الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مسلمون ومسيحيون في رحاب العذراء .. القمص بولا: "نرحب بجميع الطوائف والكنائس وجميع المواطنين والأديان" .. 7 كتب لمعجزات العذراء .. وقصة شفاء "سامية" من السرطان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء، الذى بدأ منذ الأربعاء الماضي، ويستمر لمدة 15 يومًا، كما تقيم العديد من النهضات الروحية فى غالبية الكنائس، ويعد لها برامج روحية خاصة ووعظات وقداس يومي.
ارتبط صوم السيدة العذراء بذكرى صعود جسدها إلى السماء فى 22 أغسطس، والكنيسة القبطية فى تقليدها تبجل السيدة العذراء مريم «فالعذراء القديسة والبتول نطوبها». فقدسية العذراء قررها مجمع أفسس المسكوني، الذى عقد سنة 431 م بحضور 200 من أساقفة العالم، ووضع مقدمة قانون الإيمان التى ورد فيها: «نعظمك يا أم النور الحقيقي».
وتعد «كنيسة فيلبى أقدم كنيسة بنيت على اسم العذراء فى العصر الرسولي، وأقدم كنيسة بنيت باسمها فى مصر كانت فى عهد البابا ثاؤنا البطريرك 16 عام 274، ومن أشهر كنائسها «كنيسة الدير المحرق الأثرية»، التى دشنت فى عهد البابا ثاؤفيلس 23 فى بداية القرن الخامس. ويُعد صوم العذراء من الأصوام المسموح فيها بتناول السمك، بجانب تناول الوجبات النباتية، وهو الصوم الوحيد الذى فرضه الشعب على الكنيسة الأرثوذكسية، ومُعترف به من الطوائف الأخرى، وإن اختلفت التوقيتات والمدد، فمدته عند الروم الأرثوذكس 15 يومًا مثلما الكنيسة القبطية، و5 أيام فقط عند السريان الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، بينما يقتصر عند الروم الكاثوليك على يومى الجمعة بين 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصوم الكلدان الكاثوليك يومًا واحدًا فقط.
ويتوافد محبو السيدة العذراء مريم فى أيام صومها، على الكنائس والأديرة التى شيدت باسم العذراء؛ لأخذ البركة وتوفية النذور «تبرعات» وطلب شفاعتها، ويتسابق محبو العذراء مسلمين ومسيحيين، للذهاب إليها والتبرك بها، ومن هذه الكنائس كنيسة القديس الأنبا بيشوى ببورسعيد.
وقال القمص بولا سعد، كاهن كنيسة الأنبا بيشوى ووكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، إن إحدى السيدات تدعى «سامية»، وهى تعانى من مرض «السرطان»، جاءت لها السيدة العذراء فى حلم ومعها الأنبا بيشوى وبعض القديسين، وعقب ذلك الحلم شفيت «سامية» نهائيًا، وبعدها تم نقل صورة العذراء من بيت السيدة سامية إلى الكنيسة؛ ليتوافد المواطنون إليها من كل أنحاء العالم لأخذ البركة. 
وأضاف «بولا»، أن عدد الزوار يتجاوز عشرات الآلاف سنويًا، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من الزوار مسلمين ومسيحيين، يتوافدون يوميًا إلى الكنيسة، ويتجاوز من خلال 12 إلى 18 أتوبيس رحلات حسب المناسبة، ويتزايد عدد الزوار أيام «الخميس والجمعة والسبت».
ويتابع أن الكنيسة أصدرت 7 كتب للمعجزات التى تمت بواسطة شفاعة العذراء، مؤكدًا أن هناك كنيستان فى بورسعيد على اسم العذراء.
وتنظم مطرانية بورسعيد نهضة العذراء بالتناوب من أسبوع لأسبوع، من كنيسة العذراء ببوسعيد، وكنيسة كنيسة مار جرجس ومار مرقس فى بورفؤاد، وفى غرب بورسعيد كنيسة أبو سيفين ومار مينا، وفى كنيسة العذراء والأنبا بيشوى يوميًا يكون فى مديح من الساعة 9 إلى الساعة 10.
ويواصل كاهن الكنيسة، أن ثوب العذراء يحتوى على لونين، الأبيض والأزرق، لأنها ظهرت بهذا الثوب فى كنيسة العذراء بالزيتون، والأبيض يرمز للنقاوة والطهارة، والأزرق للسماء، لأنها طاهرة ونقية سماوية، والصورة التى تجلس فيها على كرسى ترمز إلى أنها ملكة وتلبس تاجا على رأسها، وملابسها تكون واسعة كرمز للحشمة. وقال: «نحن نرحب بكل الأشخاص من جميع الطوائف والكنائس وجميع المواطنين والأديان من جميع أنحاء العالم».



الرموز الطقسية فى ملابس «أم النور»
دلالات الأزرق والأحمر والأبيض.. فى ملابس البتول
ترتدى السيدة العذراء «الأزرق والأحمر والأبيض»، وللأزرق جذور عميقة فى العهد القديم من الكتاب المقدس، فاللون مذكور بخاصة كلون شعب إسرائيل فى سفر العدد، وفقًا للدكتور جارد ستودت.
«قُل لبنى إسرائيل أن يصنعوا لهم أهدابًا على أذيال ثيابهم مدى أجيالكم، ويجعلوا على أهداب الذيل سلكًا أزرق اللون، فترونها وتذكرون جميع وصايا الرب وتعملون بها، ولا تضلون بأتباع ما قد يكون فى قلوبكم وعيونكم من ميلٍ إلى خيانة الرب». (العدد 15: 38، 39).
