الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

سلام يا صاحبي.. فاروق الفيشاوي وعماد رشاد.. صداقة لم يتغلب عليها الموت.. أحمد زكي وممدوح وافي.. نموذج للإخلاص الحقيقي

فنانين أصدقاء
فنانين أصدقاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خالد صالح وطارق عبدالعزيز.. سر رحلة أسوان 
عادل إمام وسعيد صالح.. صداقة الكبار 
يسرا وليلى وإلهام وهالة.. الود مستمر
السندريللا وصلاح جاهين.. صداقة بطعم الأبوة
عمر الشريف وأحمد رمزى.. رحلة عمرها 60 عامًا
فاتن حمامة وشادية.. صداقة ومصاهرة

قد تسوقك الأقدار لصداقة تستمر معك طوال عمرك، وقد تختار كما يقول المثل «الصديق قبل الطريق»، وفى كل الأحوال يبقى الصديق الوفى كنزًا ثمينًا لصاحبه، يزيح عنه الهموم ويشاركه الأفراح ويسانده وقت الضيق ويتقاسم معه الأحزان. 
وفى الوسط الفنى هناك صداقات عديدة لم يفرق بينها سوى الموت، وصداقات أخرى مستمرة حتى الآن، ولعل رحيل الفنان فاروق الفيشاوى كان سببًا وراء هذا الملف الذى ترصد فيه «البوابة» بعض هذه الصداقات، فالراحل ارتبط بصداقة وثيقة مع الفنان عماد رشاد الذى تحولت صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إلى صفحة خاصة بذكرياته مع الفيشاوي، حيث ينشر العديد من الصور التى جمعتهما سويًا فى مناسبات مختلفة، مصحوبة بتدوينات مؤثرة، منها تدوينة وصف حالته بعد رحيل الفيشاوى بأن كل ذكرياته مرتبطة به وأنه أصبح بعد وفاته إنسانًا فاقدًا الذاكرة، وجاءت التدوينة كالتالي: «أصعب شىء فى الوجود أن تكون كل ذكرياتك مرتبطة بصديق وعندما يرحل تصبح كفاقد الذاكرة». 

الثنائى فاروق الفيشاوى وعماد رشاد جمعتهما صداقة قوية على مدار سنوات طويلة، وجمعهما أيضًا حبهما الواضح للنادى الأهلي، وترددهما الدائم على معظم مباريات الفريق، كما لاحظ متابعو السوشيال ميديا قيمة هذه الصداقة لدى «رشاد» قبل وبعد رحيل الفيشاوي، حتى إن هذه الصداقة لم يستطع موت «الفيشاوي» أن يتغلب عليها ولكن أظهرها بشكل أكبر وأرحب للجمهور.
هناك صداقات عديدة جمعت بين الفيشاوى ونجوم آخرين جديرة أيضًا بطرحها، ومنها صداقته مع الفنان محمود حميدة والفنان كمال أبورية، حتى إن الأخير حينما علم بمرض الفيشاوى بالسرطان لم يجد سوى «حميدة» الشخص الوحيد القادر على إبلاغه طريقة تقلل من حدة هذا الموقف وصعوبته. 
الصديق الوفى عملة نادرة، لكنها ليست مستحيلة، وعلى من يجدها الحفاظ عليها، هكذا كان عنوان صداقة العمر التى ربطت بين الراحلين أحمد زكى وممدوح وافى، التى كانت بمثابة مضرب للأمثال فى الوسط الفنى كله.
الثنائى «زكى ووافى» جمعتهما الأقدار لتترسخ بداخلهما المعانى السامية للصداقة الحقيقية، فعبرا سويا فى بحور تلك الصداقة، على الرغم من الشهرة العريضة التى تمتع بها «زكي» ووصوله لمرحلة نجومية الشباك فى الوقت الذى كان فيه «وافى» حبيسًا فى الأدوار المساعدة، هذا الأمر لم يشغل بال أى منهما، حيث نجحت هذه الصداقة فى محو تلك المسميات بينهما، واستمرت صداقتهما قوية لم يعكر صفوها شىء، وظهرت هذه الصداقة بشكل كبير لكل الناس فى فترة مرض أحمد زكي، حينما ظل «وافى» ملازمًا له طوال فترة علاجه، حتى فوجئ المقربون بينهما بإصابة «وافى» بنفس المرض، وكأن القدر أراد أن تكون نهاية الصديقين واحدة، ليتم دفنهما بنفس المقبرة حسب رغبة وافى.

