الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فريد النقراشي في حواره لـ"البوابة نيوز": الكنيسة لم تنتج أفلامًا دينية.. فيلم "آلام المسيح" تناول شخصية العذراء بشكل مختلف.. وأظهر البعد القوي في شخصيتها

فريد النقراشي
فريد النقراشي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد د. فريد النقراشي، ممثل مصرى ودكتور بكلية آداب قسم مسرح، أن الكنيسة لم تنتج أفلاما دينية، مشيرا إلى أن الأفلام التى تم إنتاجها كانت عملا فرديا، وأشار إلى أن بعض الأفلام التى تناولت العلاقة بين المسلم والمسيحى أظهرت مدى العلاقة القوية بين طرفى الأمة، وأن العدو الحقيقى هو الإرهاب، وليس اختلاف الدين.
< كيف ترى موقف الرقابة فى منع تجسيد الشخصيات فى الأفلام؟
- يجب أن نحترم ثقافة المجتمع الذى نعيش فيه، حيث منحونا إمكانية لمواكبة ما يتناسب مع عقيدتنا ولكن داخل الكنيسة، وذلك لننشئ أفلاما نجسد فيها المسيح والعذراء وكل الشخصيات، لكن غير مسموح لها أن تعرض فى السينما، وأعتقد أن ذلك شيء عادل لأننا نخضع إلى النظام العام السائد بالدولة.
< هل إنتاج الكنيسة يعوض العجز فى تجسيد الشخصيات بشكل عام؟ 
- الكنيسة لم تنتج أى أفلام دينية لكن ما ظهر على الساحة إنتاجات فردية من أشخاص، أو مؤسسات بصفة فردية، والكثير من الأفلام مستواها الروحى والفنى غير جيد، لذلك لا يجب علينا أن نظلم الكنيسة، حيث خرجت فى فترة كنا فى احتياج أن يشاهد القبطى ثقافته وتاريخه وتجسيد لشخصيات ديننا، ولكن الآن تم الانتهاء من هذه الفكرة لأسباب عدة، منها أن يوجد كثرة فى القنوات الدينية المسيحية لحدوث إشباع لهذه الفكرة، لكى يكون سهلا على الجمهور أن يرى القناة وهو فى بيته ولا يكون فى حاجة لكى يشترى أسطوانة لفيلم.
< لماذا تتجسد شخصية العذراء فى دور ثانوى وليس كبطلة الفيلم؟ 
- يوجد أفلام كثيرة بها نفس الفكرة ولكن فى السينما العالمية، إذ يوجد إشكاليتان لفكرة عدم إنتاج أفلام هذه الأيام، أولا: أنها تحتاج تكاليف باهظة وإمكانيات صعبة، ثانيا: عنصر الوقت الذى كان يتم فيه إنتاج الأفلام الدينية بحركات فردية ولها علاقة بالكنائس وقديسى الكنائس، لأن كل كنيسة لها شفيع، فبالتالى كانت حركة محدودة بين الكنائس، لذلك كان ينتج أفلام لا تخص المسيحية كلها إذا تم عمل فيلم للعذراء.
< ما الممثلة التى تريد أن تمثل شخصية العذراء؟ 
- أعتقد أن هذا الاختيار على حسب السيناريو، هو الذى يحدد لأن السيدة العذراء لها أبعاد كثيرة، من حيث هل ترسم بشكل السيدة الصغيرة التى حملت من أجل الرسالة، أم الشخصية القوية الصبية التى حملت طفلها وهربت إلى مصر من وجه الأعداء، والدراما تختلف عن الواقع، فنرى الزوايا لتى يقدم من خلالها الشخصية ومن خلالها يتم الاختيار. 
< ما رأيك فى الأفلام العالمية التى جسدت دور العذراء.. وما أحسن فيلم تناول الشخصية؟ 
- كلهم تناولوا صورة العذراء بشكل جيد، ولكنى أفضل فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون، التى تناول شخصية العذراء بشكل مختلف، وأظهر البعد القوى فى الشخصية التى تحارب عن رسالتها وعن ابنها وتعتز بنفسها وواثقة فى رسالتها وكانت بشكل غير تقليدى للعذراء.
< ما رأيك فى فيلم «بحب السيما»؟
- الفيلم أكثر من رائع، وكان يقدم إنسانا يفهم ربه بطريقة خاطئة، وعندما عرفه استطاع أن يتعامل معه بطريقة صحيحة وبفرح وسعادة وحب. يوجد نموذج ثابت لظهور الأشخاص المسيحيين فى الأفلام بشخصية مثالية لا تخطئ، ودائما تكون إيجابية ومثالية وهذا غير واقعي، يوجد أشخاص متشددون دينيا ويوجد شخصيات بالسجون، إذ إن أى مجتمع يوجد به أناس جيدون وغيرهم أشرار، ولا يمكن أن أفصّل الأدوار على أشخاص إيجابية فقط، ولكن لو ظهر بشكل سلبي، يقولون لا أنتم تهاجمون المسيحية، ولكنى أقول إن هذا الفكر طائفى وليس فكرا عادلا.
< حال موافقة الرقابة على عمل فيلم للعذراء.. هل يعرض على الكنيسة أولا؟
- يعرض على الكنيسة لمراجعته عقائديا، مثل فيلم عادل إمام «حسن ومرقص»، الذى راجعه  البابا شنودة لكى يتناول الفيلم بشكل سليم عقائديا.
< بمناسبة الكلام عن فيلم «حسن ومرقص».. ما رأيك فى تناول الفيلم؟
- الفيلم جيد جدا بجانب أنه أظهر معلومات مسيحية وأظهر العلاقة الحميمة بين المسلمين والمسيحيين والارتقاء والأخوة بين الطرفين، والعدو الحقيقى للمسيحى ليس المسلم، إنما هو الإرهابى المتعصب، «حسن ومرقص» بطلان شعبيان يواجهان قوة الظلام فى المجتمع. 
< العذراء ماذا تمثل لك؟
- حبيبتي.. وأمى التى خرجت من رحمها، بما أنها حملت المسيح هى خلقتى الجديدة، أحلى لحظات يشعر بها الإنسان حضن أمه، والعذراء ليست مجرد رمز مسيحى إنما رمز كونى للوجود كله، وبوابة الخلاص التى دخل من خلالها سيد البشرية للوجود، هى السماء الثانية حملت بداخلها العرش، لو ظللت أتأمل فيها لن أنتهي، الكون كله تأمل فيها مئات السنين ولم ينتهِ.