بمجرد أن تطأ قدمك أرض دير العذراء المحرق، ستلاحظ على الفور الحِراك الزراعي، والصناعي، بل والصحي أيضًا، حيث يبدأ العمل من الرابعة صباحًا، وتمثل هذه النشاطات رزقا واسعا لعدد كبير من الفقراء والمحتاجين، كما يوفر فرص عمل لمئات الشباب.
عن مختلف النشاطات به، وآلية إدارة الدير لها، يقول الراهب "عزرا" يعمل بحراثة أرض الدير: "دأب الدير منذ القدم على تقسيم الرقعة الزراعية التابعة للدير إلى قطع صغيرة، ليستفيد وينتفع بها عدد أكبر من المستأجرين، لما تدره هذه الأرض من ربح كبير، وهنا نظام مستقيم لا يمكن لمستأجر أن يجور على مستأجر آخر، وتعتبر القطعة ملكا خاصا، لدرجة يتم توريثها للزوجة أو الأبناء بعد موت الوالد، في مثال قوي على الرحمة والعمل الجماعي الصحيح".
وتابع: "الدير يقدم مساعدات للمستأجرين من آلات زراعية لا يملك المستأجر مقدرة مالية على شرائها، وسنويا، ومن موسم لآخر، يستغل الدير عددا كبيرا من الشباب في الزراعة، مما يفتح بيوتهم ويوفر لهم قوتا وافرا".
ومن الناحية الصناعية، يقول الراهب "يسطس" يعمل في الصناعة: "العمل هنا للجميع، للمسلمين قبل المسيحيين، مشيرا إلى أن الدير يهتم بصناعة منتجات الألبان، وصناعة البلاط، وكافة أعمال البناء الحديث من أخشاب، وبوابات، وأدوات صحية، وكهربائية".
وأضاف: "كل هذه الصناعات تدرّب عليها أعداد كبيرة من العاملين، وأتقنوها بحرفية شديدة، حتى أن بعضهم هاجر لدول خارجية، وعمل بهذه الحرف والمهن"، مضيفا أن الدير به مصانع للسجاد ".
وعلى المستوى الصحي، يقول أحد الرهبان الذين تخرجوا من كلية الطب: "الدير يهتم بالمرضى الفقراء، غير القادرين على تكاليف العلاج الخارجي، كما حرص الدير منذ زمن، على مد أهالي المنطقة بالمياه النظيفة".
وأكد أن هناك مواعيد ثابتة، يصرف فيها الدير معونات مالية، ولحوم، وغلال، لمئات من الفقراء والأرامل، والأيتام، كما يساهم في إعانة الطلبة المحتاجين مصاريف دراستهم، وكل هذه المعونات للمسلمين والمسيحيين، دون تفرقة، فالخدمة والمساعدة مقدمة للإنسان".