شلة أصدقاء منذ الجامعة ضمت الراحل خالد صالح وكل من خالد الصاوى وصبرى فواز وطارق عبدالعزيز، وبمرور الأيام فرقهم الفن فذهب كل فى طريقه، ولمع اسم «صالح» و«الصاوي» وظل الثنائى «فواز وعبدالعزيز» يتألقون فى أدوار بمساحات أقل، حتى أصبحا نجمين يشار إليهما بالبنان. 
وعلى الرغم من أن الفن كان قد فرقهما بعض الشىء، إلا أن الصداقة استمرت، واستمر معها كل معانى الوفاء والإخلاص، حتى حينما أصيب «صالح» بمرضه الأخير، كان يرفض أن يعرف أى أحد بأنه سيجرى جراحة خطيرة، وفى أحد الأيام اتصل به «طارق» فوجده فى أسوان وأخبره بأنه سيجرى جراحة ولا يريد أن يعرف أى شخص عن الأمر، فترك طارق كل شىء فى القاهرة وسافر سريعًا إلى أسوان ليظل معه بجوار أسرته مرافقًا لهم فى هذه الرحلة التى انتهت بوفاة «صالح». 

يظل نموذج صداقة عادل إمام وسعيد صالح أقوى من أى منافسة فنية، فعلى الرغم من وجود مقارنات كثيرة بين النجمين ومن منهما الأبرز ككوميديان إلا أن أواصر صداقتهما ظلت مستمرة حتى موت «صالح»، وظن البعض أنه من الممكن كسر تلك العلاقة على حجر اسمه «الغيرة الفنية»، ولكن هذا لم يحدث طوال أيام سعيد حتى رحيله، فالمقربون من «صالح» أكدوا أن الزعيم ظل على تواصل معه وكان دائم السؤال عنه ومحاولة تقديم أى نوع من المساعدة له، إلا أن «صالح» كان يرفض دائمًا، كما أن «صالح» أيضًا حينما تم سؤاله من قبل البعض حول سبب قبوله المشاركة بأدوار صغيرة فى أفلام عادل إمام أكد أن العلاقة بينهما تستدعى أن يوافق على المشاركة معه فى أى وقت يطلبه.
مواقف عادل إمام وردود سعيد أسكنت فتنة كانت من الممكن أن تقضى على تلك الصداقة التى تجسدت بشكل كبير على الشريط السينمائى من خلال فيلم «سلام يا صاحبي»، وكأن تلك الجملة القصيرة جاءت لتلخص حياة طويلة عاشها الثنائى مع النجاح والشهرة داخل بلاتوهات التصوير، ومع الصداقة القوية التى يصعب أن ينال منها أحد. 
عمر الشريف وأحمد رمزى هما نجمان من الجيل الذهبى للسينما المصري، جمعتهما صداقة قوية منذ أيام الدراسة بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، واستمرت هذه الصداقة حتى رحيل «رمزي».
ولحكاية موت «رمزي» موقف يؤكد مدى الصداقة القوية التى جمعته بـ«عمر»، حيث لم يعلم «عمر» بوفاة «رمزي» إلا بعد يومين، لأنه لم يجرؤ أحد على إبلاغه الخبر، حيث كان وقتها فى فرنسا، وبعد أن نقل إليه ابنه « طارق» الخبر، قال « عمر «إنه لن يعود مرة أخرى إلى مصر بعد وفاة «رمزي»، لأنه لم يعد هناك شيء يعود من أجله، وقال عنه أيضًا: كان حتة مني، هو صديق العمر الأكثر وفاءً وإخلاصًا، ورحيله قصم ظهري.
أما أحمد رمزي فقال فى حوار سابق له إن عمر الشريف كان سببا فى حبه للسينما، وأنه اتجه للتمثيل لأن صديقه عمر لم يكن يتحدث معه سوى عن الفن والسينما، ليكون فيلم «أيامنا الحلوة» هو أول أفلام رمزى بصحبة صديقه عمر الشريف، الذى رشحه لدوره فى العمل، كما كان مسلسل «حنان وحنين» هو آخر عمل جمع بينهما. 
جمعت بين فاتن حمامة وشادية صداقة راسخة امتدت سنوات عديدة، فلم يكن الفن هو القاسم المشترك بينهما فقط، فقد اجتمعتا أيضا فى النسب والمصاهرة، حيث تزوجتا من أسرة واحدة وهى أسرة «ذو الفقار»، حيث تزوجت فاتن من أكبر أبناء العائلة المخرج عز الدين ذوالفقار، وتزوجت شادية من صلاح ذوالفقار.
وكان لكل منهما طعمها الخاص كممثلة لها جمهورها العريض، فأصبحت المنافسة بينهما لا محل لها من الإعراب، وعلى الرغم من الصداقة القوية التى جمعت بينهما لم يشتركا معا فى عملين فنيين فقط، الأول فيلم «المعجزة» عام ١٩٦٢ للمخرج حسن الإمام، وعام ١٩٥٣ جمع بينهما المخرج عز الدين ذو الفقار فى فيلم «موعد مع الحياة».
قد تتحول الصداقة بمرور الوقت إلى إحساس بالبنوة من جانب الصديق الأصغر سنًا أو إحساس بالأبوة من جانب الصديق الأكبر سنًا، هذا الحال اتضح جليًا فى علاقة الصداقة القوية التى جمعت بين الفنانة الكبيرة سعاد حسنى والشاعر صلاح جاهين، حيث أصبح جاهين الصديق الأقرب لسعاد التى تعاملت معه بمثابة «الأب الروحي» لها، بخلاف الأعمال الفنية الكثيرة التى جمعت بينهما، وبعد رحيله أصيبت باكتئاب شديد، وفى ذكراه قالت: إن الجانب الإنسانى فى صلاح جاهين، إذا تحدثت فيه، لن توفيه حقه فهو فى الحقيقة «حلم من الأحلام».
وأضافت: «كنت زعلانة عشان مش بيقول لنا أحزانه هو كان بيخبى علينا، ويكتم فى قلبه»، أما عن سر ارتباط صوتها بصلاح جاهين بالتحديد، فتقول «أى حد يغنى كلمات صلاح جاهين هتكون حلوة ورائعة إحنا لينا الشرف إننا قابلناه وخدنا حاجة من أعماله، أنا كنت بحس إنه بيعبر عنى فعلا»، موضحة أنها كانت تحرص على مرافقته حينما يكتب أغنية أو فيلم، «كنت ببقى قاعدة قدام مدرسة كبيرة أوي». 