واللون الأزرق أو السماوي: لأنها السماء التى حل فى بطنها الله المتجسد، فأصبحت سماء لهذا الابن ويشير اللون إلى الحق السماوي، أما اللون الأحمر أو القرمزي: فهو لون معروف بأنه اللون الملكي، لا يلبسه إلا الملوك والأباطرة، والعذراء بالطبع تلقبها الكنيسة بأنها الملكة وأم الملك، فهى لذلك ترتدى اللون الأحمر القرمزي.
أما اللون الأبيض: فهو رمز الطهارة، ترتدى العذراء طرحة بيضاء على رأسها، فهى العذراء الطاهرة النقية بلا دنس ولا غش.



أيقونة
«العزباوية».. حكاية البطيخ وهروب العائلة المقدسة
تعد العزباوية مقر دير العذراء السريان بوادى النطرون فى القاهرة، ولكن مكانة العزباوية تأتى من مرور العائلة المقدسة بها أثناء هروبها لمصر، فباركت المكان الذى كان حقلا.
تأتى تفاصيل مرور العائلة المقدسة، حسب ما ينشره دير السريان بموقعه الإلكتروني، ففى أثناء استراحة يوسف النجار والعذراء مريم فى الحقل، قالت السيدة العذراء لصاحب الحقل عن قصة هروبهم. 
وقالت له إنك اليوم تزرع بذور البطيخ فى الأرض، وعند الصباح سوف يطرح البطيخ، وعندما يأتى رجال هيرودس يسألونك عنا، فقل لهم إن هذه العائلة مرت علىّ عندما كنت أزرع بذور هذا البطيخ فى الأرض.
اندهش صاحب الحقل من هذا الكلام، لأن البذور لا بد أن تكون فى الأرض لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم نضجها وتصير بطيخًا.
وفى صباح اليوم التالي، رأى الرجل أكثر مما كان متوقعا، إذ إن البطيخ ظهر فى حقله بمنظر بهى جدًا فاندهش الرجل، وأثناء ذلك مرَّ عليه الرجال الذين أرسلهم هيرودس وسألوا الرجل عن العائلة المقدسة، فقال لهم إن هذه العائلة مرت علىَّ لما كنت أزرع هذا البطيخ فى الأرض «حسب قول السيدة العذراء للرجل»، فلما سمع الرجال من صاحب الحقل هذا الكلام، حزنوا جدًا، وقالوا إن العائلة كانت فى هذا المكان منذ ثلاثة أشهر، وقالوا إن مجهودنا ضاع سُدى، ورجعوا إلى بلادهم فلسطين خائبين. 
هى إحدى ثلاث أيقونات قديمة، قد رسمها القديس لوقا الإنجيلي، أتى بها القمص يوحنا الفيومى، أتى من الدير للسيدة العذراء مريم «تسمى أيقونة العجائب» ووضعها فى مقصورة وأشعل أمامها قنديلًا، فتوافد الناس عليها من كل مكان، فذاع صيتها واشتهرت بالست العزباوية.
ويأتى اسم العزباوية، لأنه كان رؤساء الدير يقيمون ببلدة الطرانة «بحيرة» حتى انتقل منها القمص يوحنا الفيومى إلى قرية أتريس التابعة بمركز إمبابة؛ نظرًا لوجود أراضى وقف الدير بها، ولما صار الدير فى عهده يملك بعض العقارات بالقاهرة اختار له مقرًا بالدرب الإبراهيمى فى حى الأزبكية وظل به إلى أن توفى.
(معجزات للأيقونة)
يقول البعض حدثت فى الأربعينيات من هذا القرن عن لسان الأب المسئول عن العزباوية فى ذلك الوقت، معجزة لسيدة يونانية حضرت لأبونا فى العزباوية، وكانت تبكى بحزن شديد وحرقة قلبه وذلف لمدة 12 يومًا متتالية، كانت كل يوم تبكى أمام الأيقونة لمدة طويلة «حوالى نصف ساعة»، وبعد ذلك تعطى أبونا ريالًا- ليضعه فى الصندوق- لعمل تمجيد للعذراء العزباوية.
كان أبونا يتعجب من أمر هذه السيدة وإلحاحها وحزنها الشديد، فسألها عن سبب ذلك، فأجابته قائلة: «ابنى فى الجيش الإنجليزي، وأرسلوه إلى لبنان، وكان دائمًا يرسل لى لأطمئن على أخباره، وفى آخر خطاب له كتب لى بأنه مريض جدًا، وبعد هذا انقطعت خطاباته، وأنا خائفة من أن يكون قد مات، وعايزة الست العزباوية ترجعهولى سليم».
فى اليوم الثالث عشر يقول أبونا: «فتحت الباب كالعادة فى الصباح الباكر ووجدت هذه السيدة أول الداخلين، وعندما رأتني، صاحت بفرح: أبونا.. أبونا.. أنا عايزة تمجيد النهاردة بجنيه «وقتها كان للجنيه قيمة كبيرة جدًا»، فأراد أبونا أن يستفسر فأجابت السيدة: «أخيرًا وصلنى خطاب من ابنى، وبدأت تترجم له الخطاب المكتوب باليونانية». 
يقول الابن لوالدته: «بعد التحيات والسلام.. كنت مريضًا جدا وملازما للفراش، والست اللى انت بعتيها لى بزجاجة الدواء هى سبب شفائي، لأنها قالت لى: والدتك أرسلتنى إليك، وشربت من الزجاجة فشفيت فى الحال، وسألتها بعد ذلك عن اسمها كى أرسل إليك لأعرفك، فقالت لى: أنا اسمى «العزباوية» وبنفس اللهجة، كتبها باليونانية كما هنى «العزباوية».
وردد قائلًا: الست اللى اسمها العزباوية، اللى أنت بَعَتيها هى اللى شَفتنى، وكانت هذه أول مرة يسمع باسم العزباوية فلم يكن يعرفها من قبل.