الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران باسيليوس يلدو: انتقال العذراء إلى السماء عيد تحول إلى عقيدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر عيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، من أكثر الأعياد قدمًا للعذراء مريم وقد تحول إلى عقيدة الانتقال بالنفس والجسد يعنى «بكامل كيانها البشري»، وعمّ هذا العيد الإمبراطورية البيزنطية ما بين 588-603، وأدخله إلى كنيسة روما البابا تيودورس الأول (642-649)، وهو بالأصل من أورشليم، وجاء تقليد هذا العيد بعد أن كانت كنيسة القدس تقيم منذ القرن الخامس الميلادى بمثل هذا اليوم، عيدًا لوالدة الإِله، عُرف فيما بعد بعيد «رقاد مريم»، ثم بعيد «انتقال القديسة مريم»، منذ القرن الثامن الميلادي.
وانتقل هذا التكريم لاحقًا إلى عدد من الدول المجاورة، إلى أن انتشر فى أوروبا بكاملها وفى عام 1672، تبنّته الكنيسة الأرثوذكسية هى أيضًا وثبتّته فى 15 من شهر أغسطس.
ونظرًا لانتشار العيد فى أرجاء المعمورة فقد ثبتته الكنيسة الكاثوليكية بعقيدة إيمانية راسخة وثابتة واعتبرته من أهم العقائد المسيحية فى الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية بما يخص مريم العذراء.
ولا يعطينا الكتاب المقدس أى معلومات عن انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، ولكنّ الإصحاح الثانى عشر من سفر الرؤيا يتحدث عن امرأة عالقة فى معركة بين الخير والشر: «وظهرت آية عظيمة فى السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثنى عشر كوكبًا، حامِلٌ تَصرُخُ من ألم المخاض… فوضعت ابنًا ذكرًا، وهو الذى سَوفَ يَرعى جَميعَ الأُمَمِ بِعَصًا من حديد» (رؤيا يوحنا ١٢: ١-٢ و٥). إن عظمة مريم، أُمّ الله، الممتلئة نعمةً، والخاضعة بالكامل لعمل الروح القُدُس، تعيش فى سماء الله بكامل كيانها، نفسًا وجسدًا.
الإيمان بأن العذراء مريم بعد وفاتها بفترة قصيرة، قد نُقلت إلى السماء بالنفس والجسد هو جزء من تعليم الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى للمسيحية، كما تعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تم بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، وقد اكتشف فى القرن السادس المكان التقليدى المسمى «قبر العذراء الفارغ» وشيدت هناك كنيسة رقاد العذراء التى لا تزال حتى اليوم المكان التقليدى الذى شهد انتقالها، علمًا أنه يذكر فى الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التى رفعت أو انتقلت بدون موت إلى السماء كالنبى إيليا وإخنوخ.
لا نعلم ظروف ومكان وفاة العذراء مريم، ولكن منذ القرون الأولى للمسيحية ظهرت العديد من الروايات والقصص التى تتحدث عنها وعلى وفاتها ونقل الملائكة لجسدها إلى السماء! وهذا ما نجده فى كتابات الآباء أيضا مثل (يوحنا الدمشقي) وفى لوحات الفنانين المسيحيين المشهورين مثل (الرسام الإيطالى تيتسيانو فيتشيليو استغرق عامين (1516-1518) لإنجاز جدارية انتقال مريم العذراء). 
كما يقول التقليد إنّها توفيت فى أورشليم، بينما يشير تقليد آخر إلى أفسس التى يقال إنّها قد عاشت فيها مع التلميذ الذى كان يحبه يسوع (يوحنا) لفترة وجيزة قبل وفاتها وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، والذى يهمنا هو إيماننا بأنه حيثما يكون الابن هناك تكون أمه.
ويمكننا القول إن انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد مشاركة فريدة فى قيامة ابنها وصعوده بالمجد نفسًا وجسدًا إلى السماء، واستباق لقيامة القلوب ومشاركةِ النفوس المفتداة بدمِ ابنها فى الأمجاد السماوية، ولقيامة الأجساد فى نهاية الأزمنة للمشاركة فى هذا المجد.