى عُرض للمرة الأولى فى يونيو الماضي، وهو رقيب بالبحرية الفرنسية لديه «آذان ذهبية» وعقل موسوعى وموهبة تتجلى من خلال سماعات الرأس والعينين المثبتة على قراءات السونار، حيث يمكنه تحديد الغواصة وطرازها بواسطة صوت المروحة، ويمكنه حتى التمييز بين الحالات الشاذة الخفية فى الصوت لتحديد نمط معين؛ تتجلى موهبته فى بداية الفيلم عندما يستطيع تحديد ما يُمكن إنقاذ مهمة يقوم بها رفاقه من مقاتلى القوات الخاصة البحرية قبالة ميناء طرطوس فى سوريا، التى يستغلها بعد ذلك لمنع كارثة كادت تؤدى لحرب عالمية، بعدما رصد هناك صوتًا لقطعة قديمة يُفترض خروجها من السجلات السوفيتية بعد تكهينها.
رغم موهبته الفائقة، إلا أن الفتى «شانترايد» ذى الأذن الذهبية يتعرض للطرد من البحرية بسبب تدخينه الحشيش، وعلى يد أكثر قادته ثقة واعترافًا بموهبته الفريدة، لكن القائد يترك رجله للقواعد العسكرية الصارمة بينما يتولى قيادة واحدة من أهم الغواصات الفرنسية التى تحوى رأسًا نوويًا محمولا بحريًا وجاهزا للإطلاق؛ فى الوقت نفسه تقود الموهبة مع فضول الفتى الأحداث إلى الذروة، عندما يُصر على اختراق سجلات البحرية - عبر الإنصات إلى نقرات الأدميرال المسئول على لوحة المفاتيح الخاصة به- للتأكد من صوت سمعه من قبل، وهو ما يجعله يُنبه القادة إلى الكارثة الوشيكة. يحاول الفتى إنقاذ الموقف بالتعاون مع قائد آخر، حيث يحاولان الوصول للغواصة -التى قطعت كافة الاتصالات تبعًا لبروتوكول الهجمات النووية- ومنعها من إطلاق شحنتها الثمينة، ينجح بالفعل، لكن الثمن يكون أذنيه الحساستين فى النهاية، ليتقاعد بعد دور مُشرّف فى إنقاذ العالم من الحرب، لا مدمن مخدرات تم استبعاده من العمل العسكري.
يحتوى الفيلم على تسلسل حركى بلغت مدته ثلاثة وعشرين دقيقة متوترة تم تنفيذها بعناية، بينما اختتم بخمس وأربعين دقيقة من الأفعال الاستراتيجية والحرب تحت الماء. كل ما هو موجود فى الفترة بينهما يبدو واقعيًا فى سياق الأحداث بما يكفى ليكون مقنعًا. الأصوات، الإجازة الهادئة التى تصلح لبدء علاقة، التعليمات العسكرية الصارمة، بروتوكول الإطلاق النووي؛ وعندما يتعلق الأمر بشخصيات الفيلم، نجدها بدورها مقنعة للغاية، لأنها بشكل عام مكتوبة جيدًا، حيث يمكنك معرفة نقاط القوة والضعف فى كل شخصية بسرعة شديدة، نظرًا لتقديمها فى بيئة شديدة الضغط.