الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

نبيل فهمي يتحدث لـ«البوابة نيوز».. وزير الخارجية السابق: ما تقدمه مصر للشرق الأوسط عجزت عنه أمريكا.. القاهرة بدأت إصلاح أخطاء 50 عامًا من عدم التغيير التدريجي

السفير نبيل فهمى
السفير نبيل فهمى خلال حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لابديل عن إنهاء احتلال إسرائيل لفلسطين.. والشرق الأوسط يعيش ربيعًا متوترًا
الصين ستصبح قوة سياسية دولية تناطح أمريكا خلال 10 سنوات.. وقدرة العرب على طرح حلول سياسية والتأثير فيها ضعيف
مضايق البحر الأحمر ستكون ساحة صراعات عديدة إذا لم يُسيطر عليها عربيًا.. ومصر قادرة على استيعاب جيرانها
تركيا وإيران «تتخبطان» والحل فى إجراءات بناء الثقة تجاه العرب.. والحرب ستلحق بهما خسائر فادحة


«أزمات واضطرابات لا تنتهى فى منطقة الشرق الأوسط تحديدا، فما بين أعمال خسيسة تقوم بها إيران فى منطقة الخليج العربى دائرة، وسعى تركيا إلى الدخول العسكرى فى ليبيا وسوريا والعراق، تتضح رؤية المتابعين حول المؤامرات والتحالفات من قوى الشر ضد دول المنطقة العربية قبل أن تنضم للقائمة دولة السودان التى أصبحت على صفيح ساخن».. بهذه الكلمات لخص السفير نبيل فهمى، وزير خارجية مصر السابق، وعميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الأوضاع فى المنطقة العربية فى حواره لـ«البوابة نيوز»، موضحا رؤيته لتحليل الأوضاع ووضع نقاط فوق حروف عديدة تكشف الغموض حول الكثير من ملفات المنطقة، وإلى نص الحوار..



■ كيف ترى سياسات مصر الخارجية الآن؟
- ما شاهدناه فى الـ٨ سنوات الماضية، تجاوز ما فعلته دول كبرى مثل الولايات المتحدة، خاصة فى الشرق الأوسط، والسبب فى ذلك أن المجتمع الدولى يتم إعادة ترتيبه مرة أخرى، والمنطقة تمر بإعادة تكوين ذاتي، فى ظل وجود أطماع من داخل المنطقة وخارجها، والعديد من الدول العربية مرت بتحديات وترتب على ذلك انشغالها، وإذا قيمنا الدول تقييما سليما، فلا يمكن هذا على فترة قصيرة، مصر كان لها دور مميز، بنجاحات وإخفاقات خلال القرن الماضي، وقريبا سيكون لنا دور مختلف وكبير، بحكم التاريخ وتجارب كثيرة وفرت لنا دروسا مستفادة، وأنا أثق فى قدرة مصر على دورها المتميز فى الشرق الأوسط والعالم، على أن نكون على وعى تام أن الدور لن يكون كما كان فى الماضي، بل أفضل.

■ من وجهة نظرك.. من هو المنافس القادم لأمريكا فى المجتمع الدولي؟
- الصين لم تكن دولة سياسية فاعلة فى النصف الثانى من القرن الماضي، لكن أظن أن الصورة قد تتغير كثيرا خلال العشر سنوات القادمة، وستصبح دولة عظمى وتقف فى وجه أمريكا وفى وضع تنافس، فالصين دولة قديمة تنتهج استراتيجيات طويلة الأجل، وأمريكا تعتبرها الخطر الأكبر لها، وليس روسيا، فهى بدأت بالتوسع الاقتصادي، وسيكون لها دور كبير فى القرار العالمى خلال السنوات القادمة، خاصة بعد توسعاتها الاقتصادية التى فعلتها حتى فى أمريكا وأوروبا، ما تسبب فى حدوث حرب تجارية بينهما، منها أزمة «هاواى»، التى تدخل فيها الاتحاد الأوروبى ليشكل ضغطا على أمريكا، لأنه ليس لديه هذا النوع من التكنولوجيا.


