السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. خالد بدوي يكتب.. التربية الرياضية ومكتب التنسيق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمنيت لو أنني الآن محاميًا لأدافع عن كيان كليات التربية الرياضية في مصر وسأكون مُتحيزًا لذوات الــ 39 شقيقة في وطننا مِصر؛ أمام محكمة الأستاذ ياسر أيوب الصُحفي الشهير وبالخصوص في مقالته يوم 13-8-2019م عن كليات التربية الرياضية والتي ذكر في متنها انها أصبحت مقاعد احتياطي لطلاب الثانوية العامة البُسطاء، وتمنيت لو أنه لم يسرد الواقع المرير الذي تعيشه كليات التربية الرياضية في مصر؛ من فقر في الموارد واختلاط في اللوائح وتدهور في البُني التحتية؛ حتى وصل الامر لافتقاد الرؤية التخصصية لبكالوريوس التربية الرياضية في وجه العموم.
لكنه في حقيقة الأمر واجهنا بقضيتنا؛ وعوّل في سردها علي نقاط محددة وجه بها مجموعة أسئلة للقائمين علي كليات التربية الرياضية الآن؛ وقال هل انها في التصور العام مكانًا يتحول فيه طالب الثانوية العامة إلى مدرس ألعاب في زمن لم تعد هناك ألعاب اصلًا في معظم المدارس المصرية؟ أم هي أزمة كليات التربية الرياضية والقائمين عليها الذين لم يحاولوا تطويرها وربطها بالمجتمع وما يشهده من تحولات هائلة بعيدًا عن حصة الألعاب؟ وتساءل عن كيفية اتساع مساحة الرقعة الرياضية في حياتنا وتتعدد وظائف الرياضة في مجتمعاتنا من خلال الاندية وغيرها؟
ولكني سأكون كما قلت متحيزًا لذلك الكيان الذي أنتمي اليه؛ وسأوضح لكم ازمتنا الحالية واسبابها ومقترحات علاجها، ولستُ بقابِض علي حل سحري ولكنى اجتهدت في وضع تصور بسيط من منظور مدرس دكتور بكلية التربية الرياضية – جامعة الزقازيق.
• وسأبدًا من مُسمي كليات التربية الرياضية الذي أتحدي أن تقارنه بمثيل في دولٍ عربية أو غربية الا "كلية علوم الرياضة والصحة – جامعة لوف بوروف - انجلترا" أو "كلية علوم الرياضة والتغذية – جامعة دياكين - استراليا" أو "كلية علوم الحركة والتغذية – جامعة كوينزلاند – استراليا" أو "كليات علوم الحركة وعلوم الصحة – جامعة يورك – كندا"؛ وذلك حسب موقع World’s Best Universities For Sport Science And Management In 2019.
• وما هو واضح ان هناك ابتعاد تام عن الرؤية او الاتجاه الدولي (الغربي) المتقدم؛ مقارنة بما نتبناه في مصر من مسميات تخلق ما يسمي بمدرس الألعاب حسب ما قاله الأستاذ ياسر أيوب في مقالته؛ ولعل الاتجاه الي تعديل مسمي كليات التربية الرياضية في مصر الي "كلية علوم الرياضة والصحة" سيتوافق مع رؤية مصر 2030 حول تحدياتها الواضحة في ملف الصحة والتعليم على وجه الخصوص؛ وسيتوافق تمامًا مع رؤية القيادة السياسية في القضاء على الأمراض مثل السمنة والنحافة والأنيميا وتشوهات القوام وغيرها.
• وبشكل آلي ان تغيرت مسميات هذه الكليات في مصر ستتعدّل لوائحها بما يتوافق ومواصفات الخريج المثالي الذي لن يكتفي فقط بدراسة برامج تخصصية مثل التدريب الرياضي أو الرياضة المدرسية أو الإدارة الرياضية كما هو الحال في كلياتنا؛ ولكن الأمر سيتطرق لما يحتاجه المجتمع من تغيير ثقافة المواطنين نحو ممارسة الرياضة لتحسين الصحة العامة؛ بل وتبني برامج لتطوير الرياضة لكبار السن والممارسات الرياضة بشكل عام؛ الي جانب برامج في التأهيل الحركي ما بعد الإصابة.
• وعلي جانب آخر أرى ان هناك ضرورة مُلحة وتصور لانتقاء معيدين جُدد لا تعتمد فقط علي المعدّل التراكمي أو حاجة التخصص وانما تعتمد علي معايير ترتبط باللغة والممارسة الشاملة والتمكن من علوم الرياضة والحركة الرياضة؛ كما أرى أن هناك ضرورة لوضع آليات لترقي الاساتذة المساعدين والاساتذة ترتبط بشكل عام بحجم الانجازات العلمية التي يقدمها المتقدم؛ وان يكون المعيار لتولي المناصب القيادية في الكليات هو "أستاذ الكُرسي" الذي كان معمولًا به منذ عام 1972م وتم كشطه كأحد الضوابط الأساسية لتولي المناصب القيادية بداية من رئيس قسم الي رئيس جامعة.
• كل هذا يجب أن يقابله إرادة ورؤية توفر بنية تحتية حقيقية تخدم قطاع التربية الرياضية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام من خلال التخطيط لمنشآت رياضية وفنادق داخلية للطلاب المغتربين تتسع لجميع التخصصات؛ وتسمح بممارسة حقيقة لكافة العلوم والفنون الرياضية بشكل خاص والرياضة للجميع بشكل عام.
وأرى أن القيادة السياسية في مصر تنظر الي الفجوة المفقودة في مدارسنا المصرية؛ نظرة إمعان حيث أصبحت الرياضة المدرسية في مصر النقطة الأكثر قتامة في النظام الرياضي المدرسي ولقطاع التربية الرياضة بشكل خاص حسب ما ذكره الأستاذ الدكتور ياسر عبد العظيم سالم في أحد أبحاث ترقية لدرجة أستاذ طرق تدريس التربية الرياضية؛ وذكر في مفردات مقالته نحو تطوير الرياضة المدرسية عدة معايير لو وُضعت في الاعتبار في حينه لما توصلنا الي هذا الواقع المرير؛ بداية من عودة الاتحاد الرياضى المدرسي، وتصنيف الرياضات المدرسية بما يتوافق مع سن ونوعية التلاميذ، وتوفير المساحة الآمنة للمارسة الرياضية في المدارس بتحديدها في اعتماد المدارس الحكومية والخاصة علي حد سواء وغيرها من المعايير.
وفي الحقيقة أن هناك مشروعًا لرؤية متكاملة أعمل عليه مع مجموعة متميزة من شباب هيئة تدريس التربية الرياضة منذ فترة نحو تعديل مسار كليات التربية الرياضية من قاع التنسيق الي قمته؛ واعلم انه من شبه المستحيل ان تنادي علي فقيد أظنه وُلد في غياهب سوء الاختيار او المحاباة؛ ولكنه الضمير الذي حدثني به الاستاذ الدكتور عماد عباس أستاذ تدريب كرة اليد بجامعة الزقازيق نحو ضرورة الرد علي اتهام كلياتنا بالاحتياطي لمن لم يجد له مكانًا في مكتب تنسيق الثانوية العامة.
ستظل التربية الرياضية بمفهومها المحدود وعلوم الرياضة بمفهومها الواسع الغير محدود هي السبيل نحو مجتمع صحي متكامل؛ وهي الأم الحاضنة لابطال مصر القادمين في مجالات رياضية متنوعة؛ وهي الشراع المُبحر نحو الاستثمار الرياضي الصحيح.