في مثل هذا اليوم 8 أغسطس تنيحت القديسة بائيسة.
ولدت في "منوف" أحد مراكز محافظة المنوفية، لأسرة غنية تقية.
عقب وفاة والديها حولت منزلها لمأوى للغرباء والمساكين.
قبلت كل فقير ومحتاج قصدها، حتى نفذ مالها كافة.
استغل قوم من أهل المركز محنتها المالية، وجذبوها إلي طريق الشر، حيث حولت بيتها مكانا لممارسة الرزيلة، والبغاء.
وصل هذا الخبر لرهبان، وآباء برية شيهيت، وحزنوا عليها حزنا عظيما.
ارسلوا لها القديس يوحنا القصير لينتشلها من الفساد، عوض عما صنعته من الخير. ذهب "يوحنا" حيث تقيم بائيسة، ظنت أنه قاصدا اللذة، فتزينت له، ولكن بكى يوحنا بكاء شديدا عندما رآها، فسألته لماذا تبكي، فقال لها: "لأني أعاين الشياطين أمام وجهك"، ولما سألته التوبة، نصحها بترك هذا المكان والذهاب معه.
أخذها لأحد أديرة الراهبات القريبة من جبل شيهيت.
خرج يوحنا بعيدا عن الدير، وبدأ يصلي صلاة نصف الليل، فرأى عمودا من النور، نازلا من السماء، متصلا بالأرض، وملائكة الله حاملين روح بائيسة.
قصد ديرها فورا، فوجدها فارقت الحياة.
صلى إلى الله بحرارة، طالبا أن يعرفه أمرها فجاءه صوت قائلا: "توبتها قد قبلت في اللحظة التي تابت فيها".
تم دفنها، وعاد القديس للآباء وحكى لهم ما حدث، فشكروا الله على مراحمه، ومحبته، التي أنقذتها من الهلاك في الأيام الأخيرة من حياتها.