■ بعض العرب غابوا عن الساحة ولم يعد غير البعد الثقافى والتاريخي.. ما أسباب ذلك؟
- بعض العرب يعانون حالة الاعتماد على الغير، لعقود طويلة من الزمن، ترتب على هذا أن التأثير على القدرات الذاتية فى مجال الأمن القومى وأقصد السياسية والعسكرية، مقارنة بأطراف غير عربية فى المنطقة، والدليل على ذلك أن قدرة العرب على طرح حلول سياسية والتأثير فيها ضعيف، والدليل المادى ٥ قضايا على الساحة لا يوجد طرح سياسى واحد.
وأيضا تحفظ المجتمعات العربية ومعارضتها للتغيير التدريجى بالتنمية والتطوير فى كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، الذى يعتبر سمة من سمات الحياة، وأيضا الأجيال الحالية عربية راسخة وبها جزء من العولمة، فالإنترنت سهل حصول المواطن على المعلومة سواء سلبية أو إيجابية، ولكى أحمى المواطن من ترويج المعلومات الخاطئة لا بد من النشاط فى نشر المعلومات السليمة.

■ هل خرجت مصر من إشكالية التغيير التدريجي؟
- ما نشهده الآن إنجاز ضخم سواء على مستوى البنية الأساسية والاقتصادية والتعليم والصحة، وما يتم تنفيذه الآن هو إعادة إصلاح لأخطاء ٥٠ عاما من عدم التغيير التدريجي، فالآن ٦٥٪ من المجتمع شباب، ومصر انتقلت من مراحل رفض التغيير إلى مرحلة محاولة الإصلاح الإيجابي، ويجب أن يستكمل ذلك فى المجال الاجتماعى والتشريعى والسياسى والفكري، دون الالتفات إلى جبهة المشككين.


■ ننتقل غربا إلى ليبيا.. كيف يتم حل الموقف المعقد هناك؟
- لا بديل عن الحل السياسى الذى يجمع شمل التركيبة الليبية، وأحذر من إغفال جنوب ليبيا وهى ساحة مضطربة جاذبة للمتطرفين وأصحاب الأجندات الهدامة، وأدعو مصر والجزائر وتونس، لمزيد من التعاون لتهدئة الموقف هناك لخطورة الملف، خاصة تلك البؤرة الواقعة هناك فى جنوب ليبيا.

■ ما الحل التوافقى لإنهاء الأزمة فى السودان؟
- الحل يجب أن يكون سودانيًا، والتوصل إلى توافق على تشكيل وعمل اللجنة الرئاسية للمرحلة الانتقالية، وهناك بدائل عديدة وحلول مختلفة للنقاط الخلافية إذا غلبت النيات الحسنة، منها أن يُتناوب على منصب رئاسة اللجنة ونائبه على سبيل المثال كل ستة أشهر بين العسكريين والمدنيين، وفى المقابل ترجّح الأغلبية لصالح المؤسسة العسكرية تارة، والمدنيين تارة أخرى أيضًا كل ستة أشهر، حيث لا يحظى أى منهما بمنصب رئيس المجلس والأغلبية فيه فى آن، حفاظًا على التوازن التوافقي.

■ كيف يحدث هذا فى ظل وجود أجندات خارجية سواء فى ليبيا أو السودان؟
- وجود ممارسات خشنة ومطامع فى الدول العربية، موجود على مدار التاريخ من الدول العظمى والاستعمارية القديمة، ولدينا بديلان إما نترك الساحة، أو نبادر باقتراحات وننافس ونصارع لإنقاذ الوضع العربى كله، ويجب ألا ننسى النقاط الجوهرية فى المنطقة كلها كانت بمبادرة إقليمية، ومصر دائما صاحبة قرار الحرب والسلام فى المنطقة، لم تكن روسيا أو أمريكا، فمثلا فى عام ١٩٧٣ قرار الحرب كان مصرى شجاع، دون رغبة هذه الدول، وأيضا عملية السلام تمت بدون رضاء أمريكا وروسيا، والقرار اتخذه الرئيس أنور السادات، وأيضا مؤتمر مدريد ١٩٩١، وبالتوازى وجدت مفاوضات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكلها لم تكن برضاء الأمريكان أو الروس، وأيضا خطأ تاريخى فادح للرئيس العراقى صدام حسين، باحتلال الكويت، أدى إلى تغير الساحة فى المنطقة بالكامل، ولم يكن لإعطاء الأمريكان رسالة واضحة بأن الدخول خط أحمر، وهنا لم يمرر غزو عربى لدولة عربية، بدأ بانقسام عربى عميق، وانتهى بتدخل أمريكى وغربى فى المشرق، ثم وقع غزو العراق بعد سنوات، وإعادة تخطيط المنطقة كلها لصالح إيران، البداية هنا كانت خطأ عراقي، والغير انتهز الفرصة، وما شاهدناه فى العراق أدى لانتشار النفوذ الإيرانى على حساب دول عربية، كل ما يحدث فى الشرق الأوسط تستغله إسرائيل وإيران وتركيا وأمريكا، لخدمة مصالحها، وأنا لا أنفى وجود تدخل خارجى ووجود مؤامرات، وهذا لا يعنى أننا لا نتحرك إقليميا لمواجهة التحديات.


