الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«صوم العذراء».. عيد فرضه الشعب على الكنيسة «أم النور» في القداس الإلهي.. تراتيل ومزامير.. بالتسبيح والتهليل.. «البتول» تعيش حياة الفرح.. المطران باسيليوس يلدو: انتقال العذراء عيد تحول إلى عقيدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أم النور» فى القداس الإلهي.. تراتيل ومزامير.. بالتسبيح والتهليل.. «البتول» تعيش حياة الفرح.. المطران باسيليوس يلدو: انتقال العذراء إلى السماء عيد تحول إلى عقيدة.. اليونان.. أفاعى «العذراء» تظهر فى الكنيسة وتتحرك بين الشعب
لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت، فقال لهم «أريد أن أرى أين دفنتموها!»، وعندما ذهبوا إلى القبر، لم يجدوا الجسد، فبدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدًا، فصاموا 15 يومًا، فأصبح عيدا للعذراء من التقويم القبطي.
ويواصل الأقباط الأرثوذكس، صوم السيدة العذراء مريم، والذى بدأ الأربعاء الماضي، والذى يُعد من أصوام الدرجة الثانية بالكنيسة المسموح فيها بتناول السمك.
ولصوم العذراء طقوس محددة، حيث تجمع بين طقس الأيام والآحاد فى الصوم الكبير فيرفع بخور باكر بطريقة السبوت والآحاد، وفى الصوم أيضا تقرأ النبوات وتقال الطلبة مع المطانية كما فى أيام الصوم المقدس.
ويعتبر صوم العذراء الوحيد الذى فرضه الشعب على الكنيسة القبطية، وهو موجود أيضًا فى الكنائس الأخرى، وإن اختلف التوقيت والمدة، فعند الروم الأرثوذكس هو أيضًا خمسة عشر يومًا كما فى الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، أما عند الروم الكاثوليك، فمدته يوما الجمعة اللذان يقعان بين 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصوم الكلدان الكاثوليك يومًا واحدًا.
تجرى ذكرى تطويب العذراء فى حوالى عشرة أجزاء وهي: فى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه: «السلام لمريم الملكة ونبع الكرمة والتى لم تشيخ»
بعد صلاة الشكر: ترتل فى الصوم المقدس إعداد من (مزمور 87) الذى يشير إلى العذراء باعتبارها مدينة الله المقدسة وهي: «أساساته فى الجبال المقدسة».
عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: «هذه المجمرة الذهب».
قبل وبعد قراءة الإبركسيس: ويتغير المرد الخاص بالعذراء فى خمس مناسبات من السنة القبطية.
مردات الإنجيل: وهذه تختلف فى الأحدين الأولين من شهر كيهك عنها فى الأحدين الآخرين فضلًا عن طلب شفاعتها فى أيام السنة العادية بعد تطويب قديس كل يوم.
فى قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم فى التقليد الكنسي، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهي، وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: «نعظمك يا أم النور الحقيقي».
أسبسمسات أدام وواطس: تقال بعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين وأشهرها «أفرحى يا مريم العبدة والأم».
فى مجمع القديسين وبعده: طبقًا لمركز العذراء فى الطقس الكنسى يطلب الكاهن شفاعتها على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، وكذا فى صلاة البركة والطلبة الختامية، ثم تردد قطعة: «بصلوات وشفاعات ذات كل قداسة الممجدة الطاهرة المباركة».
ما يقال فى التوزيع: يردد لحن «خبز الحياة الذى نزل من السماء واهب الحياة للعالم، وأنت أيضًا يا مريم حملت فى بطنك المن العقلى الذى أتى من الأب».
ويوجد مقدار الوفرة فى الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم، كما تقضى الكنيسة يوميًا عدة ساعات فى تكريم العذراء بالتسابيح الرائعة والألحان الرقيقة والمردات التشفعية المنسكبة.
وتتعدد مظاهر الفرح فى حياة السيدة العذراء، بالتسبيح والتهليل للرب، فتقول مريم «تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصي.. منذ الآن جميع الأجيال تطوبني؛ لأن القدير صنع بى عجائب لو ١: ٤٦ - ٤٨»، إنه الفرح الخاص بالروح نتيجته دائما تسبيح وتهليل بالرب وهو أقوى أنواع التعبير، ليس فرح اللذات الجسدية المؤقت الذى غالبا ينتهى بحزن ولكنه فرح دائم يسكن الروح والقلب والعقل، إنه الفرح بالخلاص والرحمة والانتصار على الأعداء وتقديم الشبع للجياع. 
وقد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامه تقاوم وأنت أيضا يجوز فى نفسك سيف لتعلن أفكار فى قلوب كثيرين «و ٢: ٣٤، ٣٥»، وحين صار صوت سلامك فى أذنى ارتكض الجنين بابتهاج بفرح فى بطنى فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب «لو ١: ٤٤»، وكانت العذراء فرحة ومطمئنة «آمنت» لكلام الرب بل كان مجرد دخولها إلى بيت اليصابات نشرت الفرح فخرجت اليصابات تسبح والعذراء تسبح ويوحنا المعمدان فى بطن أمه يسجد بفرح وابتهاج.
والمعاون البطريركى للكلدان: «الانتقال» من أهم العقائد المسيحية فى الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية
يعتبر عيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، من أكثر الأعياد قدمًا للعذراء مريم وقد تحول إلى عقيدة الانتقال بالنفس والجسد يعنى «بكامل كيانها البشري»، وعمّ هذا العيد الإمبراطورية البيزنطية ما بين 588-603، وأدخله إلى كنيسة روما البابا تيودورس الأول (642-649)، وهو بالأصل من أورشليم، وجاء تقليد هذا العيد بعد أن كانت كنيسة القدس تقيم منذ القرن الخامس الميلادى بمثل هذا اليوم، عيدًا لوالدة الإِله، عُرف فيما بعد بعيد «رقاد مريم»، ثم بعيد «انتقال القديسة مريم»، منذ القرن الثامن الميلادي.