هناك صداقة من نوع خاص تجمع بين أربع نجمات من جيل الوسط، وبدأت هذه الصداقة من داخل بلاتوهات التصوير واستمرت حتى الآن، وأصبح الرباعى «يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى وهالة صدقي» نموذجا حقيقيا للصداقة القوية، حتى إن هذه الصداقة التى جمعت بين ثلاث منهن «ليلى علوى وإلهام شاهين وهالة صدقي» تجسدت فى فيلم «يا دنيا يا غرامي»، الذى جاء أداؤهن رائعًا للغاية، وأصبح الفيلم بمرور الوقت من كلاسيكيات السينما المصرية.
ومع الثلاثى تبقى الفنانة يسرا الصديقة المقربة لهن، ليقدمن حالة خاصة ونموذجا تقتدى به نجمات الأجيال اللاتى جئن بعدهن، فكثيرًا ما تجتمعن «ليلى وهالة وإلهام ويسرا» فى المناسبات الاجتماعية المختلفة، حتى إن بعض البرامج التليفزيونية حينما يكون محور حلقاتها عن الصداقة داخل الوسط الفنى يتم استضافة هؤلاء النجمات للحديث عن صداقتهن المستمرة حتى الآن. 
صداقات أخرى مستمرة بين الجيل الحالى وبين النجوم الشباب، هناك نماذج عديدة للصداقة المستمرة حتى الآن، منها علاقة الصداقة القوية بين أحمد السقا ومحمد هنيدى منذ بداية انطلاقهما سويًا عقب النجاح الكبير الذى حققه فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وأيضًا العلاقة القوية التى تربط بين شريف منير ومدحت صالح، والثنائى تامر حسنى وأحمد زاهر.