■ إذن.. هل الربيع العربى مؤامرة خارجية؟
- طبيعة فصل الربيع أنه متقلب وغير مستقر، وأعتبر أن الثورات العربية وطنية فى الأساس وترجمة لرغبة مشروعية للحكم الرشيد، وإنما تفاقم المشاكل وضعف البنية الأساسية هى التى سمحت بل شجعت المتآمرين على استغلال الموقف وهذا ليس جديدا، فوجود أطراف لديها خطط ومؤامرات أو إيعاز للشعوب لتحقيق مصالحها هذا موجود، ولكى تنجح فى هذا لا بد من وجود نقاط ضعف، هل يوجد شك أن أمريكا والغرب كانوا يسعون لتفتيت الاتحاد السوفيتي، وجاء سبب نجاحهم نقاط الضعف الداخلية، وذلك دول الربيع العربى كان لديها مشاكل داخلية بدون أدنى شك، ورد الفعل الشعبى اختلف وأيضا النتيجة اختلفت فى كل دولة على حدة، والأساس هو عدم وجود حكم رشيد، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والسياسية.

■ إيران ترتكب جرائم خسيسة.. وتركيا تتدخل فى شئون الدول.. كيف يخرج الشرق الأوسط من هذه الأزمة؟
- قد يدفع العرب فى الشرق الأوسط الثمن غاليًا فيها مرة أخرى، لترددهم فى أخذ زمام المبادرة الإقليمية، وتحديد مصائرهم بأنفسهم، فالدول الاستعمارية كانت تسيطر على الدول عبر الأرض، الآن فالتطور التكنولوجى غير كل هذا، والتأثير الآن ليس بإطلاق صاروخ على بعد ٥٠ كيلو مترًا، وإنما عبر القارات، والتأثير ليس بالقوة العسكرية أو الاقتصادية، والعولمة فرضت معايير وتعريفات جديدة للقوة، منها الفكرية مثل نشر معلومات عبر وسائل التواصل المجتمعي، أو أفلام هوليوود فى وجهة نظرى ترويج محتوى لأسلوب حياة معين، يروج لغير الغرب، يخدم مصالح أمريكا.
يجب ألا ننسى أن العرب والمسلمين، أساس التنمية فى أوروبا، وكان لهم تأثير فكرى وثقافى وحضارى، فى علوم الطب والرياضيات، وأساسه علماء مسلمين، وعندما انكمشنا ذاتيا من حيث الفكر، تحولنا من طرح الفكر الواعي، إلى المعادلة الغربية المادية، وأصبحت مشكلتنا عندما نقارن بدولة غربية اقتصادية، فالمقارنة غير مجدية، ودورنا الآن لا يؤثر إلا فى الساحة الشرق الأوسطية.
فالعالم مضطرب والشرق الأوسط أكثر اضطرابا، والجميع يتطلع إلى رؤية مستقبلية، وأتمنى أن أسمع من ١٠ دول عربية رؤيتهم للمستقبل، سواء وطنيا أو إقليميا، حتى لو اختلفت من دولة إلى أخرى، إذا وجدنا طموحات مختلفة سنصل لتعاون اقتصادى متكامل، وأيضا الترتيبات الأمنية ومواجهة الأزمات، وكذلك تحديد العلاقات بين العرب والدول غير العربية المحيطة بنا مثل إيران أو تركيا أو إسرائيل، ولا أقصد بذلك طرح حلول وإنما رؤية، وإذا لم يحدث هذا سيكون هناك «سايكس بيكو»، جديد لتقسيم المنطقة بما يخدم مصالح دول أخرى، وهذا ما نشهده رغم أن التقسيم ليس جغرافيا.


■ كيف نفعل هذا فى ظل الوضع المتأزم الآن؟
- المنطقة لن تستقر إلا باستقرار العلاقات مع إيران وتركيا، ولا يجوز إطلاقا أن المحاور الرئيسى والمفوض فى القضية الفلسطينية ودول ليبيا أو سوريا أو اليمن أو السودان، كلهم غير عرب، ليس لدينا فكر، فى المقابل غياب للفكر العربى، وهذا أمر غريب جدا، وأقترح أن نبدأ بحديث عن بناء الثقة مع إيران، عبر حوار محدد من ٣ دول عربية ثقيلة بينها مصر، والحديث يكون عن القضايا الأمنية وعلاقات حسن الجوار وحرية الملاحة، وهذا على المدى التكتيكي، أما على المدى الاستراتيجي، يكون هناك حوار شامل وهذا مستحيل الآن..
أما فى تركيا، المطلوب أن تحاور عددا من الدول العربية، فى إطار بناء الثقة، والحديث عن عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان، ووقف مساعيها العسكرية فى سوريا وليبيا، وذلك قبل الدخول فى حوار شامل أيضا.