وانتقل هذا التكريم لاحقًا إلى عدد من الدول المجاورة، إلى أن انتشر فى أوروبا بكاملها وفى عام 1672، تبنّته الكنيسة الأرثوذكسية هى أيضًا وثبتّته فى 15 من شهر أغسطس.
ونظرًا لانتشار العيد فى أرجاء المعمورة فقد ثبتته الكنيسة الكاثوليكية بعقيدة إيمانية راسخة وثابتة واعتبرته من أهم العقائد المسيحية فى الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية بما يخص مريم العذراء.
ولا يعطينا الكتاب المقدس أى معلومات عن انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، ولكنّ الإصحاح الثانى عشر من سفر الرؤيا يتحدث عن امرأة عالقة فى معركة بين الخير والشر: «وظهرت آية عظيمة فى السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثنى عشر كوكبًا، حامِلٌ تَصرُخُ من ألم المخاض… فوضعت ابنًا ذكرًا، وهو الذى سَوفَ يَرعى جَميعَ الأُمَمِ بِعَصًا من حديد» (رؤيا يوحنا ١٢: ١-٢ و٥). إن عظمة مريم، أُمّ الله، الممتلئة نعمةً، والخاضعة بالكامل لعمل الروح القُدُس، تعيش فى سماء الله بكامل كيانها، نفسًا وجسدًا.
الإيمان بأن العذراء مريم بعد وفاتها بفترة قصيرة، قد نُقلت إلى السماء بالنفس والجسد هو جزء من تعليم الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى للمسيحية، كما تعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تم بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، وقد اكتشف فى القرن السادس المكان التقليدى المسمى «قبر العذراء الفارغ» وشيدت هناك كنيسة رقاد العذراء التى لا تزال حتى اليوم المكان التقليدى الذى شهد انتقالها، علمًا أنه يذكر فى الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التى رفعت أو انتقلت بدون موت إلى السماء كالنبى إيليا وإخنوخ.
لا نعلم ظروف ومكان وفاة العذراء مريم، ولكن منذ القرون الأولى للمسيحية ظهرت العديد من الروايات والقصص التى تتحدث عنها وعلى وفاتها ونقل الملائكة لجسدها إلى السماء! وهذا ما نجده فى كتابات الآباء أيضا مثل (بوحنا الدمشقي) وفى لوحات الفنانين المسيحيين المشهورين مثل (الرسام الإيطالى تيتسيانو فيتشيليو استغرق عامين (1516-1518) لإنجاز جدارية انتقال مريم العذراء). 
كما يقول التقليد إنّها توفيت فى أورشليم، بينما يشير تقليد آخر إلى أفسس التى يقال إنّها قد عاشت فيها مع التلميذ الذى كان يحبه يسوع (يوحنا) لفترة وجيزة قبل وفاتها وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، والذى يهمنا هو إيماننا بأنه حيثما يكون الابن هناك تكون أمه.
ويمكننا القول إن انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد مشاركة فريدة فى قيامة ابنها وصعوده بالمجد نفسًا وجسدًا إلى السماء، واستباق لقيامة القلوب ومشاركةِ النفوس المفتداة بدمِ ابنها فى الأمجاد السماوية، ولقيامة الأجساد فى نهاية الأزمنة للمشاركة فى هذا المجد.
وتجرى فى قرية ماركوبولو فى جزيرة كيفالونيا اليونانية، التى تبعد حوالى 25 كم من عاصمة الجزيرة أرغوستولي، ظاهرة غريبة كل عام، وفى الأيام التى تسبق عيد رقاد والدة الإله الواقع فى 15 أغسطس، وبعده تتوقف هذه الظاهرة ويعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي، وتنقل هذه الظاهرة على شاشات التليفزيون اليونانى بشكل مباشر ليشاهدها الجميع فى كل أنحاء البلاد.
حيث إن أفاعى غير سامة مختلفة الأحجام تظهر بأعداد كبيرة بين 6-15 من شهر أغسطس فى كنيسة السيدة العذراء وتتحرك بين الناس دون أن تؤذى أحدًا من المصلين، فيقف بعضها أمام أيقونة والدة الإله، وبعض المصلين يحملونها على أجسادهم ويداعبونها بأيديهم، والبعض الآخر يكتفى بمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية بقربها، والناس يقصدون الكنيسة بالآلاف من أمكنة بعيدة وقريبة ليشاهدوا هذه الظاهرة الغريبة، وفى هذه الأيقونة للسيدة العذراء تظهر إحدى الأفاعى وكأنّها فى موقف عبادة، والغريب فى الأمر أنها تظهر على رؤوسها علامة تشبه علامة الصليب.
بعد الاستطلاع، تبين أن الكنيسة كانت فى الأساس ديرًا نسائيًا دكه العثمانيون عند احتلالهم لبلاد اليونان، وأرادوا الاعتداء على الراهبات واغتصابهن، وفجأة ظهرت لهم الأفاعى السامة وأرعبتهم فلاذوا بالفرار، ومنذ ذلك الحين لاحظ الناس ظهور أفاعى غير سامة فى المكان كل عام وعند اقتراب عيد رقاد والدة الإله تذكارًا لما حدث ولقدرة الله على إبعاد الشر والأشرار عن عبيده.