■ هل تتوقع دخول إيران أو تركيا فى حرب مع الدول العربية؟
- الحرب لن تكون فى مصلحة الدولتين، لأن خسائرهما ستكون فادحة، ولذلك دائما يقومون بمناوشات وأفعال خسيسة سواء إيران فى دول الخليج، أو تركيا فى سوريا وليبيا، ولا بد من طرح عربى وإجراءات صارمة تطالبهما بإعلان إجراءات لبناء الثقة معهما بخطوات محددة تخدم مصالح جميع الأطراف، وإذا كان هناك قدر من المصداقية يكون هناك حوار، فكل يوم إيران تتفاوض مع بريطانيا أو روسيا أو أمريكا، ولا يوجد حوار مع العرب لماذا، لعدم وجود طرح عربى حتى الآن.

■ وما آليات مواجهة محاولات السيطرة على مضايق البحر الأحمر؟
- القضية ليست تسلحا فقط، وإنما علاقات مع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، ومصر بذلت مجهودا كبيرا لتطوير العلاقات مع هذه الدول، هذه المنطقة ستكون ساحة صراعات عديدة، إذا لم نستفد من العلاقات مع إثيوبيا وإرتيريا ونطورها لبناء الثقة معهما ليعلما أن مصلحتهما من مصلحتنا، عبر نشاطات بحرية عسكرية للسيطرة على التهريب وخلافه، إلى أن نصل إلى منظومة أمنية قوية من الدول العربية لحماية مصالحها.


■ ننتقل إلى صفقة القرن، هناك إجراءات سياسية واقتصادية أمريكية لإنجاحها.. ما رؤيتك؟
- صفقة القرن لم تعلن بعد، وما أعلن عنه أمران لا يخرج عن إجراءات أمريكية سياسية، وأخرى اقتصادية، وكلها فى غاية السوء، سواء بنقل السفارة إلى القدس، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ووقف الدعم الأمريكى للاجئين الفلسطينيين، وتصريحات من السفير الأمريكى عن الاستيطان أمر مشروع، وأن الضفة الغربية ليست محتلة وإنما منطقة نزاع، وهذه المواقف تثبت أن الراعى الأول لعملية السلام يخل بأسس عملية السلام، والأمريكان لا يؤيدون حل الدولتين، من الصعب أن أفترض إيجابيا على واقع سلبى أعلن قبل طرح المبادرة، كيف نقبل بهذه الصفقة وقد تغير الواقع على الأرض، وتحول الأمر من موقف عربى صلب إلى موقف على الرمال المتحركة، ونجاح الصفقة فى رأيى مرهون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.

■ وما مصير صفقة القرن؟
- كوشنر ذكر أنه يجب النظر إلى هذه المبادرة على أنها «فرصة القرن» من الناحية الاقتصادية، وذلك مقابل ٥٠ مليار دولار إجمالى، منها ١٢.٥ مليار دولار منحا والباقى قروضا، على مدى ١٠ سنوات، بمعنى ٥ مليارات دولار فى السنة، وكل هذا على ٥ دول، وهذا أمر اقتصادى ضعيف للغاية، الطرح مقابل الحافز الاقتصادى غير مقبول، فالعرب لن يتنازلوا عن حل الدولتين مقابل منح وقروض، وحتى الآن لم يتم طرح المبادرة، وأنا كمفاوض سابق لا أتخذ قرارًا حول فكرة إلا بعد طرح المبادرة كاملة.


■ هل يطلق عليها رشوة مقابل التنازل عن الأراضى العربية؟
- فكرة الحافز الاقتصادى ليست جديدة، وإنما طرحها كبديل للحق الوطنى غير مقبول وليس له أى أساس، وإن كانت رشوة فهى ليست منطقية، هل يعقل أن ترشى أحدًا ليترك منزله، فالفلسطينيون لن يقبلوا بالراحة الاقتصادية مقابل ترك حقهم الأصيل فى الأرض.

■ متى يتم قبول «صفقة القرن» من جانب العرب؟
- إذا طرح الحل السياسى على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، مع وجود دعم اقتصادي، فإنها ستكون «حل القرن»، أما إذا كان على ما نشاهده الآن بالتغاضى عن الحق الفلسطينى مقابل الأموال فستكون أفشل صفقة فى التاريخ.